1
..، ثمَّ إنِّي أغنية.
في أزمنة العويل يصبحُ للحقيقة ذيل،
من يحيطون بنا الآن ليسوا أكثر من خُواء
حتى وإن ردد المنشدون:
الله
الله
الله

2
..، أبي مغدورٌ؛ وتجارة الرقيق لا تستهويه.
في أسواق النخاسة يولد قادةٌ لإحياء زمن المماليك
ذات يوم سيمرّ صبيٌ على جُرف أحلامه
لن يفهم أكثر مما يمليه السكارى على طاولة الفاضلين.
أوطانٌ كثيرة تتكسر أغلالها
بينما، وبمباركة الشيطان، يتلذذ النيل بأوجاعه الأبدية.

&

3
لا تزال الحكاية قصاصة ريح
فيلعب بحارة على زجاجة "عَرَق الأبيض المتوسط" لعبة قذرة
كانوا سعداء ببضائعهم الفاسدة
أعلنوا أكثر من مرة أن اليابسة قريبة وأنا الجميع مشروع رقصة مقدسة،
ما لم تدركه الرياح العاتية أنها وقعت فريسة أمراض السُّل على هذه الباخرة
لكن جنرالا واحدا، وكان بروح عرجاء متسخة، رأى في الأكاذيب نبوءة
وفي بكاء الأطفال لذة.

4
نحن خسائر الأمس
الرجالُ الأشداءُ يتحسرون على خطايا قادمة
يستغفرون بدأب عن زمن مأفون
نحن مؤمرات الأجداد
ها نحن نحوم حول ما كتبه أسلافنا
نجول بين الدماء وبين المصالحة الوطنية
نحاول، وهذا فعلٌ قياسي في وقتنا الراهن، أن ندون وصفة مناسبة لأحفادنا
أولئك الذين بلا مستقبل
حتى يلعنوننا كما يجب
حتى يصعدون جبالا جديدة وينظرون جيدا لخسائرنا
تلك التي ابتلعتها أودية السلام المزعوم
وكتبها العسكر بأحذيتهم.

5
تعلقتْ روح نبي خلف هؤلاء الكهنة
في الجموع يبشرون بالخبز
ويتقاسمون الغلمان في الخفاء
ما عادتْ تعنيهم الفضيلة
وبكامل ما في الصفاقة من معنى تقطر شفاههم حقدا؛
أمام الشاشات يتنفسون بخبث
يلفظون قاذوراتهم وكأنها لغة مسالمة.
لا جديد
حتى ذلك الحاكم الذليل
ذلك الذي يعرف معنى أن يتذلل طوال الوقت
وأن يخطب ودّ مشوهين هم سادته
حتى ذلك المعتوه
أصبح كاهناً يحق له إلقاء المواعظ وتقديم القرابين.

6
الغد قاتم
حتى الشعر ما عاد يصلح لشيء
سباقٌ محمومٌ على بوابات القتل
والأفضل من يموتُ أخيرا..
حتى وإن كان واحدا من بائسَين اثنين:
&قاتلاً بالضرورة
أو شاهداً ملعونا تتفتّتُ روحه باتجاه سقف جهنم؛
فتتصاعد على زفراته أبخرة طاهرة
كانت تصلِّي
ليس لديها تعريف حقيقي للخزي؛
وفي أحد المنعطفات تتيه روحٌ ملائكية
تردد في تيهها: الأرضُ شاسعة
وأبناء الأرض اللقيطة حيّات.

7
الرمال تستعيد وعيها
بضع خطوات على يوم الدينونة
إنّه البغل يبدو متعددا
يتوالد في أحلامنا
يحاصر طيبين ويعلّمهم الإبادة
يقول لهم إن من نبوءته أن يشتعل فرحاً في سرادق عزاء لا ينتهي
يتحدث عن أشياء بطعم العار
ويدندن لحناً نشازا حول حكاية عاطفية
تلك الحكاية التي تتكرر كالحزن
عن فتاة يغتصبها الحثالة
ويبارك عويلها منشدون:
الله
الله
الله