يُعد كتاب "وثيقة الأخوة الإنسانية نحو تعايش سلمي وعالم خالٍ من الصراعات"، لمعالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، واحداً من أهم الكتب الاستراتيجية التي صدرت باللغة العربية في الفترة الأخيرة، ويحظى الكتاب باهتمام بالغ من الباحثين والمثقفين والمفكرين في مختلف الدوائر البحثية والثقافية العربية والعالمية، وذلك للأهداف النبيلة المبتغاة منه، والتي يحتاج لها العالم كله.


الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي

وبعد الصدى الكبير الذي حققته النسخة العربية للكتاب في الدول العربية، صدرت مؤخراً، النسخة الإنجليزية منه، ومن المرتقب إصدار نسختين أخريين، باللغتين الفرنسية والإسبانية.
يأتي ذلك لأهمية موضوع الكتاب، وحاجة كل دول وشعوب العالم له، إذ يسهم بما يتضمنه من رؤى استراتيجية في دعم تفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية بآليات تنفيذية محلية وإقليمية ودولية مقترحة، والإسهام في تحقيق حياة مستدامة خالية من الحروب والصراعات وجماعات التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى وضع استراتيجية لمجابهة هذه الجماعات من أجل تعزيز وترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي والتواصل الحضاري بين الأمم والشعوب.


غلاف النسخة الإنجليزية لكتاب "وثيقة الأخوة الإنسانية" لجمال السويدي

يتكون الكتاب من مقدمة شارحة للأهداف النبيلة المبتغاة من نشره، ويشتمل على ستة فصول، ويقدم قراءة تحليلية واعية لبنود نص الوثيقة، ويتضمن الكتاب رؤية شاملة مبنية على قراءات مستفيضة للقيم النبيلة في الأديان السماوية، يُمكن إذا ما تم تطبيقها على أرض الواقع أن تُنهي الممارسات الدموية التي يكرسها المتطرفون والمتعصبون من كل الأديان، وهذا ما يضفي على الكتاب بعداً استراتيجياً هاماً.
يَستعرض الكتاب مبادرة "بيت العائلة الإبراهيمية" باستفاضة شاملة، بوصفها مبادرة غير مسبوقة برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. في مجال التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية، إذ يمثل هذا البيت الذي اُفتتح في فبراير الماضي، قوة دفع كبيرة لتنفيذ بنود وثيقة الأخوة الإنسانية ودعم مسيرة انتقالها من النظرية إلى التطبيق.
يُفند الكتاب الانتقادات الكاذبة عن مبادرة بيت العائلة الإبراهيمية، ومنها الزعم بأنها دعوة لدين جديد يدمج الأديان السماوية الثلاثة في دين جديد أطلقوا عليه "الدين الإبراهيمي"، ويرد ويدحض الانتقادات بالحجج المنطقية والمعلومات الموثقة، ويكشف أنها مجرد افتراءات وأكاذيب.