ترجمة: عبد الرحمن الماجدي
Kauml;tlin Kaldmaa
حبيبي الأوربي
ليس أوربياً تماماً
هو، في الحقيقة، من عموم أوربا
حبيبي الآوربي ينحدر من سوريا أو تركيا، المغرب أو تونس، مصر أو اندونيسيا، صربيا أو العراق.
ليس لديه ماضٍ، هو يفكر حيث يعيش.
حبيبي الأوربي ليس لديه يوم ميلاد،
في يوم ولادته انقطع التيار الكهربائي عن أنحاء البلاد.
لم يكن هنالك وقود لنقل امه للمستشفى.
لذلك فقد ولد في كوخ، بمساعدة أخيه الأكبر.
فأبوه مات في الحرب قبل ولادته.
حبيبي الأوربي يقيم في شقة مستاجرة في بلده الأوربي.
ولديه بيت أو أثنان في بلده الأصلي.
وهو لما يزل قلقا بشأن شقيقاته غير المتزوجات،
بعد أن تتوفى والدته.
حين يقرأ حبيبي الأوربي كفي،
يحدثني عن مشاكلي الماضية ويعدني بمستقبل مشرق.
يداه مفعمتنان بالحنان.
إذا ذهبنا للفراش، لا ننام،
هنالك لغتان معقدتان ومثيرتان للاهتمام كما الثعابين،
تتشابكان مع بعضهما البعض،
وفي الصباح تكون لغة جديدة،
لنا، نحن الاثنين، فقط،
في هذا البلد الجديد حيث التقينا في تلك الليلة،
نحن الاثنان فقط.
حبيبي الاوربي وحشٌ مخيف.
شعر صدره يخيف الأطفال الصغار
تماماً مثل أخيل في الألياذة.
وخلافا لأخيل ليس لديه معضلة مع الاوتار*.
ويستطيع أن يعدو بنشاط وسرعة،
إذ حافظ بذلك على حياته، حين كان يهرب من النمر أو الأسد أو حتى من الرجال الآخرين.
الحياة بسيطة لحبيبي الأوربي
فالمسألة لا تعدو الموت أو الهرب.
حبيبي الأوربي لا يشتكي.
يحب بيته الجديد ويحب زوجته،
ويجد أفضل المدارس لأطفاله.
ولا يتملكه القلق لعدم انجابه ولد.
يحب بناته بالطريقة التي هنّ فيها،
يمنحهن أكثر مما يملك.
حبيبي الأوربي هو وحش الجنس.
بالرغم من أني لا أعرف إن كنا قد مارسنا الجنس أبداً،
فكلما ندخل غرفة النوم، ليس هنالك سوى الحب،
الذي يتواصل ويأخذنا
من طريق عال لآخر
من التسلق الى السقوط.
من السقوط الى الطيران
من الطيران الى التحليق في عنان السماء.
حيثما كنا سنتقاسم هذا الحب.
الغرفة تحولت لحمراء،
والكتان والسرير والجدران.
كل مافي هذه الغرفة صار أحمر.
لا إثم سيولد ها هنا،
فهذا مكان المخلوقات السماوية.
حبيبي الأوربي
هو حقا شيءٌ من الماضي.
رجلٌ في حبه الكبير مع المرأة،
مستعد لاستبدال كل ما يملك،
من أجل ليلة في قصر من الريح.
حين تسأله عن يوم ميلاده
لاتتفاجأ إذا قال:
ولدتُ في يوم تأميم شركة البيبسي في إيران.
* يستعمل لفظ quot;وتر آخيلquot; أو quot;كعب آخيلquot; في الثقافة والآداب الأوروبية للكناية عن نقطة الضعف في الشخص المعين، فإذا ضرب أو قطع وتر (كعب) آخيل، فقد أصيب ذلك الشخص في أضعف نقطة من جسده، وهو تشبيه مستمد من الالياذة ومن البطل اليوناني آخيل. الذي أخذته أمه وهو طفل وغطّسته في نهر quot;ستيكسquot; لكي يصبح خالدا لا يموت إلا إذا أصيب في كعبه الذي لم تمسه المياه، لأن أمه حملته منه (الكعب) وهي تغمره في النهر.
التعليقات