احتفلت مكتبة الإسكندرية بالشاعر الأذربيجاني "نظامي كنجوي"، حيث نظمت له بالتعاون مع مركز نظامي كنجوي الدولي احتفالية كبرى بهدف التعريف به وبدوره الرائد في نشر ثقافة المحبة والسلام من منظور إنساني متميز وإثراء الادب العالمي. وقد انطلقت الاحتفالية بالكشف عن تمثال الشاعر والذي أهدته دولة أذربيجان إلى المكتبة، كما تم إطلاق نسخة جديدة من كتاب "نظامي الكنجوي، شاعر الفضيلة، عصره وبيئته وشعره"، وهو إعادة إصدار لكتاب الراحل الدكتور عبد النعيم حسنين، بمقدمة جديدة قدمها الدكتور إسماعيل سراج الدين.
حضر الاحتفالية كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والمهندس هاني المسيري؛ محافظ الإسكندرية، وجوهر بخشعلييفا؛ عضو برلمان أذربيجان ومديرة معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، والرئيس البلغاري الأسبق بيتر ستويانوف، وإميل كونستانتينسكو؛ رئيس جمهورية رومانيا السابق، ورجب ميداني؛ الرئيس السابق للجمهورية الألبانية، والرئيس الكولومبي الأسبق اندريس باسترانا، والرئيس الصربي السابق بوريس تاديتش، ورئيس وزراء هولندا الأسبق؛ وليم كوك، والسفير الأذربيجاني في مصر.&وقال المهندس هاني المسيري؛ إنه يشعر بالفخر لتواجد هذا الجمع في الإسكندرية؛ مدينة العلوم والثقافة والفن. وأعرب عن سعادته لقيام مكتبة الإسكندرية بتكريم نظامي كنجوي، فهو شاعر أحب الحياة ودافع عن الكرامة الإنسانية.
وقالت جوهار بكشالييفا إن الشعبين المصري والاذربيجاني يتمتعان بعلاقات ثقافية قديمة، كما أن التراثين العربي والإسلامي كان لهما تأثير كبير على الشعب الأذربيجاني. وأكدت أن مؤلفات نظامي ليس لها حدود قومية، فهي تنتمي للبشرية كلها، مبينة أن نظامي أسس مرحلة جديدة للإنسانية من خلال أشعاره التي أدت إلى تطوير الشعر الشرقي كله. وأشارت إلى أن نظامي تأثر كثيرًا بالشعر العربي، مبينة أن أهمية المنابع العربية لنظامي هو موضوع بحثي بالغ الأهمية وسيفتح صفحات جديدة في دراسة العلاقات المشتركة للآداب الشرقية. وقال الرئيس البلغاري السابق بيتر ستويانوف، وهو أيضًا عضو في مجلس ادارة مركز نظامي كنجوي، إن نظامي قد ترك للبشرية أحد أهم الموروثات الأدبية على الإطلاق، موضحًا أنه شاعر عبقري استطاعت أعماله أن تسافر عبر الزمن، فهو يحكي قصص عن المجتمع الإنساني بشكل عام.
وأكد أن نظامي يعد مصدر للإلهام، خاصة في هذا العصر الرقمي، فإننا نحتاج إلى فلسفته التي تقوم على السلام والتفاهم واحترام التعددية وتبادل الخبرات. وأوضح أن مركز نظامي كنجوي يضع على عاتقه مسئولية القيم التي آمن بها نظامي، وهي قيم الحوار والتفاهم والسلام وحقوق الإنسان.
وتحدث إميل كونستانتينسكو؛ رئيس جمهورية رومانيا السابق، عن التعاون بين مكتبة الإسكندرية ومركز نظامي كنجوي، مشددًا على وجود رابط مشترك وهو جهود الحفاظ على التراث وإعلاء قيمة الحوار في المجتمعات. وأكد أن المركز يؤمن بمبادئ نظامي التي تدعو إلى الحوار وتعتبر التعددية علامة من علامات الحرية الإنسانية لوجود بدائل متعددة لتحقيق التقدم والرخاء. وفي كلمته، قال رجب ميداني؛ الرئيس السابق للجمهورية الألبانية والعضو الجديد بمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، إنه يشعر بالسعادة البالغة للمشاركة في الاحتفال بشاعر نشر أعماله منذ ثمانية وقرون ولازلنا نحتفي بأشعاره حتى الآن، فهو يقدم أفضل مثال لقيم التسامح والتفاهم. وأكد أن هذه الأوقات هي المثلى للاحتفال بنظامي، فالعالم يحتاج لاستعادة قيم السلام والحوار من جديد. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن هذه الاحتفالية مهداه للشاعر العظيم نظامي كنجوي، كما أنها تبين التعاون المشترك بين مكتبة الإسكندرية ومركز نظامي كنجوي. وأكد أن نظامي كنجوي قد ترك بصمته في التاريخ والثقافة العالمية. وأوضح أن نظامي لم يكن من "شعراء البلاط"، فقد كان شاعر الشعب وعاش في قلوب الناس، وقد كان شاعر وفيلسوف عظيم، وسيرته منشورة في كتب الشعر العظيمة. وأوضح أن نظامي قام ببناء الجسور بين الأزمنة والأمكنة، فقد تخطت أشعاره الحدود الجغرافية والزمانية ووصلت للتقاليد العربية.
ولفت إلى أنه بالرغم من أن العالم يحتفي بنظامي لكونه شاعر عظيم، إلا أنه غالبًا ما ينسى أنه كان عالم وأديب وفيلسوف، أهتم بالعلوم والرياضيات والفلك وغيرها من المجالات. وأكد أن نظامي كان يتمتع بقيم جميلة، ومن أهما التواضع. وأشار إلى أنه كان منفتح على كل الثقافات، وهو ما يظهر جليًا في أعماله. وتحدث سراج الدين عن جماليات أشعار نظامي، ومن أشهرها الكنوز الخمسة والتي تتألف من خمسة منظومات قصصية؛ وهي: مخزن الأسرار، خسرو وشيرين، ليلى ومجنون، هفت پيكر (العروش السبعة)، و إسكندرنامه (كتاب الإسكندر المقدوني).
وفي مؤتمر صحفي عقد عقب الجلسة الافتتاحية، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين إن المكتبة بدأت منذ يناير الماضي بدور فعال في قضية محاربة التطرف ولإرهاب، وذلك بتفويض من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد بدأت بتنظيم مؤتمر "نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف". وأكد أن الرئيس السيسي قد تناول خلال اجتماع مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية الدور الريادي الذي تقوم به المكتبة في مواجهة التطرف وتجديد الخطاب الديني.
أما الرئيس الكولومبي السابق اندريس باسترانا فقد فتحدث عن التعاون بين دول أمريكا اللاتينية والدول العربية، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون من أجل محاربة الإرهاب، فدول أمريكا اللاتينية تعاني أيضًا من الإرهاب المتمثل في تجارة المخدرات. وأكد أن العدو واحد ويجب توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره. وأكد وليم كوك؛ رئيس وزراء هولندا الأسبق، أن مصر تلعب دورا استراتيجيا محوريا في المنطقة، وأن الأحداث التي تمر بها لها بالغ الأثر على المنطقة من حولها. وشدد على أن العالم يمر بمرحلة حرجة، فقد زادت مشاعر الكراهية والتطرف، ومن هنا يجب العمل على تحقيق الاستقرار والأمن، وتوفير فرص العمل والقضاء على الفقر، والعمل على التطوير الثقافي من خلال القيم التي تمثلها مكتبة الإسكندرية.
&