إيلاف من مراكش: قال الممثل والمخرج الأميركي، شون بين، الثلاثاء بمراكش، إن أفضل درس تعلمه، خلال مسيرته الفنية، هو أن يواصل المرء التعلم من دون توقف، بحيث لا يكتفي بما حققه أو يقنع بما عاشه وراكمه من تجارب، في السابق.
واستعرض شون بين تجربته الفنية، أفكاره وقناعاته بخصوص السينما،خلال مؤتمر صحفي، على هامش فعاليات الدورة ال21للمهرجان الدولي للفيلم، كما أبدى رأيه بخصوص عدد من المستجدات التي يشهدها العالم، خصوصا الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على حياة الناس، وقال عن هذه التقنية الحديثة: "إذا لم تكن طبيعة البشر جيدة، فإن استخدامه سيؤدي إلى نتائج وخيمة"، لذلك، شدد على أن ما ينتجه الذكاء الاصطناعي إنما هو مخرجات ما زوده الإنسان به،وبالتالي فالمطلوب، من وجهة نظره، يتمثل في تقنين هذا المجال.
شون بين خلال المؤتمر الصحفي
كما تحدث شون بين عن مهرجان مراكش، وقال إنه صار من بين أكبر المهرجانات السينمائية العالمية، بعد أن تطور، وأصبح معروفا. ورأى أن طبيعة الأفلام التي تعرض فيه تؤكد وزنه والصيت الذي توفر له.
وكان مهرجان مراكش قد كرم شون بين، في ثاني أيام دورة هذه السنة، وذلك تقديرا لمسيرته الفنية الرائعة. ومما قال شون بين، قبيل تسلمه درع التكريم من يد الممثلة والمخرجة الإيطالية فاليري أعولينو : "إن الذين يعرفونني واطلعوا على حياتي يعرفون أنني لا أفوت فرصة للتعبير عن رأيي، لا سيما أمام هذا الجمع من المواهب المتعددة. هناك أمر ينبغي ألا يغيب عن بالنا، وينبغي أن نتذكره على الدوام، ويتعلق بالقدرة على التعبير دائما عن آرائنا. وفي ظل التيارات الليبرالية الحالية، لاسيما في الولايات المتحدة الأميركية وعبر العالم، يجب أن ينصب التركيز على التنوع، ليس التنوع في السلوك أو الأفكار، ولكن إمكانية التعبير عما يكمن في قلوبنا. وعلينا ألا ننسى ذلك".
شون بين في مراكش
ولم يخف شون بين ارتياحه لمشاركته في مهرجان مراكش، وإعجابه بزيارة المغرب، الذي قال إنه كان يريدزيارته منذ وقت طويل. ورأى أن هذه الزيارة كانت "أمرا يستحق التجربة". كما عبر عن سعادته بلقاء مخرجين وممثلين عالميين، قال إنه معجب بهم، مشيرا إلى أنه تمكن من نسج علاقات جيدة، كما وقف على حسن تنظيم هذا المهرجان.
وحول مدى معرفته بالسينما المغربية، عبر شون بين عن إعجابه بفيلم "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير، والذي كان قد توج بالجائزة الكبرى لمهرجان مراكش في دورته الماضية، معتبرا أن الأمر يتعلق بفيلم رائع، أعد بشكل جيد، سواء على مستوى الجوانب التاريخية، أو على مستوى الجوانب السينمائية.
ويعد شون بين، اليوم، من رموز السينما الأميركية، بفضل مسار مهني امتد لما يزيد عن أربعة عقود. ترشح لنيل جائزة "أوسكار" أفضل ممثل خمس مرات عن أدواره في أفلام "الميت الذي يمشي" (1995) لتيم روبينز، و"لطيف ومنحط" (2000) لووديآلان، و"أنا سام" (2002) لجيسي نيلسون، قبل أن يحظى، عن أدائه الرائع في فيلم كلينت إيستوود "نهر غامض"، بأول "أوسكار" لأفضل ممثل سنة 2003، تلتها جائزة "أوسكار" ثانية، نالها عن دوره في فيلم "هارفي ميلك" لجوس فان سانت سنة 2009. كما فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان "كان" سنة 1997، عن دوره في فيلم "إنها جميلة جدا" لنيك كاسافيتس.
وموازاة مع مشواره الفني في التمثيل، شون بين هو أيضا مخرج سينمائي، حيث يشمل منجزه كمخرج مجموعة من الأعمال السينمائية، مثل "القوة العظمى" (وثائقي، 2023)، و"يوم العلم" (2021)، و"الوجه الأخير" (2016)، و"إلى البرية" (2007)، و"11 سبتمبر" (وثائقي، 2002)، و"حارس المعبر" (1995)، فضلا عن فيلمه الأول "العداء الهندي" (1991).
التعليقات