يتواصل الجدل في الأروقة الثقافية والمسرحية في السعودية بشأن انسحاب بعض الوفود الخليجية من مهرجان مسرحي أقيم في جامعة الملك سعود في الرياض، لكنّ ممثلا عن الجامعة خرج ليكذّب تلك التقارير، مؤكداً عدم وقوع أي انسحابات.


الرياض: كذّب عبد الإله السناني، عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، وعضو لجنة التحكيم في المهرجان المسرحي الثالث لجامعات دول مجلس التعاون الخليجي، الذي أقيم في جامعة الملك سعود السعودية، ما تردد من أنباء عن انسحاب بعض الوفود المشاركة بسبب منع استخدام الموسيقى، وعدم السماح لرئيسة الوفد العماني بالصعود على المسرح.
وقال السناني في حديث مع quot;إيلافquot; إن هناك مغالطات كبيرة جداً وعدم دقة في نقل الأخبار بشأن ما حدث في المهرجان، مشيراً إلى أن وزارة التعليم العالي حينما وافقت على إقامة المهرجان كانت تدرك وجود اتفاقية مع مجلس التعاون الخليجي بوجود خصوصيات لكل بلد. وأشار إلى ان ما قيل عن أن إدارة الجامعة رفضت استخدام الموسيقى التصويرية خلال العروض غير صحيح على الإطلاق، مبيناً أن جميع المسرحيات التي قُدّمت كان ترافقها موسيقى، مع العلم أن الموسيقى جزء لا يتجزأ من لجنة التحكيم للعمل المسرحي. وشدد السناني على أن جامعة الملك سعود حرصت على أن تستخدم الموسيقى في العروض أسوة بالجامعات الخليجية رغم أنها لم تكن تسمح بها في السابق، وفي ما يتعلق بما ذُكر عن انسحاب الوفد القطري بسبب عدم السماح له باستخدام الموسيقى قال: quot;هذا كلام خاطئ ولا أساس له من الصحةquot;. وأوضح قائلا: quot;يوجد مراسلات بيننا وبين جامعة قطر وقد أخبرونا أن سبب مغادرة الوفد هو التزامه بالمشاركة في مهرجان في سوق واقف في الدوحة، ولا علاقة للموسيقى في الأمرquot;. وتابع: quot; البحرين لم تنسحب كذلك، وفازت بأفضل مخرج وعمان أيضاً لم تنسحب حيث اشتركت بفرقتين من جامعتين فازت إحداهما بالعرض المسرحي، فيما كان الوفد الثاني نسائياً وقد آثر عدم المشاركة واكتفت السلطنة بفريق واحدquot;.
وشدد المسؤول السعودي على أن المهرجان أقيم في مناخ صحي حقيقي أكاديمي بعيد عن العبثية الموجودة في بعض المؤسسات المسرحية وجمعيات العمل المسرحي، على حد تعبيره. ولفت إلى أن الجميع يجب أن يدرك أن هذا المهرجان جامعي وليس مسرحًا احترافيا وأهدافه تربوية وليس مسرحًا يبحث عن مشاكل وإشكاليات في العمل المسرحي. ووجه السناني حديثه إلى المسرحيين السعوديين قائلاً: quot;لكم ثماني سنوات تحاولون تقديم مهرجان محلي وليس خليجيًا كما قامت به جامعة الملك سعود ولم تستطيعوا فلا تلقوا الكرة في قلب الجامعة، لأن الجامعة اكاديمية بالمعنى الاساسي والمسرح جزء منها ليس الأساس كما هو الحال معكمquot;.
وكانت أنباء صحافية أشارت إلى أن وفد جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان انسحب من المشاركة في المهرجان المسرحي ليلحق بالوفد القطري الذي انسحب في وقت سابق. وبحسب تلك الأنباء، فإن أسباب الانسحاب تعود إلى منع جامعة الملك سعود المنظمة للمهرجان حضور رئيسة الوفد العماني إلى المسرح؛ حيث ذكرت الجامعة للوفد أنها لا تسمح بذلك؛ وهو ما أدى إلى رفضهم قرار الجامعة وانسحاب الوفد من المشاركة.
كما انسحب الوفد القطري في وقتٍ سابق بعد منع الجامعة استخدام quot;الموسيقىquot; أثناء عرضهم المسرحي، فيما قدمت الجهة المنظِّمة للمهرجان يد المساعدة للوفد القطري؛ حيث عرضوا عليهم مساعدتهم في البديل كالمؤثرات الصوتية وغيرها، إلا أن الوفد فضَّل الانسحاب. ودار جدل بين الوفود المشاركة من جامعات مختلفة من دول الخليج وبين اللجنة المنظمة بسبب الموسيقى المستخدمة في العروض المسرحية، بعد أن حاولت الأخيرة منع الوفود المشاركة من استخدام الموسيقى في عروضها، طبقاً لما ذكرت بعض وسائل الإعلام.
ونشر الدكتور حزاب الريس، أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود رئيس لجنة التحكيم في المهرجان، تصريحاً له مناقضاً تماماً لما ذهب إليه السناني، حيث قال في حسابه على موقع quot;فيسبوكquot;: quot;جامعة الملك سعود quot;متخلفةquot; عن المجتمع وتعاني إشكاليات في التعامل مع العنصر النسائيquot;. فيما قال عضو اللجنة الفنية للمهرجان سالم باحنيش إن أعضاء اللجنة الفنية أصيبوا بخيبة أمل بسبب افتقاد المهرجان للكادر الفني المطلوب، إلى جانب أن التجهيزات الفنية لم تكن متاحة بشكل كامل، وأضاف: quot;فوجئنا بتذمر الوفود من أسلوب وآلية الاستضافة، حيث تم إسكانهم في سكن الطلابquot;.
ومن ناحيته، قال يزيد عبدالرحمن الخليفي، رئيس مجموعة كالوس للمسرح والفنون، إن جامعة الملك سعود الجهة المنظمة للمهرجان أرادت تمرير ضوابطها على الجهات الخليجية المشاركة في المهرجان، في الوقت الذي تعتبر فيه الفرق المسرحية الخليجية هذه الضوابط عبارة عن quot;قيودquot;، وقال: quot;نحترم الأنظمة بشأن عدم خروج ممثلة سعودية على خشبة المسرح، ولكن لماذا تمنع المرأة من الإشراف على مسرحية قامت بإخراجها!quot;. واتهم الخليفي إدارة التنظيم في المهرجان بأنها حاولت الضغط على الفرق الخليجية المشاركة بالتخلي عن الموسيقى رغم اتفاقها مع الفرق بالسماح بالموسيقى في وقت سابق. وكانت عمادة شؤون الطلاب المسؤولة عن تنظيم المهرجان قالت في بيان إن سبب منع الموسيقى يعود بالأساس إلى تعارضه مع أحد أهم بنود المشاركة، وهو مراعاة القيم الدينية والاجتماعية والذوق العام، مضيفة أن تواجد الموسيقى مخالف للقيم الدينية والاجتماعية للمملكة العربية السعودية.