عبد الجبار العتابي من بغداد: أصدر الشاعر العراقي سلمان داود محمد عن دار (ميزو بوتاميا) في بغداد كتابا يحمل عنوان (الاعمال الشعرية / 1) تضمن جزء اصدارات سابقة له وضع لها رقم (1) للدلالة على ان ثمة كتب اخرى ستأتي لاحقا، وهذه المجاميع الشعرية الثلاث هي (غيوم ارضية) و(علامتي الفارقة) و(ازدهارات المفعول به)، تزين غلافها بلوحة للفنان الاماراتي خالد شاهين، يقع الكتاب بـ 216 صفحة من الحجم المتوسط،ويضم (23) قصيدة من النثر الحديث الذي يكتبه الشاعر وعرف به وقد تميز به عن اقرانه فكانت اغلب قصائده ذات اسلوب تكتنفه السخرية والنقذ اللاذع ويكثف الجملة الشعرية لتكون حافلة بالمعاني وتجتذب اليها القاريء لانها تحمل اليه عذابات يعرفها جيدا، لنه يستوحي افكاره من الناس، يقرأ ملامحهم ويستمع الى خلجات نفوسهم والى ترجيعات قلوبهم ومن ثم تتشكل الكلمات على مزاجه بأزياء غريبة تثير في المذاق نكهات تسترعي الاعجاب.
الشاعر اختتم شعره بخاتمة قالت :
(كلهم سيرحلون :
وكلاء الآلهة
أعوانها..
خزائنها..
حرّاسها..
سعاة بريدها..
سحرتها..
غلمانها..
جواريها..
مشارقها..
مغاربها..
أعاليها..
أسافلها..
و... أنا...
فكل نفس ذائقة الموت
إلا
أنتِ
أيتها
.....
.....
.....
البلاد )
وللتعرف اكثر على ما جاء في الكتاب ألتقينا الشاعر سلمان داود محمد الذي قال اولا عن كتابه :هذه الاعمال الشعرية اسميتها بـ (الاعمال الشعرية رقم 1) وتضم المجموعة الاولة (غيوم ارضية) التي صدرت عام 1995، وكذلك (علامتي الفارقة) التي صدرت عام 1996، و (ازدهارات المفعول به) التي صدرت عام 2007.
* لماذا اصدرت القديم وليس الجديد؟
هناك اشياء جديدة كثيرة ولكن لاننا كنا ننشر هذه الاعمال الشعرية اعتبارا من منتصف التسعينيات وكانت الطباعة والنشر صعبة، فكانت الطباعة على النفقة الشخصية وبنسخ قليلة ومحدودة، فأرتأيت ان اعيد طباعتها بنسخ اكثر لكي تصل الى اكبر مساحة ممكنة في خارطة القراءة.
* ما الذي تميزت به كتاباتك الان عن السابق؟
- السؤال ممكن ان تجيب عنه النقدية العراقية التي لم أدر (اين صفا بها الدهر!!)،
* اقصد التطور، ثم هل تعتقد ان النقدية العراقية ظلمتك ربما؟
- يبقى هذا الموضوع، مسألة التطور الشعري وعدمه، يحدده النقدية العراقية، وهي الان اغلبها مهاجر والقسم الاخر اخذ مساحة معينة في الظل وسكت، والقسم الاخر الذي هو المؤلم حقيقة اخذ يشتغل على ادبيات، كان قبل مدة من الزمن، لم يعترف بها، يعني مثل الادب الفلاني والفلاني الذي له علاقة بالدول المجاورة، الان بين ليلة وضحاها اصبح هذا الادب هو المتصدر لمشهدية الثقافة والابداع العربي في العالم.
* ما القاسم المشترك بين المجموعات الثلاث؟
- القاسم المشترك الوحيد بينهم هو ان لا قاسم مشترك هناك !!، فكل واحدة تشتغل في مضمار معين وفي فضاء معين وجو معين، لكنها كلها تنضوي تحت يافطة واحدة هي قضية الانسان وعذاباته في العراق المعروف لدى الجميع.
* ما الجديد لديك؟
- هناك اكثر من مجموعة ولكنني متأني في هذا الصدد، هناك مخطوطة تحت عنوان (دمعة في صندوق البريد)، وهناك مجموعة تحت عنوان (واوي الجماعة) واخرى تحت عنوان (سعفة كلام).
* يقال ان المشهد الشعري العراقي ما زال ضبابيا بعد تسع سنوات من التغيير، ماذا تقول؟
- الشعر العراقي الخالص لا يحتاج الى تسع سنوات،لانه قد اسس مشروعه الشعري والمعرفي والثقافي، فلم يكن مرهونا بحقبة او عقد او زمن او ظرف معين، لكن بطبيعة الحال ابتداء من عام 2003 والى حد الان هذا هو حال الثقافة العراقية لم تحدد هويتها تماما بعد هذا التغيير او بعد هذا الزلزال الذي اجتاح الاخضر واليابس كما يقال، لكن المشهد الشعري العراقي ما زال نابضا، ما زال مجتهدا وما زال مثابرا، وهناك اصوات شابة كثيرة تعزز من خارطة المشهد الشعري العراقي.
من قصيدة (ازدهارات المفعول به) المهداة الى الشاعر موفق محمد :
كديدان القز
أتشدق بالحريرhellip;rlm;
أدلي بكبسولات عارية من الصحةrlm;
وأتهم المرضى باصفرار الذهب..rlm;
لا أفرق بين بيوت آيلة للسقوطrlm;
وأخرى تفطر بالأيائلhellip;rlm;
أزعمُ أن شعوراً بضآلة الشأن أصاب القتيلrlm;
حين استيقظت البلدان على عثرتيhellip;rlm;
كما أن البحر ليس أكثر من دمعة تختفيrlm;
وراء مكبرةrlm;
وأحجار النرد بقايا فيل يراقب من خلفrlm;
زجاج المقهى بياضي الفقيد..rlm;
بقليل من الغزاةrlm;
أو بنطفة من صيام يلقحُ الفصولrlm;
أصنع quot;نغلاquot; يتقن الصيدلةrlm;
ويذود عن quot;الحصبةquot; بأحمر الشفاهrlm;
النعجة مقياسي في جرد quot;الأنا ـ ناسquot;rlm;
رؤوس تومي بالإيجابrlm;
وعجيزات تشير إلى العكس على أية حالhellip;rlm;
كنت شريفاً بالسخرةrlm;
أنسج من فقراتي القطنية سروالاً لعصاrlm;
وأغربل الدموع لأجني الحدقات..rlm;
عود ثقاب يبحث عن معبودات من أصلrlm;
خشبي ـ هذا أناrlm;
وما تبقى أشباه دفوف تقدم الوجوهrlm;
اعتذاراً لهطول الأكفhellip;rlm;
التعليقات