كتابة - إيمان البستاني


كان (فيليب أليكسيوس دي لازلو) واحدًا من أكثر الرسامين إنتاجًا ونجاحًا في القرنين التاسع عشر والعشرين. على الرغم من أنه ليس معروفًا على نطاق واسع اليوم مثل رسام البورتريهات الشهير (جون سنجر سارجنت) ، فقد كان دي لازلو هو الذي حل محل سارجنت كرسام للمجتمع عندما تقاعد سارجنت من الرسم في عام 1907.

خلال حياته المهنية اللامعة، رسم دي لازلو الملوك والأرستقراطية من ملوك وملكات أوروبا إلى البابا، من موسيقيين مشهورين عالميًا، من رؤساء هنود إلى رئيس الولايات المتحدة.
وُلد لازلو في ظروف متواضعة في بودابست عام 1869 بأسم (فولوب لوب)، الابن الأكبر لأدولف ويوهانا لوب، لأبوين خياطين من أصل يهودي. غيّر فولوب وشقيقه الأصغر ماركزي لقبهم الى لازلو في عام 1891.
تم تدريبه في سن مبكرة كمصور أثناء دراسته للفن، وفي النهاية حصل على مكان في الأكاديمية الوطنية للفنون في المجر، حيث درس تحت إشراف (برتالان سيكيلي) و(كارولي لوتز). وتابع ذلك بدراسات في ميونيخ وباريس.

أكسبته لوحة لازلو للبابا ليو الثالث عشر ميدالية ذهبية كبرى في معرض باريس الدولي عام 1900. وفي عام 1903، انتقل من بودابست إلى فيينا. اختار إنجلترا في عام 1907، وظل مقيمًا في لندن طوال الفترة المتبقية من حياته، على الرغم من سفره حول العالم إلى ما لا نهاية لإنجاز التكليفات.

في عام 1900، تزوج لازلو من )لوسي مادلين غينيس)، وهي عضوة في الفرع المصرفي لعائلة غينيس وأخت هنري غينيس. التقيا لأول مرة في ميونيخ عام 1892، لكن لعدة سنوات مُنعوا من رؤية بعضهم البعض. وفي النهاية كان للزوجين ستة أطفال، خمسة ابناء وبنت و 17 حفيدًا.
تزامن توقيت دي لازلو المحظوظ لوصوله إلى إنجلترا مع إعلان سارجنت أنه لن يقوم بالرسم والتصوير. أعلن عرض يحتوي على خمسين من صور دي لازلو المكتملة عقب وصوله إلى لندن ، ولفت أنظار النقاد، وساعدوا في ترسيخ سمعته في إنجلترا أولئك الذين يسعون للحصول على بورتريهات لا ينفذها سارجنت، توافدوا بسرعة على هذا الفنان الجديد الذي جاء إلى بريطانيا بكل المؤهلات المناسبة لرسام مجتمع ناجح من الملك إلى الأسفل، تدفقت الطلبات عليه بسرعة.
على الرغم من جنسيته البريطانية ، وزواجه وخمسة أبناء بريطانيين، فقد اعتقل دي لازلو لأكثر من اثني عشر شهرًا في عامي 1917 و 1918 خلال الحرب العالمية الأولى، متهمًا بالاتصال بالعدو (كتب رسائل إلى أفراد أسرته في النمسا). تم الإفراج عنه بسبب اعتلال صحته ، وتم تبرئته في يونيو 1919.
بسبب إرهاق العمل، عانى دي لازلو من مشاكل في القلب في السنوات الأخيرة من حياته. في أكتوبر 1937، أصيب بنوبة قلبية وتوفي بعد شهر في منزله، هايم هاوس، في هامبستيد، لندن. حقق (فيليب دي لازلو) شهرة عالمية كرسام بورتريه. وقد حصل على 22 وسامًا و17 ميدالية استحقاق منحها إياه جليسات العائلة المالكة والرئاسية في جميع أنحاء العالم الغربي.

كانت الجوائز التي كان يفخر بها أكثر عندما عينه الملك إدوارد السابع عضوًا في النظام الملكي الفيكتوري في عام 1909، وعندما تم انتخابه رئيسًا للجمعية الملكية لرسامي البورتريه في عام 1930. على الرغم من هذا النجاح والشهرة ، فقد تم نسيان لازلو إلى حد كبير بحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب العالمية الثانية، وهو غير معروف تقريبًا اليوم.
تم إنشاء صندوق مؤخرًا من قبل سليل الفنان لإعادة (فيليب أليكسيوس دي لازلو) إلى منصبه الشرعي المتميز. بالفعل ، تم طباعة كتابين رائعين عن الفنان بمساعدة الصندوق، وأنشأوا موقعًا على شبكة الإنترنت يهدف إلى جمع كتالوج أسباب أعمال دي لازلو، وإتاحته كمركز أبحاث حول حياة الفنان
في الموقع تم العثور على لوحة الملك فيصل الأول، وقد رسم بورتريه الملك اوائل 1920 قبل توليه مملكة سوريا لأنه كتب عنوانها بلقب (الأمير) ولم يذكر تفاصيل الحجم ومن هو مالكها ولكنه كتب في موقعه انها منفذة بأصباغ زيتية، و قد رسم بورتريه أخر في نفس التوقيت لملكة إسبانيا (فيكتوريا أوجيني)، ومن مقتطفات سيرة حياة الملك فيصل الأول التي قفزنا عليها لنجد ما يؤكد تواجده في إنجلترا حتى أبصر البورتريه النور عثرنا على التالي :
تلقى الأمير فيصل برقية من والده الشريف الحسين بن علي يطلب فيها أن يمثله في مؤتمر الصلح، فسافر إلى بيروت في 17 نوفمبر 1918 ليغادرها على ظهر بارجة حربية بريطانية برفقة نوري السعيد ورستم حيدر والدكتور أحمد قدري، وفائز الغصين وتوماس إدوارد لورنس. وعندما وصلت البارجة ميناء مارسيليا الفرنسي في 22 نوفمبر 1918 وجد الأمير فيصل نفسه وجهاً لوجه أمام تبدل سياسي مقلق أثار في نفسه بعض المخاوف، هذا التبدل يتلخص بقوله : وقد جبهني الفرنسيون بأقوال يمكن إجمالها بما يلي : إن فرنسا لا تعلم شيئاً عن طبيعة المهمة الرسمية التي سأضطلع بها في المؤتمر، لذا ليس من المرغوب فيه أن أتابع سفري إلى باريس.
وإبقاءً على مظاهر المجاملات واللياقات قضى الأمير فيصل في فرنسا عشرة أيام، زار خلالها بعض المدن الفرنسية، وميادين الحرب، وجهت إليه الدعوة أخيراً لزيارة باريس بنتيجة ضغط شديد من بريطانيا، فسافر إليها، واستقبله رئيس الجمهورية بوانكاريه، وفي مساء يوم 9 ديسمبر 1918 غادر الأمير فيصل إلى لندن. وأقام فيها حتى 7 يناير 1919 عندما غادرها إلى باريس لحضور المؤتمر. أغلب الظن انها الفترة التي شمر دي لازلو عن ساعديه وفرشاته ورسم الملك وكما معروف عنه كان لا يجعل زبائنه تنتظر طويلاً لأنهم ملوك