يوسف يلدا من سيدني: أربعة من أضخم استوديوهات السينما في هوليوود تبيع أفلامها الجديدة للإنترنت بعد مرور شهرين، فقط، على عرضها. وفي المقابل تعارض شركات التوزيع والسينمائيين ذلك خشية أن تخسر دور العرض روادها.

مدينة هوليوود للسينما

الى أي إتجاه يسير مستقبل الأفلام السينمائية؟ والى أين يتجه أصحابها لتحصيل أثمان صناعتها؟ وهل سينتهي أمر صالات العرض على يد الإنترنت؟ أسئلة كثيرة أصبحت تطرح منذ زمن حول آفاق صناعة السينما، ولكن هذه المرة غدا طرحها ملحاً، بالنظر لغموض المصير الذي ينتظرها.

استوديوهات وارنر بروز

وقد أصبح هذا القلق مشروعاً منذ شهر أبريل الماضي، عندما أطلقت قناة دايرك تي. في، العاملة بالكيبل خدمة السينما على الإنترنت تحت إسم quot;هوم بريمييرquot; في الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا الخيار المدعوم من قبل أهم استوديوهات الإنتاج في هوليوود ndash;وارنر بروز، يونيفرسال، 20 سينجري فوكس، وأخيراً سوني، لتوفير فيديو تحت الطلب (في. أو. دي)، يسمح لأكثر من مليوني مشترك إمكانية تحميل أفلام يمر على عرضها الأول شهران، فقط، مقابل 30 دولاراً. ونتيجة ذلك كله، تعاني هوليوود اليوم من أخطر أزمة داخلية. ولما كانت مدة بقاء عرض الأشرطة الفيلمية على الشاشة الكبيرة، حتى الآن، هي 132 يوماً، ومن ثم يسمح بتداولها عبر وسائل العرض المختلقة، فأن الخدمة الجديدة لم تعد مرضية بالنسبة لأصحاب دور السينما الأمريكية، وأن القرار الذي تم إتخاذه بشأنها مجحف بحقهم تماماً. إذ أن عرض الأفلام السابق لآوانه عبر الإنترنت سوف يؤدي الى إنخفاض مبيعات التذاكر، ليشمل، كذلك، إنخفاض في مبيعات الفشار (البوب كورن) والمرطبات، وسيتيح المجال لعمليات القرصنة أثناء تداولها، وطبع نسخ منها، ومن ثم عرضها للبيع. ولم يكن أصحاب دور العرض هم الوحيدون الذين أبدوا تذمرهم من ذلك القرار، فقد تم جمع تواقيع عدد من السينمائيين المهتمين بشأن الفن السابع، في رسالة يوضحون فيها مدى الأضرار التي ستصيب صناعة السينما، مما يتعذر إصلاحها فيما بعد، جراء قرار (هوم بريميير).

مدخل استوديوهات يونيفرسال في هوليوود

ومن جانب آخر، أن أغلبية الأشرطة السينمائية، كما هو معروف، تحصل على إيراداتها العالية خلال الشهرين الأولين من عرضها التجاري ndash;الأفلام ال 20 الأكثر إيراداً في عام 2010 في الولايات المتحدة الأمريكية حققت 97% من الإيرادات خلال هذه الفترة- .

توينتيث سينجري فوكس


وجدير ذكره أن وارنر بروز هي إحدى أكبر شركات الإنتاج والتوزيع السينمائي والتلفزيوني في العالم، وأقدم ثالث استوديو سينمائي في الولايات المتحدة. وأما استوديوهات يونيفرسال فقد تأسست في عام 1912، وهي شركة تابعة لهيئة الإذاعة الوطنية، ومقرها في ولاية كاليفورنيا. في حين تعتبر شركة أفلام 20 سينجري فوكس واحدة من استوديوهات الأفلام الأمريكية الرئيسية. تأسست في عام 1915، ويقع مقرها في منطقة سينتشوري سيتي في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا. وأخيراً شركة سوني، وهي مجموعة يابانية رائدة ومتخصصة في الصناعات الإلكترونية، تاسست في عام 1946 على يد (أكيو موريتا). كانت تحمل إسم (شركة طوكيو التقنية للإتصالات عن بعد). وقد إستبدل إسمها في سنة 1958 ب(سوني)، وأنشأ فرع جديد للشركة في شمال أمريكا، وأصبحت نيويورك مقراً لها.
[email protected]