برشلونةمن باسم النبريص: مساء يوم الإثنين الماضي، وفي قصر الحكومة الكائن في ساحة القديس جاوما، احتفل الكتلان - حكومةً وشعباً - بمرور مئة سنة على مولد شاعرتهم الكبيرة جوانا راسباي.
إمتلأت قاعة القصر التاريخي، الذي كان في الأصل كنيسة قديمة، بجمهور غفير، جاء بدعوات خاصة. وشارك في الاحتفال رئيس الوزراء آرتور ماس، الذي أدار الجلسة كعريف للحفل، فقدّم البروفيسورة كارما أريناس رئيسة نادي القلم الكتلاني ومترجمة أمبرتو إيكو والمختصّة في شعر جوانا، لتكون أول المتحدّثين. فتحدّثت عن طبيعة شعر جوانا وخصائصه، وعن نضالها السري من أجل إحياء اللغة الكتلانية التي كانت ممنوعة في زمن الديكتاتور فرانكو، ومن يُمسك متكلماً بها حتى داخل البيوت، فمصيره السجن وأحياناً الموت. وكيف أنها كانت تعلّم هذه اللغة في الخفاء للعديد من أبناء الشعب.
كما ألقى حفيد الشاعرة كلمة، شكر خلالها التفاف الكتلان حول رموزهم الثقافية، وبعض ذكرياته مع جدّته، وأهمية الثقافة كصانعة للشعوب.
ثم عُرض شريط سينمائي عن شهادات لأصدقائها ومريدي أدبها والمختصين فيه.
بعد ذلك سلَّمَ أرتور ماس قلادة تكريم لحفيد الشاعرة، ثم خَتَمَ الاحتفال بكلمة شفهية مطولة عن الشاعرة الكبيرة.
يُذكر أن جوانا كتبت العديد من الكتب للكبار، كما ضمَّ إنتاجُها بعضَ الدواوين والقصص للأطفال.
وينظر إليها هنا، إضافة إلى أهميتها كشاعرة رائدة، بوصفها مناضلة وحارسة للإرث الثقافي الكتلاني.
من هنا لاعجب أن يُحتفى بذكراها على هذا النحو. فرغم أن الدعوات كانت خاصة ومرقّمة، إلا أنّ من لم يجدوا كرسياً ليجلسوا عليه، كانوا بالمئات .. وكان منهم الشيوخ والكهول.
جوانا راسباي انتصرت بشعرها على الديكتاتور الإسباني. ذهب فرانكو وبقيت جوانا.
إنه انتصار الشعر!
- آخر تحديث :
التعليقات