1.

في صدقٍ
أتساءلُ مَشدوهًا
عمَّا فعلناه أنتِ وأنا
& & إلى أن تمازجنا هُيامًا؟
أكنَّا لم نبلغْ
& & بَعْدُ عهدَ الفِطام؟
أكنَّا نرتضعُ في طفولةٍ رعناء
& & أثداءَ مباهجَ زائلةٍ؟
أم كنَّا نتقلبُ مع أصحابِ الكَهفِ
& & في سُباتٍ مَديد؟
هكذا كانَ الأمرُ:
كلُّ المَسراتِ محضُ أوهامٍ مُلفَّقةٍ
& & إلا حبُّنا؛
كلُّ جمالٍ رأيتُهُ فيما مضى
كلُّ جمالٍ اشتهيتُهُ فتملَّكتُهُ
& & لم يكن إلا حُلمًا بِكِ.

2.

والآن
ما أبهى الصَّباحَ لروحينا
& & وقد استفاقتا للتوِّ مِن رُقادِهما
فلم تَعُدْ إحداهما
& & تتفرسُ في الأخرى فزعًا
إذ أن الحبَّ يُهيمنُ
فيصبِغُ بضيائهِ كلَّ شيءٍ
ويجعلُ مِن غرفةٍ صغيرةٍ
& & فِردَوسًا لا حدودَ لَهُ؛
فلندعْ المغامرينَ
يحرثونَ البحارَ في نهمٍ
& & ويسعونَ عبرها إلى عوالمَ جديدة
فلندعْ الخرائطَ
لمَن يكدِّسونَ عليها
& & عوالمَ فوقَ عوالمَ بلا كَللٍ
ولنمتلك نحنُ عالمًا واحدًا:
إن كان كلٌّ مِنَّا ينطوي على عالمٍ
& & فليكن واحدًا عالمُنا

3.

في عينيكِ يتجلَّى وجهي
& & ووجهُكِ في عينيَّ يُشرقُ
قلبٌ داهِقٌ بالنَّقاءِ يرتسمُ
& & على وجهينا في طُمأنينةٍ
أين لنا بنصفيّ كُرةٍ أغنى جمالًا
بلا شمالٍ يقسو
& & ولا جنوبٍ يتقوَّض؟
كلُّ ما هو للفناءِ صائِرٌ
& & لم تمتزجْ أخلاطُهُ بتساوٍ
فإن تمازجنا هُيامًا حدَّ التَّوحد
& & وتطابقَ سعيرُ الشَّغفِ في قلبينا
فإن تمازجنا هُيامًا حدَّ التَّوحد
& & ولم يَعُد للوهنِ المتربصِ سبيلًا إلينا
فلن نموت
& & لن نموت
&
*الترجمة مُهداة إلى سامية العاصي: في عينيكِ يَتحمَّمُ هذا العَالَمُ المَبروصُ بالنُّور، ويغتسلُ مِن قُيُوحِ ظُلمتِهِ فِي نهرٍ مِن أنفاسِك؛ ليصيرَ نافذةً مُبرأةً مِن عَلْقَمِ الضَّبابِ تمنحُ للقلوبِ عيونًا شحيذةً، عيونًا تَسْلُخُ عن اللَّحظةِ لحمَ بَلادتِها المَقروح؛ لنكتشفَ أنَّ الشِّعرَ مَا هو إلا الهَيكلُ العَظمِيُّ لجميعِ الأشياء.
&