طفولتي كانت أول صفعة قوية من القدر.. كان عمره أربع سنوات.
كان صديقي.. ورفيق درب البساتين والمشاجرة في الحقول والهرولة خلف الفراشات.. صديق البراءة. أذكر أننا كنا نجمع النمل معاً لندخله في قنينة... كنا نؤسس معاً كوكباً جديداً نتقن السيطرة على أحداثه.. كوكبنا الصغير.. عالم النمل الساحر. كنا نجلس أمامه ساعات طويلة نراقب تحركاته بعيداً عن كوكب الخذلان، وكنت أحبه أكثر من حبي للعبتي الجميلة أنجيلينا.

في ذات يوم يشبه هذه الأيام، كنا نلعب في حديقة جدّي.. شعرت أنه لايتحرك .. كان شاحباً وقليل الكلام.. حاولت أن أداعبه كالعادة.. أن أدفعه للجري خلفي.. حمّسته كثيراً... ركض قليلاً ووقع مغمياً عليه.

بدأت أهرول نحو البيت.. أصرخ كالمجنونة طالبة العون.. وغابت المشاهد بعد الحادث كلها إلا مشهده وهو نائم في سرير المستشفى.. يصارع السرطان.. طالباً حقه في الطفولة.

إنه كوكب الخذلان.. أنطوني الصغير مات، وطفولتي باتت تدور حول هذا الحادث.. وكم أرغب بطلب اللجوء إلى كوكب النمل..

كوكب الفرح الطفولي..
&