صدرت حديثاً عن دار الآداب رواية "حين قامت ماريا" للكاتب والإعلامي اللبناني سمير فرحات. تنطلق الرواية سريعاً صوب حدث شفاء غريب يحدث مع خادمة بسيطة تدعى "ماريا"، وسرعان ما تأخذ القارئ في اتجاهات سردية لم تعهدها الرواية العربية، حيث تمتزج المعرفة الروحية، بالطروحات العلمية، والمعلومة الموجهة صوب اكتشاف الذات، وقدرات الانسان، وتفسير معنى الحياة والوجود، بأسلوب سلس، لا يجعل دقة المعلومة وجديتها تعيق متعة القراءة.
في رحلة الأسئلة والمعرفة، ينفتح السرد الروائي على أكثر من مجال من المجالات العلمية، والروحية، والنفسية، والماورائية، كالمعرفة الباطنية، وطاقات الإنسان الشفائية، والجنس كمنطلق للتنور والترقي، والتقمص، والسعي إلى تطوير الوعي، وعلم الجينات كمصدر للإلحاد أو الايمان، وأسرار النظام المسيِّر للعالم منذ ولادة الحياة، وصولاً إلى مقاربة علمية للمحبة كمصدر للحياة والنظام في الانسان والكون.
المجال الثاني الذي يستغرق جزءاً من الرواية يتعلق بنشوء الكون، والله و"تفكيك شيفرته"، كما شيفرات مكونات الإنسان ككائن ذري، وهذا يحمل في طياته مواجهة بين الفكر الإلحادي والايمان بوجود خالق للحياة.&
كما تتناول الرواية مفهوم الحب كمحرك للوجود منتشر في أعماق الخلايا. وبطريقة مثيرة نصل الى تفسير الحب بطريقة علمية تفيد أنه كان في اساس الخلق. وهذا ما يضطلع بشرحه شخص غريب نلتقي به في نهاية الرواية يدعى " الرومي" المتصوف الذي يعيش في البرية متقشفًا. يتمثل هذا الرومي بـجلال الدين الرومي ويسمع وليم وندى الكثير من فلسفته ومن شعره الصوفي. وينتهي بالقول لوليم: " تعالَ. فقط تعالَ لنتكلم عن الله".
تنتمي الرواية إلى نوعية جديدة من الأسلوب الروائي في العالم العربي، ليس معروفاً أو متداولاً إلى الآن، يقوم على توسل السرد كأداة معرفة علمية، تغني باطن القارئ، وتساؤلاته، من دون أن تشكل ثقلاً في متعة القراءة.
&
&
التعليقات