إيلاف من الرياض: المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تمر بتطورات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي. وهذا بالتالي يجذب الكثير من المراقبين الدوليين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية.
في هذه الأثناء، تميزت إحدى الشخصيات السعودية في المجال الفكري والتحليلي وأصبحت محط أنظار المتابعين، بفضل طريقتها العقلانية في معالجة القضايا السياسية والفكرية وتركيزها على سرد الأدلة بهدوء وعمق بعيدًا عن العاطفة والإنشائية، وبأسلوب غير معتاد.
هذه الشخصية هي هشام الغنام، الذي ظهر بقوة وغزارة معرفية معلقًا على الشؤون الدولية ومستجدات منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وأيضًا قضايا الشأن السعودي والقضايا الفكرية المختصة بالفلسفة السياسية والعلاقات الدولية وإدارة الأزمات في مناطق الصراع، وفهم بنية التطرف، والشأن المحلي والدولي السعودي، والعلاقات الدولية مع القوى العظمى، كـ الولايات المتحدة وروسيا والصين، وشؤون منطقة الخليج، والحد من الانتشار النووي، وما يتعلق بأسئلة النهضة الكبرى والتقدم والتخلف والعقل والتراث، وما يمس شأن الحركات الفكرية والاجتماعية في السعودية والاقتصاد السياسي، وتحديدًا أتمتة النماذج الآلية والذراع البيروقراطي السعودي وشبكات الأعمال في المملكة العربية السعودية.

انضم الدكتور هشام الغنام مؤخرًا إلى مركز مالكوم كير - كارنيغي للشرق الأوسط بصفة عالم غير مقيم. وبذلك سوف يعمل الغنام مع كوكبة من كبار الخبراء البارزين من أمثال يزيد صايغ ومهند الحاج علي ومها يحيى، وشبكة من الباحثين العالميين من أمثال فرانسيس فوكوياما، الذين يشرفون على أبحاث معمقة حول القضايا الحيوية التي تواجه العالم ودول المنطقة.

يتبع مركز مالكوم كير مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي (Carnegie Endowment for International Peace)، وهي مؤسسة مكرسة لتعزيز التعاون بين الدول، وقد أسّسها أندرو كارنغي عام 1910 كمؤسسة غير حزبية.

كما يمتلك المركز خبرة ميدانية في أكثر من عشرين بلدًا حول العالم، ويستند إلى شبكة عالمية من ذوي التخصصات والآراء المختلفة الذين يعملون معًا عبر الحدود من أجل توسيع مجالات التعاون والتفاهم وعرض الاتجاهات الجيوسياسية طويلة الأمد، واقتراح حلول مبتكرة في مجال السياسات.

الأزمات السياسية في المنطقة
يسعى المركز إلى إلقاء الضوء على الأزمات السياسية في الشرق الأوسط وفهم القضايا الاقتصادية والأمنية المعقدة التي تؤثر في حاضر ومستقبل هذه المنطقة من العالم. وتستهدف دراسات المركز، التي سيشارك بها الغنام، جمهورًا واسعًا يضم صانعي السياسات في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة وروسيا والصين، فضلًا عن العاملين في منظمات المجتمع المدني الذين يمكنهم الاستفادة من أعمال المركز.

التأسيس 2006 والمقر "واشنطن"
تم تأسيس المركز في خريف سنة 2006 بمبادرة من "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" التي يقع مقرها في واشنطن العاصمة. وتأتي هذه الخطوة في إطار الرؤية الجديدة للمؤسسة الرامية إلى الارتقاء بها لتصبح مركز أبحاث متعدد الجنسيات وتوسيع نطاقه عالميًا. وقد أتى قرار إنشاء مركز الشرق الأوسط إثر النجاح الكبير الذي حققه "مركز كارنيغي في موسكو" الذي تأسس عام 1994، كما تزامن مع مبادرات جديدة أطلقتها مؤسسة كارنيغي في بكين وبروكسيل وبرلين.

برنامج الشرق الأوسط
يشكل "مركز كارنيغي للشرق الأوسط" جزءًا من "برنامج الشرق الأوسط" المعروف، وتنبع أهميته من التعاون القائم بين عدد من الخبراء الذين يتوزعون على مراكز كارنيغي في واشنطن وبرلين وبكين وسنغافورة، فضلًا عن مجموعة كبيرة من مراكز الأبحاث في الشرق الأوسط وأوروبا، مما يمنحه زخمًا إضافيًا.

تقدم هذه المقاربة الرفيعة لصانعي القرار وأصحاب المهن والناشطين دراسات تحليلية وتوصيات ترتكز على معلومات معمقة تستند إلى وجهات نظر وآراء مستقاة من مصادر موثوقة في المنطقة، ما يعزز إمكانية مواجهة التحديات المحورية في المنطقة بشكل فعال.

مركز استشاري للشرق الأوسط
تعمل مؤسسة كارنيغي حاليًا على إنشاء مجلس استشاري لمركز الشرق الأوسط، يضم شخصيات وطنية ودولية مرموقة من مختلف دول المنطقة وناشطين في مجالات السياسة والأعمال والمجتمع المدني. وسيعنى المجلس بتقديم المشورة والدعم للمركز.


من هو هشام الغنام؟
كارنيغي: خبير وباحث بارز في مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية والبحوث الأمنية. يتمتع بمسيرة مهنية متميزة تمتد لأكثر من 24 عامًا. يشغل حاليًا منصب مدير مركز البحوث الأمنية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمشرف العام على برامج الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب في الجامعة. انضم مؤخرًا كخبير غير مقيم إلى مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط – التابع لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، المؤسسة الفكرية الدولية الأقدم في الولايات المتحدة وأحد أهم مراكز الأبحاث في العالم، إن لم يكن أهمها. وباعتباره عضوًا في المجالس العلمية في الجامعة، فإن خبرة الدكتور الغنام معترف بها عبر المجتمعات الأكاديمية وفي مجال الاستشارات والأبحاث السياسية والأمنية.

البداية: بكالوريوس هندسة "حاسب آلي"
حصل الدكتور الغنام على درجة البكالوريوس في هندسة الحاسب الآلي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في فترة قياسية، خلال ثلاث سنوات ونصف. كما أنه أحد باحثي برنامج جيمس ويليام فولبرايت، حيث حاز على أكثر من درجة في الدراسات العليا، أحدها درجة الماجستير في دراسات السياسة الدولية عن عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل ودراسات الإرهاب من معهد مونتيري للدراسات الدولية - كلية ميدلبيري، وهي أحد أعضاء الـ"Little Ivies" للكليات الخاصة النخبة ذات العراقة والتميز والتنافسية الأكاديمية العالية في العلوم الإنسانية والاجتماعية. كما نال درجة الدكتوراه بامتياز بدون تعديلات من جامعة اكستر المرموقة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

حصل الدكتور الغنام على شهادات علمية متقدمة في التكنولوجيا، عملية اتخاذ القرار، أتمتة النماذج الإلكترونية، الخرائط الإلكترونية، النشر الآلي، النمذجة المرئية، وإدارة المحتوى. ومن ضمن اهتماماته البحثية على المستوى المؤسسي، تطوير المراكز البحثية وتدريب الكوادر المتخصصة وبرمجة الأدوات الإلكترونية القادرة على تحليل البيانات المتقدمة باستخدام لغات البرمجة الرئيسية. وقد منحته خلفياته العلمية المتنوعة القدرة على الدمج بين الجوانب النظرية والعملية، لإنتاج أبحاث تدعم صنع السياسات وصياغة الاستراتيجيات ضمن مراحل التشريع والتنفيذ على مستويات عالية من عملية صنع القرار.

الدكتور الغنام متحدث رئيسي في العديد من المؤتمرات الدولية ومحلل لكبرى مراكز الفكر العالمية ووسائل الإعلام حول موضوعات السياسة والعلاقات الدولية والأمن الوطني المعنية بالمملكة العربية السعودية وعلى المستوى الدولي. كما عمل مع مراكز الأبحاث الكبرى في الشرق الأوسط حول القضايا الجيوسياسية والأمنية المتعلقة بالصواريخ الباليستية والحركات الاجتماعية في المنطقة وإدارة الأزمات، والتي تضمنت العمل الميداني في مناطق الصراع.