سمعتها كثيراً، سوف تُفرج، سيمرُ الوقتُ بسرعةٍ، تصوري نفسكِ وحالكِ في الاسبوع القادم وفي الشهر القادم او حتى بعد ثلاثة اشهر مثل هذا اليوم ثقي ستتغير الامور، أُعلل نفسي بإنها ستتغير بشكل حتمي لكن في أي اتجاه!! هل سيكون لصالحي! حتى لو سيكن في صالحي هل سأستفيدَ منها !! سؤال حيرني وحاورني طول الوقت وبكل قساوة متى وكيفَ وهل هناك حدوداً وضعتِها لنفسكِ للتخلص منهُ؟حدث لى احد الصباحات خبر قرأته على صفحات الفيس بوك جعلني افزع، ارتديت ملابسي وتوجهت لبيتهم لأتأكد من المنشور تلقتني بكل احترام مشوب بالنحيب الصامت من هول الحدث٠٠ وإذا بصرخةٍ تبعتها بشهقةٍ و بنرفزةٍ حادة كدتُ اخافُ عليها من الاختناق ، هنا طغتْ عليَّ أنانيتي لكنني منعتها من السيطرة عليَّ ، اعرف بوجودها في حياتي من خلال التكلم عنها دوماً بقصدٍ أو بغير قصد. ضعتُ في عالمي وسط هذا الحدث المفاجئ
طأطأتُ رأسي و بدأتُ ادندنُ اغنية فيروز عندما تقول" تذكر مرة شو قلت لي ؟ بدك تبقي بدك تفلي"
، ابتسمت بصمت وقلبي يوجعني لأنني لم استطع البقاء وكيف أمشي، وكيف ابقى! ولأي غرض أبقى! حياةٌ مشوشةٌ لا أعرفُ إلى أين سنصل بها، تفكيري الذي يعمل دون كلل يجادلني ويحاسبني إلى أينَ ستصلين بعلاقةٍ ليس لها اساس متين، لقد قال لكي بصوت خافت بأنه ليس حراً، لم افهم الحرية التي قصدها، قفزَّ مخي الشقي بوسوسته بأنه من احد الذين يعملون للاخرين وقد وقع عقداً بحق امتلاكه، ضحكت على شقاوة مخي اللئيم ورفضت التفكير بها، نظرت إليه وقلت ماذ تقصد بأنك لست حراً؟ اريد ان افهم رجاءاً، طأطأ رأسه واخذ يحدق في قعر كوب الشاي ، اخذ من سيجارتهِ نفساً عميقاً وقالَ بكلِ هدوءٍ كعادتهِ هل من الممكن ان نُغيرَّ الموضوع ؟ انا جئتُ لأراكِ، وحشيني ووحشتني أحاديثنا وحتى نرفزتنا بعض الاوقات من بَعضُنَا البعض، طأطأتُ رأسي وشعرت بفرحة تغمرني لكنني اوقفتها، اخذتني فكرة اجبرتني على الصمت ، إنني لستُ بحياته لكنني لا اريد ان اسكتَ نفسي وانهي نقاشي معه ، كنت مصرة على معنى ما قاله إنهُ ليسَ بحر واتبعها بصمتٍ احالهُ الى مكتئبٍ متنرفزٍ.... وقال انا من عائلة تزوج إناثها لأبناء عمومتهم منذ الصغر، قلتُ له لكن هذا عمل غير انساني لن يسمحوا فيه للشخص عندما يكبر ان يختار رفيقةَ دربهِ، كيف وهل ه٫آل عدالة؟ اجاب وما زال يحدقُ في كوب الشاي هذه عاداتنا ، يعني من كلامك انك غير حر لهذا الامر، لكن قل لي الم تستطع ان ترفض هذا الارتباط السخيف لو سمحت لي بأن اقول هذا التعبير، رفع رأسه فنظرت الى هذه الوسامه جالسة امامي يشرح لي عاداتٍ باليةٍ لا اؤمنُ بها يذهبُ ضحيتها شباب واعي، التزمت الصمت عندما تكلم وقال والدي استلمَ مبلغاً من اخيه مقابل زواجي من بنته عندما كنتُ صغيراً، لم اصدقْ ما سمعتُ !!!، مقايضةُ ببشر، اين يعيش هؤلاء !!! هل هذه التصرفات للحفاظ على نسلهم ضمن العائلة والعشيرة؟ تقاليد لم افهمها. افكارٌ تَجُرني يميناً وشمالاً كلما نظرتُ إليهِ اشعرُ بحسرةٍ ممزوجةٍ بألمٍٍ غريبٍ وكلما مرت الايام على علاقتنا اصبح الجميع يسأل ما هي نهاية هذه العلاقه؟ أيُّ علاقةٍ تسألونَ عنها، نحن في مجتمعات شرقيه لا تؤمنُ بالصداقةِ بين الرجل والمرأة بل " سلام فكلام فموعد فلقاء فزواجٌ "، صحوتُ من افكاري على صوت ناعم من خلفي بكل دهشةٍ تنادي أسمي التفتُ اليها وكلي استغراب من اين اتت الان!!! لقد افترقنا حال انتهائنا من امتحان المرحله المتوسطه ، لقد تزوجتْ وهي صغيرةٌ وانا اخذتني الحياة فاكملت دراستي الجامعيه وسافرت للخارج لأكمال دراساتي العليا، يا الهي كم هي الحياة غريبه نلتقي نتصادق نتفارق ونغيب وعلى حين غفله نلتقي بدون مقدمات بعد ان دار بِنَا الزمن كما يحلو له، تكلمنا كأننا نريد ان نستعرض شريط حياتنا بهذه المدة القصيرة، طلبت منها ان نجلسَ باقرب مقهى لنضيعَ في دروب الذكريات لكنها اعتذرت فألتفتُ وإذا بهم ينتظروها ولدها وحفيدها وزوجها، ودعتني فبقيت متسمره في مكاني ابحث عن تفسير لهذه الفرصه الغريبه وأتسأل هل تمَّت المقايضة !!! لانني اعلم منذ ان كُنا طالبات في المرحلة المتوسطة بأنَّهُ تمَّ الأتفاق بين ابوها وعمها على زواجهما منذ ان كانوا صغاراً يلعبون بالشارع.
بقيتُ عدةَ أيام لم احتمل نفسي فقررتُ أن أضع حداً لهذهِ العلاقة الهجينه أتصلتُ بهِ لنلتقي بالساعة والمكان الذي نلتقي به عادةً ، حضرَ قبلي ووجدته جالساً في مكاننا المعتاد. جلستُ بعد أن اعتذرتُ عن التأخير. طلب لي قهوتي شربتها على مهل لاستجمع شجاعتي واضع قلقي وضياعي على الطاوله لاقول له ببرودٍ يعتلي والمٌ يعتصرُ روحي كل هذا وأنا لن انسى دندنة فيروز وخوفي بأنهُ سيقولها لي ، واخيراً قلتُ لهُ بأنني لا اتحمل أن أكونَ الطرف الخاسر في الحياة انا عندي احلامي وتطلعاتي لمستقبلٍ معطاء وأبنة عمك ليست جزءاً من احلامي، ٫نحن نعيش في مجتمعٍ يراقبُ حتى تنفسنا وعليه قررتُ الانسحابَ من حياتنا واطلبُ منكَ عندما اغادر المكان ان لا تتبعني رجاءاً. حملتُ حقيبتي ومجموعة الكتب التي اشتريتها قبل ان اصل للمقهى ، مشيت دون ان التفت الى الوراء بعد ان قلتُ لهُ سأمشي واتمنى لا تمشي خلفي لانك لست لي.