&


في دخانٍ واحد
أو
في قبرٍ واحد
&&&&&&&&& متطاولين
أو
&&&&&&&&&&&& ممدّين
نستدرجُ الحياة إلى لحظةٍ نهبناها
كلّانا
أنا و......و الآخرُ مِني:
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& مِهنتنا النهب
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& ضحيتنا لحظة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& غايتُنا الحياةُ فيها
كفقاعتي صابون
أو
كفراشتين
كلّانا
نخطو المسافات نفسها,
تخلُّقُ بجسدينا
متراً ونصفهُ فوق يبابِ أنفاسنا
نستريحُ طويلاً
ونعملُ للحظةٍ نهبناها:
&&&&&&&& أنا أعجنُ منها أياماً للحُمق
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& لياليَّ للعُهر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& أحلاماً للضياع!
&&&&&&&& هو ينفخُ في لحظته المنهوبة لتغدو امرأةً
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& تغزلُ بالكلمة أيامهُ
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& لياليه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& وأحلامهُ
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& امرأةً تشبُّكُ من أعصاب رأسه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& خيوطاً لقيثارة شعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& أو خلقاً لسؤال فكر؟.
لحظتنا وفيها حياتُنا
تنتثر
تحترق
ندفنها في اليوم نفسه
في المكان نفسه
في القبر نفسه
ننتظر طويلاً في مغارة سُباتنا
يمضي الوقتُ جلاداً للحياة
تولَّدُ لحظات
تنبعث منها واحدة, تنهبُ الحياة منّا, فيها
لحظتهُ:
مرآةُ, براءةٍ لعاهرة.
لحظتي: غرابٌ أسود.
معاً في كلِّ سكون
معاً في كلِّ حركة
ضدّين أبداً:
&&&&&&& رؤيةً
&&&&&&&&&&&& قولاً
&&&&&&&&&&&&&&& ولذة كآبة.
هو: يلفُّ السماء سيجارة
أنا :أجعلها مارداً على شكل غول
هو: يسحبُ التفاصيل إلى حياتهِ
أنا: أحمُلها على قرنيِّ ثور
هو: يصمتُ طويلاً
أنا: ألتحفُ للهروبِ, الثرثرة
هو: ينحتُ الكلمة روحاً
وأنا: أرميها كحجر.
لكن
إلى أين سأهرب مني؟
إلى أين؟
إلى أين سأهرب مني؟
كلّانا
رمادُ لهيبٍ للحظتين
تقيسان ثُقل جسدينا كتلةً:
جسدي يغتالهُ النوم
هو لا جسدَ له, روحهُ تتجول في حلم.
لم نكن إلّا أنين صمتٍ وحروفهُ
وحين ننهبُ اللحظة كتابةً
نُدحرج الحروف على مائدة لقاءنا
نمسخُ تعدّدنا
في بياضِ واحديتنا.
لم أكن إلّا هو متشظياً في إحساسٍ سكير
لم نكن إلّا
المُتذيل في الحياة
والمنفيَّ منها
هي غربتي عن أنايَّ؟
كم غريبة ملهاة بحثك عن أناك
إلى أين سأهرب مني؟
أنا المتنافرُ في ذاتهِ
أنا المُتخمُ بخراب الحياة
أنا الباقيُ من شعبٍ لفظتهُ مأساة
ها قل أنتَ أو أنتَ
لنكتبَ في هوية لجوئنا
اسماً يتلذّذُ بنهبنا
ووطناً لا يدفننا أحياء,
لنختار أن نكون واحداً
أو سكتي وجودٍ متوازيتين,
واحدة إلى الفناء
وأخرى إلى اللذّة
إلى أين سأهرب مني؟
لا لأُجافيك فتستفرغ فيَّ الكلمات
لا لأُهادنك فينساني صخبُها
لا لأُعانقك فأكونُ مادةً تزول.
ما تكونهُ أنتَ في لحظة
أكونهُ أنا في سنةِ نشوة
إلى أين سأهرب مني؟
من زخاتِ مطرٍ إليك
من جرحٍ في الإنسانية إلى ذكراك
من صمتٍ بوجه قاتل مأجور
وبيانات كموسيقى جنازة
إلى أين
إلى أين
سأهرب مني؟
فيَّ أنتَ
فيَّ الشعر
وفيَّ الموت
وفيَّ الحبّ
وفيَّ الحرب الكبرى...
إلى أين سأهرب مني؟
وما الحياة إلّا أنت وهي
وما الزمنُ إلّا ريشة عصفورٍ جريحٍ في قلبي
وما المضيُّ إلّا حبراً من دمِ شعبٍ ينزف
إلى أين سأهرب مني؟
كُفَّ صورتك عني
ليكن
غيابُك في كهف العزلة, توقيعي
تختزل ذاتك فيَّ
وتخلقُ بمنّي ذاكرتكَ, صورتي
وبِنَفَسِ الحرفِ, جنوني

إلى أين سأهربُ مني؟
وأنتَ كتابي
كُلما أفتحهُ أقراكَ وأتعرفُ على نفسي
إلى أين؟

3/12/2014
&