بغداد: يتابع العراقيون عن كثب فعاليات quot;مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية الثانيquot; ، منذ انطلاقها في الثالث من شهر مايو / أيار للعام 2013 تحت شعار ( بابل عاصمة دائمة للثقافات الإنسانية ) ، حيث شهد هذا العام حضور نخب ثقافية وأكاديمية اضافة الى مواطنين لفعاليات المهرجان اليومية. وعلى رغم الظروف الجوية السيئة المسببة للأمطار الغزيرة التي صاحبت ايام المهرجان ، الا ان الشعور السائد ان نجاح المهرجان سيكون حصيلة الجهد الثقافي الذي بُذل لأجله. وبحسب تصريح الشاعر والإعلامي رياض الغريب ، عضو اللجنة المنظمة للمهرجان ل ( ايلاف ) فان quot; المهرجان هذا العام كسر القاعدة في القراءات الشعرية ، حيث نقلنا الجلسات الى الشارع وكانت المنصة على عوامة داخل شط الحلة والجمهور في الشارع quot;. وتابع quot; اعتقد ان هذا خرق للمألوف quot;.
وما ميّز دورة هذا العام - بحسب الغريب- حضور شعراء وفنانين من مختلف دول العالم من المانيا وبولندا وبريطانيا واليابان واليونان اضافة الى ادباء عراقيين مغتربين.
وقال الغريب quot;التقليد الجديد الذي شهده المهرجان هو الاحتفاء بمدينة البصرة وأدباؤها حيث سيكون الاحتفاء كل عام بمدينة جديدة quot;. وأضاف الغريب quot; منذ عقود لم يستخدم المسرح البابلي في العروض المسرحية فقدمنا عرضا مهما عليه يوم الافتتاح هو مسرحية (عزف نسائي) للمخرج سنان العزاوي وتمثيل هناء محمد وأسماء صفاءquot; .
وأشار الغريب ايضا الى quot;جلسة مهمة عن السرد شارك فيها الروائي اسماعيل فهد اسماعيل من الكويت وعائد خصباك من المانيا و طه حامد الشبيب وادارها الدكتور سلام حربه، كما شهد المهرجان ندوة عن التشكيل قدمها النحات نداء كاظم والناقد التشكيلي اسماعيل زايرquot;.ويشارك في المهرجان ادباء قصة ومسرحيون وسينمائيون و تشكيليون من العراق، و دول عربية وأجنبية.وابرز المشاركين في المهرجان الشاعر العراقي صلاح نيازي والشاعر العراقي كاظم الحجاج الذي قال في تصريح لـquot;ايلافquot; ان هذه التظاهرة quot;دليل (عافية) ثقافية ونأمل المزيد من الانجازات الثقافية quot;. وقالت الشاعرة اليونانية انجليكي سيغوارو، ان quot;شعورا خاصا ينتابها وقد وطأت اقدامها مدينة بابل التاريخيةquot;. وشهد المهرجان فعاليات موسيقية وثقافية حيث عزف الفنان أحمد مختار كما نظم معرض للكتاب يستمر طيلة أيام المهرجان التسعة. ودأب المهرجان على تكريم الرواد في مجالات الثقافة والأدب، حيث كرم هذا العام الكاتب قاسم عجام والتشكيلي نوري الراوي.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان ورئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان النائب علي الشلاه ان quot;المشاركة الواسعة للمفكرين والمثقفين (أكثر من 35 دولة) دلالة على الاهمية الكبيرة للمهرجان في التواصل بين الثقافاتquot;.
وقال الإعلامي الأردني حمدان المربي ان quot;العراق بدأ يستعيد مكانته الادبية والثقافيةquot;. وكانت محافظة بابل افتتحت، الجمعة، (3 ايار 2013)، الدورة الثانية لمهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية، في المدينة التاريخية.
يذكر ان المهرجان الاول للثقافة في بابل ، أقيم عام 2012 ، وكرم محمد مهدي البصير. وشهدت بابل في عام 1986 مهرجان بابل الدولي تحت شعار quot;من نبو خذ نصر إلى صدام حسين بابل تنهض من جديدquot;، وتوقف بعد عام 1992 .
ولا يتضمن مهرجان بابل فعاليات موسيقية وغنائية، بسبب التيارات المحافظة في الحكومات المحلية.وقال الفنان شبيب المدحتي الذي يتابع فعاليات المهرجان ل(ايلاف) ان quot;المعارض التشكيلية التي اقيمت على هامش المهرجان ، نقلت التشكيل من اطاره المغلق والمحدود الى الجمهورquot;.
المصور الصحافي علي الفهداوي صرح لـquot;ايلافquot; ان quot;الملفت ان العراق يقيم الكثير من هذه المهرجانات ويصرف اموال طائلة ولا مردود اقتصادي منها، داعيا الى ان تهتم مثل هذه المهرجانات بالجانب الربحي لكي تتمكن من الاستمرار في حالة توقف الدولة عن دعمها ولكي تضمن استقلالية في عملهاquot;.
و قال الاعلامي علاء كولي لـquot;ايلافquot; انه quot;منذ العام 2003 بدأت المهرجانات والمؤتمرات التي تعني بها وزارة الثقافة تتخذ طابع اكثر (فئوية)، داعيا ادارة المهرجان الى تجاوز ذلكquot;. وأضاف quot;في بعض المهرجانات مثل مهرجان المربد والمتنبي توجه الدعوات عن طريق المحاصصة او لغرض بعض الامتيازات البسيطة مع التقدير لما توفره من اجواء ثقافية وحراك ثقافيquot;. وبحسب الشاعر حبيب السامر في حديثه الى (ايلاف) ان quot; الملتقيات والمهرجانات الثقافية والإبداعية تعد بحق مرآة لما تأمل منه الشريحة المثقفة quot;. وقال ايضا quot; ان بلداً تمتد حضارته لأعماق الجذور هو بحق يتجدد عطاءً ونوراً ويسمو بكل الاحوال ليقدم صورة واقعية لدواخل مثقفينا فيما لو اعطيت لهم الفرصة للقول بكل ثقة وتوفرت امامهم وسائل النجاحquot;.
وتابع :quot; هنالك مهرجان بابل وبغداد عاصمة الثقافة العربية، وقبل ايام ودعنا مهرجان المربد الشعري العاشر (دورة الشاعر الراحل محمود البريكان) وكل المسميات التي تطلق يوميا على الثقافة المتجذرة اذا نجد ان فسحة الضوء تجد سبيلها نحو الضوء الحقيقي في رعاية الثقافة والمثقفين ومد يد التعاون المثمر والبناء لخلق قاعدة ثقافية رصينة تقدم العطاء تلو العطاء .نعم انها فرصة للآخر كي يرى نهضة وثقافة العراق وهو يستمدها من وهج الحضارة والتأريخ quot;.
وقال عدي فلاح الهاجري رئيس تحرير مجلة البصرة الاقتصادية الذي يتابع فعاليات المهرجان ل( ايلاف) ان quot;مهرجان بابل الدولي لم يعد له ذلك الصيت الذي عرف به على مدى عقدين، ربما لسحب الدعم المقدم له من قبل الحكومة الاتحادية ، وعدم تسويقه عالمياً ورفض مزج الفن بالثقافةquot;. وأضاف quot;لو استعادة الدولة اهتمامها بالثقافة والفن واعتمدت على مكاتب استشارية تعمل في هذا المجال لتطوير المهرجان والنهوض لكان صورة جديدة عن العراق الجديد وبالتالي نضمن تسويق ثقافتنا وفنان وتاريخناquot;.