عبد الجبار العتابي من بغداد: اكد الشاعر العراقي المتخصص بأدب الطفل جعفر علي جاسم ان لا مستقبل لشعر الاطفال في العراق لعدم وجود شعراء مميزين في هذا المجال، مشيرا الى ان العديد من الشعراء (يستنكفون) من كتابة هذا النوع من الادب فضلا عن وجود شعراء يجدون صعوبة فلا يقتربون منه لانه بالفعل صعب حسب رأيه، واوضح الشاعر الذي هو من مواليد 1942 الى انه بدأ مع شعر الكبار الا انه تركه هربا من ضغوطات الكتابة للاشخاص والمديح المجاني.


* منذ متى بدأت مع شعر الاطفال؟
- بدأت عام 1982 ونشرت اولى قصائدي في مجلة مجلتي وجريدة المزمار والحمد لله نجحت وهو ما جعلني اتواصل الى يومنا هذا وحصلت على العديد من الجوائز.

* كيف تخصصت بالكتابة بشعر الطفل ما الذي دفعك اليه؟
- اردت ان ابتعد عن شعر الكبار لكي اختبيء من طلبات الكتابة للنظام المباد باللجوء الى الكتابة في شؤون ثقافة الاطفال وحين يسألونني اقول :انا شاعر طفل واعتبره تهربا في الحقيقة والحمد لله، لانني لا اريد ان اتعرض الى ضغوطات تجبرني على المديح المجاني للاشخاص.

*يعني هذا انك بدأت مع شعر العادي منذ متى كان ذلك؟
- بداياتي مع شعر الكبار منذ عام 1967،انا من مواليد 1943، ونشرت في عدد من الصحف العراقية منها جريدة الجمهورية والراصد ومن ثم في مجلة العربي الكويتية اكتب الشعر الوجداني ولكن منذ عام 1980 تفرغت لشعر الطفل والحمد لله اعتقد انني نجحت واكبر دليل على نجاحي دخول اربع قصائد لي في المناهج التربوية للمرحلة الابتدائية في زمن النظام السابق.

* وهل احببته فعلا؟
- نعم لاسيما انني احب الاطفال كثيرا، وكنت اتغنى به لاطفالي.

* بماذا يتميز شعر الطفل برأيك؟
- بالرقة والعذوبة وغالبا ما يكون من السهل الممتنع والا لن يشعر به الطفل.

* كيف تختار كلماتك وكيف تتغنى بها للطفل؟
- انا اكتب على السليقة ولا اختار وزنا واحدا، انا حين ابدأ بكتابة القصيدة اعرف تلقائيا على اي وزن واستمر عليه لانني على معرفة تامة ببحور الخليل ابن احمد الفراهيدي.

* ايهما اصعب الشعر العادي ام شعر الطفل؟
- شعر الاطفال طبعا اصعب بكثير وصعوبته تكمن في انك لابد ان تتقمص شخصية طفل وتجعل الطفل يشعر ان من يكتب هذا الشعر له طفلا مثله، وهذه الحالة صعبة جدا فضلا عن العروض والنحو والبلاغة.

* كيف ترى واقع شعر الطفل في العراق الان؟
- الساحة الان خالية من شعر الاطفل وهذه حقيقة لان كل الذي اقرأه مما ينشر هو مختل الاوزان وانا اتكلم ولا ينفع الكلام لان من يكتبه مجرد رص للكلمات، ويمكن القول للتوضيح اكثر : هناك شعر ولكنه غير جيد، اغلبه مختل الاوزان ويفسد الاذن الموسيقية لدى الطفل ويبتعد به عن اللغة العربية، ليس الاشكال في اختيار الكلمات الصحيحة بل انما لا يستطيع الشاعر ان يوصل للطفل الشيءالذي يريده لان الشاعر مهمته التوصيل.

* هل لدينا شعراء للطفل ام لا؟
- لدينا ولكن ليس معولا على اشعارهم لانهم لا يقدمون نتاجا جيدا وغير متمكنين من ادواتهم، لا اقصد احدا بعينه ولكن هذا واقع الحال.

* لماذا برأيك هذا الانحسار؟
- لعدم تشجيع هذا الشعر، وبالمناسبة هو الشعر بصورة عامة ليس هنالك من يشجعه فكيف بشعر الطفل، الا الذين يجيدون ويعشقون هذا الشعر ومندفعون من ذواتهم.

* برأيك هل يستنكف الشعراءالكتابة للطفل؟
- نعم.. نعم، هذا سؤال مهم، نعم هناك الكثير من الشعراء يستنكفون كتابة هذا النوع من الشعر وهناك من يجدون صعوبة، على انه شعر للاطفال اومثل ما يسميه البعض (شعر زعاطيط) واعني بذلك انهم يستهينون بالطفل على الرغم من ان الطفل هو البنى التحتية للمجتمع.

* كيف يمكن الاشارة الى تميزك في هذا المجال؟
- كتب عن شعري للطفولة عمالقة الادب في العراق مثل الدكتور احمدمطلوب رئيس المجمع العلمي العراقي، والاستاذ الدكتور داود سلوم، والاستاذ الدكتور هاشم طه سلاس، والدكتور نعمة رحيم العزاوي، والدكتور محمود الجادر والدكتور عبد الامير الورد والدكتور علي جواد الطاهر والدكتور نجاح هادي كبة والدكتور حسين سرمك حسن والاستاذ عبد المجيد الشاوي والاستاذ شكيب كاظم السعودي والاستاذ زهير احمد القيسي ويوسف نمرذياب.

* ما خلاصة اقوال هؤلاء عنك؟
- استحسنوا شعري الذي كتبته للطفل بالغ الاستحسان، فمنهم من ربعني على عرش التربية العراقية شعرا، ومنهم من ربعني على عرش التربية العربية شعرا، ومنهم من جعلني الخامس بين ادباء العالم الذين يكتبون للطفل ومنهم من فضلني على احمد شوقي في كتابته للطفل واراء كثيرة تصب في مجرى ابداعي لقصيدة الطفل.

* كيف ترى حال النشر لادب الطفل؟
- ليس هنالك سوى منفذ واحد هو دار ثقافة الاطفال التي تسعى جاهدة الى ان تصدر ما يتوفر لها من نصوص.

* كيف ترى مستقبل قصيدة الطفل في العراق؟
- بناء على الواقع ارى ان ليس لها اي مستقبل في العراق، ولكن في الوطن العربي لها مستقبل مثلا في الخليج العربي خاصة، العراق اصبح متخلفا في اكثر من مضمار ولاسباب كثيرة، فليس هنالك شعراء جدد ظهروا على الساحة ذلك ان الذين نجحوا لم يحققوا اي نتائج ترضيهم فكيف تريد ان يأتي من ليس لديه مؤهلات فمن الصعب ان يتقدم في هذا المجال.

*هل يبحث شاعر الطفل عن مردود مادي؟
- المفروض هكذا، ولكن اين مجال النشر كما نريده، لذلك يكون الشاعر مسيرا وليس مخيرا

* اي امنية لديك وتتمنى تحقيقها؟
- اتمنى من الشركات الفنية في العراق والوطن العربي ان تهتم بغناء قصيدة الطفل الفصيحة والعمودية بالتحديد، واتمنى ان تطلع هذه الشركات على نتاجاتي الشعرية في هذا المجال وانا واثق من النجاح.