تجاعيد
لا تتبرّجي وانْحلقي
أيتها اللحيةُ- القناعُ،
كي أرى
تجاعيدَ وجهي.


لوحة

وضعتُ خاتما فوق إصبعي،
ومحبسينِ جنبهُ،
ومسبحةً ربطتُ بها معصمي
وربطةً حول العنقِ،
رأيتُ في المرآة نفسي،
مثل لوحةٍ مزركشةٍ،
عُلقَتْ من قُفْلِ مُتحف.

مسكُ الختام

أغمِضي عينيكِ،
وضعي ختمكِ فوق الشفتين،
كي تكوني مسكَ ختامي
أيتها القبلة ذاتُ الجناحين.

نقص

بحثتُ طويلا
عن حدودٍ غائبة،
في كتب الخالقِ،
فألفيتُها خاليةً،
من سورةِ النهدين.

عمر

أمْسَكْتُ عُمْري من تلابيبهْ،
فألْفَيْتُ الخيوطَ جميعَها مُتَهرّئة.


أقزامٌ وخرائط

كنايةُ الغابةِ عن نفسها،
في سامقِ أشجارها وانحناءة الأغصان للجذور،
ثمة الزاحفُ والصغيرُ والكبيرُ في عالم الحيوان
يحكُّ الدلفينُ بالموج جسمَهُ،
البلبلُ يشدو والأسودُ تزأرُ،
أما في قواميسِ أهل الفانيهْ،
فيعلو الصغيرُ الكبيرَ
ويأكل النبيلُ من صحن الزانية
رأيتُ قزمينِ في الطريق رأسَ فارس
يحملان فوق سيفهِ،
ورأسُه يقطرُ أحرفا
ليرسمَ فوق الرّمل
خرائطَ الغفران.

عزق

زرعتُ ورودا وأشجارَ فاكهةٍ،
حينما حانَ قطفُ الثمار،
رأيتُ الأفاعي
تُعَشّشُ فيها،
وبعضَ الخنازير تعزقُ
قلبَ الجذور.

27-07-2011

سطو

حفرتُ حول الكرة الأرضيةِ خندقا
وضعتُ فيه وأشعلتُ نفطَ العرب،
سطوتُ على مصرف اللهِ،
ثم نثرتُ ما كسبتهُ من مالٍ وفيرٍ
في الفضاء،
رأيتُ الناسَ لا تجمعه لكثرتهِ،
صوّرْتهُ وأرسلتهُ بالبريد الاليكتروني،
للسماء السابعة،
مازلتُ أنتظر الجواب:
رِجْلٌ في الفراغ وأخرى بالباب عالقهْ
العينان مفتوحتان والنوافذُ مُشرعهْ.


زهرةٌ في شقوق حجر

مثلما تصعدُ أهبطُ،
أعلو كما تنزلُ،
لا فرق،
رأيتُ وجوها تحدقُ في الأعالي وهي تلهثُ
وأخرى وراءَ الضباب تغيبُ
كانت الأولى تُعرّج للسماء
عارية الصدر منحوتةَ الأضلاعِ
كانت الأخرى تهبط في قبضة الفراغِ
مثل رميةٍ في سراب.

تَذكّرْ لغةَ الضوء أيها السوادُ
وأنتَ أيها النهارُ،
تَأمّلْ سطوةَ الظلام
بين المغيبِ ونظرةِ الأعمى

أنت ترنو للأمام،
لكنّ سهمكَ يمضي للوراء
أنتَ تجلسُ بالعكس،
يحرسكَ العصفُ،
وتسكنك الريح.

مشهدٌ في قفير تُحيطُ به هاويةْ
زهرة في شقوق حجر.

09-07-2011


طوالَ كلّ هذا الموت

أتكفي قطراتٌ تسّاقطُ فوق الحجرْ
كي تقولي: دمك النازفُ ينحت الصمتَ
مثلما كلمات شاعر في حفلة موته
أتكفي حشرجةٌ كي تقولي: أنصتوا لخرير الكلام الكظيم
خلف الشفتين. هل الموتُ له قلبٌ وعقلٌ، هل له رئتان؟
أتكفي رحمةُ الله عليه، كي تقرئي الفاتحةْ،
وتدْعينَ له رحلة ناجحةً في عالم الغيبِ
حيث النحيبُ لا يُسْمعُ، والدعاءُ لا يُستَجاب،
والشعرُ لا تسْمَعُهُ الملائكةْ-
هي مشغولة بعدِّ السيئات والحسناتِ نثرا
والبقيةُ تستلهُ من سورة الفاتحة.
أتكفي كلّ هذه الكدمات في الذاكرةْ
كي تقولي: ستبقى طويلا في أرواحنا عالقا
مثل فاتورة مُؤَجّلةْ
أتنسي أنّ وعدا بقبلةٍ يكفي
كي أظلّ منتظرا
طوال كلّ هذا الموت.

11-07-2011
* من ديوان معدّ للطبع.