فاز فيلم المخرج السوري باسل شحاده بجائزة مهرجان الكاميرا العربية في مدينة روتردام الهولندية حيث انطلق المهرجان في دورته الاولى على رفاة مهرجان الفيلم العربي في روتردام.

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: اختتمت فعاليات الدورة الاولى لمهرجان الكاميرا العربية الذي انعقد للفترة من 28 نوفمبر تشرين الثاني إلى 02 ديسمبر كانون الاول. وقد منحت لجنة تحكيم المهرجان جائزتها الاولى لمسابقة quot;الشعب يريد لفيلم quot;هدية صباح السبتquot; لشهيد الصورة المخرج السينمائي السوري باسل شحادة.

وقد بدا حضور السياسة واضحاً حتى في تسمية جوائز المهرجان وربطه بمرحلة لما تزل تثير تساؤلات حول جديتها وهي quot;الربيع العربيquot; فغاب التقييم الفني عن تمييز الافلام المرشحة للمهرجان على الرغم من أن لجنة التحكيم قد بينت quot;ان البعد السينمائي القوي في فيلم شحادة هو الذي أهله للحصول على الجائزة الاولىquot;.

والفيلم يروي قصة طفل سوري كان يتمتع بالعطلة ولكن بعد اصابة بيته في يوم العطلة اصبح يكره يوم السبت الذي قتل احلامه.

ربط جائزة المهرجان بتسمية هتافية quot;الشعب يريدquot; جيرته سياسياً وحرمت أفلام أفضل منه فنيا من الاقتراب من حدود جوائزه.
فقد تم حجب أي جائزة أخرى عن بقية الافلام وتجيير جوائزة بجائزة واحدة هي quot;الشعب يريدquot; في مهزلة نزلت بالمهرجان لأدنى مستوى فني من خلال جره وتوريطه في تجاذبات سياسية عربية لاتليق بمهرجان سينمائي في مدينة وبلاد حرة.

كذلك بقية الافلام الفائزة تبين البعد السياسي وليس السينمائي للتقييم من قبل لجنة التحكيم وإدارة المهرجان الذي انطلق من رفاة مهرجان روتردام للفيلم العربي.

فتسمية جوائز المهرجان بأسماء ذات بعد سياسي مثل جائزة quot;الشعب يريدquot; وquot;الكاميرا تريدquot; تعكس انفعالا وتسرعا واضحين في الانجرار للحضن السياسي الذي ظل الفن يهرب منه والاخر يطارده ويخطب وده!

مازاد الطين بلة هو اصرار إدراة المهرجان على ثبيت أسماء الجوائز للاعوام المبقبلة في بيانها الختامي للمهرجان quot; الجائزة ستكون ابتداء من السنة القادمة أمرا ثابتا في جوائز المهرجانquot;.

وتضيف بأن quot;فكرة quot;الشعب يُريدquot; و quot;الكاميرا تريدquot; تبدو بارزة في الافلام الثلاثة المختارة، مؤكدة على quot;أن الافلام التصقت بشخصيةٌ المخرج وربطها بواقع الحياة والموت لتفصحُ عن حاجتها للحرية وحاجة الحريّة لها . في شجاعة وصبرٍ وإصرار وفضول . يجعلها تذوب في البناء الدرامي والزمني للحظة quot;الشعب يريدquot;.

الأفلام التي رشحت لجائزة quot;الشعب يريدquot; هي:
فيلم بون الحرية ndash; شوارع الموت للمخرجين المصريين أحمد صلاح سوني ورمضان صلاح. و الفيلم السوري quot;اللجاةquot; أيام مع الجيش السوري الحرّْ
ثم فيلم سوري آخر ذكريات على الحاجز ndash; للسينمائي الشهيد quot; تامر العوامquot;.

حيث بينت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج السوري أسامة محمد أن الاعمال الثلاثة حقيقة توثيقية نادرة، لعب عامل الزمن دورا في ان يفصح عن حقيقة فنية وحياتية تتكون من استمراريته وبحثه وتعلقه بلحظة الحرية، واضافت انها تجد في الاعمال قوة فنية توثيقية وروائية عالية وتمنح فرصة للشباب أن يظهروا على شاشةٍ طالما كانوا يكتفون بالفرجة عليها لو استطاعواquot;.

على الرغم من تأييدنا لمسعى الشعب السوري في نيل حريته الحقيقية لكن ليس على حساب تقييم أفلام مشاركة في مهرجان سينمائي يبدو من خلال تسميته بعيداً عن السياسة.

المتابع للمهرجان ومهرجانه وبيانه الختامي يدرك أنه متفق عليه أن يكون سورياً خاصاً للمخرج الشاب الذي قتل في سورية بدلالة حجب بقية الجوائز عن الافلام الاخرى المشاركة، وهو حجب غير مبرر، مثل فيلم quot;الباحات السبعquot; للمخرج السوري التركي مصطفى أصلان ذي البعد السينمائي الواضح، لعل موقف مخرجه السياسي الذي ينتقد النظام والمعارضة في سورية ساهم بابعاده. وفيلم quot;مابعد الواقعةquot; ليسري نصر الله المشغول بحرفية واضحة. وأفلام أخرى من المغرب والعراق ومصر.

العثرات التي رافقت وأطرت الانطلاقة الاولى للمهرجان قد نجد لها عذرا بسبب قلة خبرة القائمين عليه في انطلاقته الاولى، لكن لابد من تسجيل وقوع ادارته تحت تأثير أشخاص لهم موقف سياسي واضح سابق ولاحق أبعد المهرجان عن أي شري فني.

اللافت في اسم المهرجان هو مهرجان الكاميرا العربية بينما غاب أي عربي عن إدارته، فمديره الصديق روج عبد الفتاح هو (كردي سوري) وكادر هولندي، وحتى مكانه ابتعد كثيراً عن العالم العربي جغرافياً لكنه انجر اليه quot;سياسياًquot; بسبب تدخل واضح لرئيس لجنة التحكيم وسطوته على الادراة. وتلك كانت كانت كبوته الكبرى.