&بغداد: وصلت محاولات الترهيب الى الكاريكاتير العراقي، والى احد ابرز رساميه، وقد اقيمت ضده دعوى قضائية لانه مارس حقه بالنقد !!
&اعلن العديد من المثقفين العراقيين تضامنهم مع رسام الكاريكاتير خضير الحميري الذي رفعت ضده دعوى قضائية بسبب رسوماته التي انتقد فيها عمل الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، وعدوا ذلك محاولة للاعتداء على الصحافة العراقية بشكل عام والكاريكاتير بشكل خاص، مؤكدين انها محاولة بائسة لطمس الحقيقية وإسكات القلم الحر والريشة الصادقة، الذي هو صوت الفقراء والمعدمين، موضحين ان الدعوى اجراء تعسفي ظالم يراد منه تقييد لحرية التعبير وموضحين انها مخالفة دستورية وقانونية صريحة، فيما اكد البعض ان الدعوى القضائية وسام شرف على صدر الكاريكاتير العراقي يزيده فخرا.

تقييس وسيطرة نوعية
فقد اعلن الفنان خضير الحميري استغرابه من الدعوى مؤكدا انه مارس في الرسومات حقه في توجيه النقد لأي جهة أو شخصية أو ظاهرة أو سلوك يستوجب النقد، وقال: تم تبليغي هذا اليوم 5/3/2015 بالمثول أمام السيد قاضي تحقيق محكمة النشر والاعلام يوم الاحد 15/3/2015 للنظر في الدعوى المرفوعة ضدي من قبل السيد سعد عبد الوهاب عبد القادر رئيس الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية إضافة لوظيفته..لأني (تطاولت) في توجيه النقد للجهاز المذكور في رسومي المنشورة على صفحات مجلة (الشبكة العراقية) في 4آب 2014..
&واضاف: كنت قد نشرت في هذا التاريخ مقالة و5 رسوم تحت عنوان ( تقييس وسيطرة نوعية) مارست فيها حقي في توجيه النقد لأي جهة أو شخصية أو ظاهرة أو سلوك يستوجب النقد..
&وتابع: ما قلته في المقالة الصاحبة للرسوم:" لا أعرف فيما إذا كان الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية مازال يفرض سيطرته على نوعية البضائع التي نستهلكها، أم انه أوكل المهمة الى ضمير التجار و( حرصهم) على مصلحة المستهلكين، وفي الحالتين تبدو المهمة عسيرة وسط سيل الاستيراد من مناشئ لا تفرق بين التقييس و..التفقيس!،فالعلامة التجارية الواحدة مثبتة على بضائع متباينة المستويات، فهذا أصلي وذاك تجاري، هذا باب أول وذاك شباك ثاني،هذا ياباني والآخر صيني، هذا وارد أوربي وهذا وارد موزمبيقي !،ولا دليل يعين المستهلك نحو البضاعة الجيدة من البضاعة (الكلك)، سوى أن يشتري ويجرب..ثم يعض أصابع الندم !!.

دعوة للتضامن
اما رسام الكاريكاتير الفنان علي المندلاوي، فقد دعا الى دعوة للتضامن مع الفنان الحميري، وقال: يتعرض فن الكاريكاتير، والصحافة في العراق للاعتداء، والتحجيم، وفي احسن الاحوال الى المقاضاة.
واضاف:فناننا الكبير خضير الحميري الذي رفد الصحافة في بلادنا والصحافة العربية، والكردية ايضا منذ بدأ النشر منذ اواخر الستينيات من القرن الماضي، وحتى اليوم، وحتى مدى غير منظور في المستقبل استدعي الى المحكمة لنشره رسوما ينتقد فيها اداء مؤسسة لم نلمس منها فعلا مؤثرا، مؤسسة نأتمنها جميعا على حياتنا،مؤسسة لا تدري بان الكيد سيرتد اليها، لانها وحسبما اشار الحميري في رسومه اللوذعية، وحسبما نلمس جميعا قاصرة الى حد كبير في اداء مهامها.
وتابع: نحن جميعا مع الحميري، مع الكاريكاتير الحر، مع الصحافة الحرة، مع النقد، مع صيانة صحة الانسان وامنه الغذائي.

&لن تسير لوحدك أبداً
من جانبه خاطب رسام الكاريكاتير الفنان برهان المفتي زميله الحميري بقوله: خضير... لن تسير لوحدك أبداً، فقال: يبدو أن الربيع لا يحب الكاريكاتير، فمطاردة الرأي الكاريكاتيري والرؤية الكاريكاتيرية تنشط في آذار.
واضاف: في الذكرى الأولى لرحيل رسام الكاريكاتير أحمد الربيعي كمداً وهروباً، نرى هجوماً هذه المرة على أيقونة من آيقونات الكاريكاتير، الجميع يعرفه بألتقاطاته الذكية من صميم مشاكل المجتمع: خضير الحميري، رسام بروح آهات الناس، قريب منهم حتى تحسه يأكل معك دون عزيمة ! صاحب ضحكة مليئة حزناً ونظرة تحدي مغلفة بإنكسارات الوطن.
وتابع: رغم أن القضية التي أستدعي بها خضير للمحكمة " لتطاوله " كاريكاتيرياً على جهاز التقييس والسيطرة، إلا أن الربيع أصر أن يكون الإستدعاء في آذار، جهاز السيطرة النوعية فقد السيطرة على أعصابه وتصرف بتشنج واضح تجاه خضير،ولأنني مشجع ليفرپولي وأحفظ جيداً أغنية نادي ليڤرپول، فأني أقول لأبي عمار: خضير... لن تسير لوحدك أبداً.

الدعوى ساقطة
&الى ذلك استغرب الكاتب عدنان حسين، رئيس تحرير جريدة المدى، وقال: في البلاد الأخرى يفرشون السجاد الأحمر تحت أقدام رسام مثل خضير الحميري، لكنه في بلادنا وفي هذا الزمن الأغبر بالذات مطلوب رأسه!.
&واضاف: "جريمة" الحميري انه بطريقته (الشقندحية) المحببة رسم كاريكاتيرات عن السلع الخربانة والمزورة المنتشرة في أسواقنا، وأرفقها بمقالة، فهو كاتب متمكن أيضاً.
وتابع: قبل كل شيء، الدعوى ساقطة لأنها لم تُرفع في المدة القانونية. ومع هذا أتمنى عليه أن يذهب غداً الى المحكمة بخطى واثقة ورأس مرفوعة... إنها من القضايا التي تشرّف صاحبها.. ليست قضية فساد داري ومالي تجري لفلفتها بين كبار المسؤولين الفاسدين في دولتنا.
واضاف ايضا: أتمنى عليه أن يذهب الى المحكمة ويقدّم مطالعته بشأن التهمة الموجهة اليه، وأن يطلب من المحكمة تزيين صدره بنيشان المسؤولية الاجتماعية والوطنية التي كانت وراء الرسوم والمقال، فأسواقنا غرقى بنفايات السلع الصينية والإيرانية والتركية والسورية، وعلى إدارة التقييس والسيطرة والنوعية أن توفد كبار مسؤوليها الى الباب الشرقي وشارع الجمهورية وشارع الرشيد والبتاويين وسوق مريدي في العاصمة وفي ما يماثلها في المدن الأخرى، للتأكد بأنفسهم بان معظم السلع التي تُباع هناك والمستوردة من مختلف المناشئ هي زبالة حقيقية.
وختم حديثه بالقول: خضير الحميري.. تقدّم الى المحكمة واطلب شهادتنا.. نحن معك حتى لو تطلّب الأمر ان نذهب معك الى السجن، فهذا ليس بغريب في هذا الزمن الأغبر.
&