اعلنت اسرة الفنان والمخرج العراقي الكبير كارلوهارتيون عن رحيله في لوس انجلوس عن عمر 85 عاما بسبب الشيخوخة التي صار يعاني كثيرا من اعراضها خلال السنتين الاخيرتين
&
&رحل عن الدنيا الفنان والمخرج العراقي كارلو هاتيون بعد معاناة من اعراض الشيخوخة التي طرحته على فراش العجز وقد اضعفت بنيته الجسدية فيما راحت ذاكرته تتراجع ليموت غريبا في الغربة التي اختارها بعد شعوره بالخوف بعد تعرضه لوابل من الرصاص عام 2006، ويعد كارلو من اهم فناني العراق في مجال السينما والتلفزيون.
وقد نعاه نجله مراد بكلمات جاء فيها(بِسْم الأب والروح القدس الاله الواحد آمين أنا هو القيامة والحق والحياة من امن بي وأن مات فسيحا . ببالغ الحزن والأسى انتقل الى الأمجاد السماوية والدي المخرج العراقي كارلو هارتيون في يوم 03.25.2016 .من عمر يناهز ٨٥. الراحة الابدية لك يا والدي العزيز)
& وتحدث مراد النجل الوحيد للفنان لـ (ايلاف) :ابي انسان عظيم ، هو ليس أباً فقط لعائلته ولكن لكثير من الفنانين .
&واضاف: ابي كان يعاني من الشيخوخة وضعف في الجسم، بدأت عنده قبل خمسة أشهر &من عيد ميلاده عام 2015 الذي يوافق 15 اذار / مارس ، كان قبل هذه الاشهر يتذكر جيدا ولكن بدأت ذاكرته تتراجع فضلا عن عدم إمكانيته القراءة او المشي السليم .
وتابع : ابي ترك العراق في الشهر التاسع عام ٢٠٠6، وعاش في الولايات الامريكية في لوس أنجلس منذ عام ٢٠٠٨ ، وحمل الجنسية الامريكية مؤخرا، لكنه يتكلم عن العراق وحياته في العراق يوميا ، ولكن لم يفكر بالعودة له ، ويذكر دائما انه تعرض الى رمي الرصاص وعلى سيارته في ٢٠٠٦، ولكن لم يصيه اي رصاص .&
وأوضح : ابي لم يعمل في الغربة اي عمل ، ولكن اتذكر في ٢٠٠٧ في عمان اتصلت به الفنانة غزوة الخالدي & لعمل مسلسل ، ولكن لم تنجح الفكرة لأسباب أجهلها ، وكان اخر عمل له هم مسلسل ألوان الرماد ٢٠٠٦ أكمله قبل ايام من رحيله الى خارج العراق .&
وأشار نجل الفنان كارلو الى ان والده يتكلم عن افلامه اكثر من المسلسلات &مثل زمن الحب وشئ من القوة ، كما انه يتكلم &دائما عن الفنان جلال كامل لانه هو الذي اتى به الى الفن .&
Carlo Hartyon
ولد الفنان القدير كارلو هارتيون في 15 اذار / مارس 1931 في بوينس ايرس عاصمة الارجنتين، وتخرج من معهد الفنون الجميلة ببغداد (قسم الفنون المسرحية) عام 1957م ، وفي عام 1959م بدأ دراسة السينما في اكاديمية السينما في بودابست وانهاها عام 1965م. وعمل لفترة قصيرة في تلفزيون المجر، وشارك هناك بأفلام منها (الاشقياء المساكين ــ يعجبني ــ قلق). عمل في تلفزيون بغداد عام 1967م ، وفي عام 1968م عمل لفترة قصيرة في لبنان ، ثم عاد الى تلفزيون بغداد واسهم في اخراج عددا من التمثيليات التلفزيونية القصيرة قبل ان يحقق فيلميه الروائيين التلفزيونيين (اللوحة 1978) و(البندول 1979)، كما مثل في فيلم (نبوخذ نصر 1962) و(الرأس 1976).
& & ويحتل المخرج كارلو هارتيون مرتبة مهمة في مسيرة الفن العراقي لما قدمة من خدمات كبيرة في السينما والتلفزيون ويحسب له انه اول من صور الدراما التلفزيونية خارج الاستديو لاسيما في مسألة الصوت الذي يعد مشكلة انذاك في السبعينيات وما قبلها فقد نجح كارلو في التصوير والتسجيل في ان واحد في السيارة المتحركة بعد ان كان متعذرا ذلك من قبل.
& & &بدأ كارلو في السينما رغم انه خريج مسرح عام 1957 (من معهد الفنون الجميلة). حين عاد الى بغداد بعد عام 1965 اسهم في تأسيس وحدة الانتاج السينمائي في المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون واخرج لها اول افلامه الوثائقية (النهر الثالث) الذي حظي باعجاب كبير في مهرجان موسكو ولايبزك وغيرها، كذلك اخرج فيلم (البديل) بـ (18) دقيقة ثم تحول الى السينما الروائية فقدم اول فيلم درامي تلفزيوني هو فيلم (اللوحة) عن قصة الراحل معاذ يوسف وبطولة الوجه الجديد انذاك (جلال كامل) ونال كارلو عنه جوائز فنية داخل العراق ثم قدم فيلمه الثاني (البندول) ثم توج نشاطه السينمائي لفيلمه الروائي الاول (شيء من القوة) عن قصة لصباح عطوان وبطولة ليلى محمد وكان فيلما جميلا وذا صنعة محكمة وحقق نجاحا كبيرا للعاملين فيه لما احتوى عليه من مواصفات ناجحة. وكذلك اخرج فيلمه السينمائي الاخر (زمن الحب).&
& & وحين بدأت السينما في العراق تتعثر وقل الانتاج او توقف بسبب الحصار لم يتوفق كارلو بل اتجه الى المسلسلات التلفزيونية فاخرج فيها اعمالا مهمة نذكر منها (سيد المنزل) بطولة:(سامي قفطان وابتسام فريد ــ تبادل المراكز ـــ شارع ستين) وغيرها من الاعمال المتميزة.
&كارلو الممثل&
&وسبق لكارلو ان مثل في بعض الأعمال ربما هواية وليس احترافا لانه لم يحب نفسه ممثلا.. فمثل في أول فيلم عراقي ملون عام 1962 في فيلم (نبوخذ نصر) إخراج المرحوم (كامل العزاوي) وكذلك مثل مع الفنان فيصل إلياسري في فيلم (الرأس).. كذلك في مسلسله (شارع ستين) وكان قد انجز تصويره قبل سقوط النظام السابق وحين سرق مبنى التلفزيون ومحتوياته ضاعت اشرطة التصوير وظل ملاك العمل يبحث عن مثل مدير الإنتاج الفنان (مهدي عبدالصاحب) ومؤلفه (د.سلام حربة) ومخرجه (كارلو) إلى ان وجدوه واستطاعوا ان ينجزوا عملية المونتاج في قناة العراقية وجعلوه صالحا للعرض وقدم في شهر رمضان المبارك، واخر فيلم سينمائي روائي لكارلو كان فيلم (زمن الحب) المعروض في سينما النصر بتاريخ 29 تموز / يوليو 1991 وهو من سيناريو وحوار صباح عطوان ومثل بطولته الفنانون بهجت الجبوري وعواطف السلمان وفائزة جاسم والمرحوم خليل الرافعي ود. فاضل خليل ومحسن العلي والمرحوم طعمة التميمي وامل طه وستار خضير.
اطرف ما في حياته&
&اما اطرف ما فيه حياة الفنان كارلوهارتيون ان النظام السابق قام بتوزيع قطع اراضي للفنانين حسب مسقط رأس كل واحد ، لكن كارلو لم يحصل على قطعة الارض بسبب ان مسقط رأسه في الارجنتين !!.
جلال: الاحب الى قلبي
& اكد الفنان جلال كامل عن اعتزازه بالمخرج الكبير كارلو هارتيون .. وقال : : يغمرني الفخر كلما فكرت فيه &وهو الفنان الحقيقي والمعلم الكبير وعرابي الاحب الى قلبي .. اهديته فلمي ( بحيرة الوجع ) الذي تمنيت ان يكون معي او ان اكون معه يوم عرضه على المسرح الوطني لاصفق له واقبل جبينه .. &
اما المخرج مظفر زكي فتحدث عنه قائلا : كارلو هارتيون انسان رائع قبل ان اقول مخرجاً شفافاً رهف ،عشنا زمنا ليس بالقليل في المؤسسة العامة للا ذاعة والتلفزيون ، انه فنان راقي عمل بمهنية وذوق عالي وبحس فنان راقي ، كانت اختيارته للانارة وزوايا الكاميرا واللقطات وفق سيناريو معد مسبقاً برؤى وخيال خصب ينسجم وواقع العمل الفني الذي يعمله، &اتمنى له الشفاء العاجل .
مات غريبا
اما الكاتب والصحافي علي حسين فقال عنه: يرحل كارلو هارتيون العراقي النبيل الذى مر كالنسمة على الثقافة العراقية ، تاركا وراءه رصيدا هائلا من الاعمال الفنية ، مات غريبا ، مهموما بوطن لم يسأل عنه ، ولم يرق له قلب القائمين على شؤون الثقافة في العراق ، لان الوطن كان ومازال وسيظل مشغولا بما هو أهم، فكارلو هارتيون ليس خالد العطية ، ولا ينتمي الى حزب من احزاب السلطة ، كما أنه لم يكن من السائرين فى مواكب الفساد ، ولا من الراقصين على موالد الطائفية ، مات كارلو هارتيون عاشق ازقة بغداد ، غريباً ومغترباً وهو يفتش عن مجتمع دافئ ومكان أليف وزمن سوي يعترف بالإنسان والضحك وشقاوة الأصحاب وترف الأمسيات
&
التعليقات