تونس: تعد الفنانة التونسية الشابة درصاف بن شعبان، خريجة المعهد الأعلى للفنون والحرف بصفاقس، بحثًا جامعيًا عن "تجليات الحميمي في تجارب غنية تونسية". وهي متحصلة على ماجستير بحث في الفنون التشكيلية اعتمادًا على بحث طريف حمل عنوان: "ثقب البكارة، ثقب الروح: تجربة شخصيّة في استلهام ألف ليلة وليلة".

وهي تقول: "أنا مهتمة بالعذرية في مجتمعنا العربي حيث يعتبر وجود الغشاء في الثقافة العربية الاسلامية دليلا على العذريّة. لهذا تحرص الفتيات على تجنب تمزقه بعدم ممارسة الجنس. ويبرز لنا التاريخ أن العذريّة تعتبر تابو مقدس لا عند العرب والمسلمين فحسب، بل لدى الشعوب البدائية، نظرا لرمزية الإفتضاض وطقوس الدم. وعندنا نلاحظ أنه لا تكاد توجد مسافة بين نحر الأضحية وفض البكارة لدى الفتاة العذراء".

وتضيف بن شعبان: "ان اشكالية العفة والبكارة عولجت من لدن العديد من الباحثين، وفي بلادنا تحدث باحثون عن ما يسمى بالتصفيح، وهي عملية سحرية تعتمد على نوع من أنواع الشعوذة، حيث يتمّ غلق البنت قبل بلوغها وذلك بترديد بعض العبارات وفتحها سويعات قبل زفافها. والهدف من هذه الطريقة السحرية هو الحفاظ على عذرية الفتاة. وهذا ما يحصل في الأرياف التونسية والجزائرية والمغربية وفي ارياف بلدان المشرق العربي، حيث تصبح الفتاة التي تفقد بكارتها عرضة للقتل من قبل عائلتها أو أقاربها بآعتبارها مدنسة للشرف".

وعن البكارة في "ألف ليلة وليلة" تقول بن شعبان: "يحتوي كتاب الف ليلة وليلة على أساطير وقصص عن الجسد الأنثوي وعن الجنس المحرم وعن علاقة الرجل بالمرأة من خلال شهرزاد وشهريار. وهناك باحثون يتحدثون عن الرغبة الذكورية كرغبة شهريارية بآمتياز. وأما شهرزاد فهي مثال للمرأة الذكية والجميلة التي تفعل كل ما في وسعها لكي تروض الوحش، الذي هو شهريار، لتنقذ نفسها من موت محقق. وأنا آستندتّ في مشروعي التشكيلي الى الف ليلة وليلة، هذا الكتاب الذي ألهم بدوره فنونا مختلفة كالمسرح والسينما والرواية والشعر والموسيقى وغير ذلك. وقد ركزت على المواقف الصدامية بين المرأة والرجل المتمثلة في علاقة شهرزاد بشهريار. لذلك أنا أعتبر أن الف ليلة وليلة ثورة أدبية وتشكيلية في نفس الوقت بسبب جرأة الأفكار والمواضيع المطروحة" .

وفي بحثها تتحدث بن شعبان عن "الإنتهاك" في الفنون، قائلة بإنها وجدت في الأعمال الفنية ما دفعها للبحث في مفهوم المقدس والمحرم، مشيرة الى الحركات الأصولية التي تدمر التماثيل والأعمال الفنية بآعتبارها "منافية للدين". وهذا ما حدث في افغانستان، حيث عمدت حركة طالبان الى تدمير التماثيل البوذية. كما تتطرق الى اعمال الفنانة الأفغانية الينا سليمان، التي تحدت "طالبان" بأعمالها الفنية، مركزة على المرأة وعلى حريتها الجسدية. وفي إحدى الجداريات رسمت نقابا يكسو هيكلا عظميّا لآمرأة، وذلك للترميز الى القمع الذي عاشته هذه الفنانة. كما أنجزت الينا سليمان نحتًا لآمرأة تغطي ملامح وجهها بيدها للإشارة الى محاولات الطمس والتخفية التي تعرضت لها الفتيات في أفغانستان. وهناك انتهاكات أخرى تبرز في أعمال فنية. فمثلا يقوم المنحرفون في المدن العربية بتشويه وجه المرأة بضربة سكين أو آلة حادة. وهناك فنانات رسمن وجوها مشوهه وكأنهن يرغبن في أن يوحين بأن القبيح يمكن أن يصبح جميلا أيضًا.