إيلاف من مراكش:أعطى حضور الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي لفعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته ال21، نكهة مختلفة وسحرا خاصا. سبق أن حدث هذا، على مدى الدورات السابقة للمهرجان المغربي، مع نجمات متألقات في سماء الفن السابع،على غرار الأميركية سوزان ساراندون، والفرنسية كاترين دونوف، والهندية بريانكاشوبرا،والأميركية سيغورني ويفر،والاسكتلندية تيلدا سوينتون والأميركية شارون ستون.

في دورة هذه السنة من مهرجان مراكش، التي تتواصل إلى غاية السبت المقبل، خطفت بيلوتشي الأضواء، بجمالها وقوة حضورها وأناقتها المميزة، فضلا عن قدرتها على التعبير عن تجربتها وأفكارها وقناعاتها.

وعرض مهرجان مراكش، ضمن قسم "القارة الحادية عشرة"،فيلم "ماريا كالاس، مونيكا بيلوتشي: اللقاء"، لمخرجه اليوناني يانيس ديموليتساس.

مونيكا بيلوتشي أمام المصورين في مهرجان مراكش

ويسلط هذا الفيلم، الذي جسدت فيه بيلوتشي ببراعة دور ماريا كالاس، الضوء على مسيرة الفنانة اليونانية الشهيرة، سواء في لحظات مجدها أو ضعفها. وهو يتحدث عن لقاء بين روحين، ويقتفي عمل فنانة تسعى لتجسيد شخصية بإتقان.

وتحدثت بيلوتشي، خلال فقرة حوارية بالمناسبة، تلت عرض الفيلم بمتحف إيف سان لوران، عن تجربتها في هذا العمل السينمائي، مشيرة إلى أنها، عندما قرأت رسائل ومذكرات ماريا كالاس، تأثرت بقوة كلماتها وبهشاشتها وصدقها. وقالت: "هذا ما دفعني لمشاركة هذه المشاعر مع الآخرين".وأضافت: "ما أثار إعجابي بشكل خاص هو ازدواجية ماريا كالاس، فهي "ديفا" ذات شأن عظيم، لكنها كانت أيضا امرأة تجرأت على أن تكون على حقيقتها، عبر تحدي كل شيء واتباع مشاعرها".

وشددت بيلوتشي على أن ماريا كالاس لا تزال مصدر إلهام، رغم مرور عقود على وفاتها، لأنها امرأة تميزت بقوة شخصيتها وبشجاعتها في اتباع ما يمليه عليها قلبها وعواطفها، ما يجعلها نموذجا تحتذي به العديد من الفنانات في أعمالهن.

مونيكا بيلوتشي خلال حديثها بمراكش عن تجربتها في فيلم "ماريا كالاس، مونيكا بيلوتشي: اللقاء"

وأضافت أن كالاس كانت امرأة أنيقة وجذابة، تجمع بين السلطة والهيبة والحساسية المرهفة.

وعن العناصر التي ساعدتها في تجسيد دور كالاس في هذا الفيلم، تحدثت بيلوتشي عن اللباس الخاص بتلك الفترة، مشيرة إلى أنه ساعدها بشكل كبير في تقمص شخصية هذه الفنانة التي رحلت سنة 1977.

وتطرقت بيلوتشي، في هذا السياق، إلى مشهد ارتدائها القفطان المغربي، معتبرة أن هذا الزي التقليدي يمثل "رمزا للأنوثة والأناقة الفائقة".

كما تحدثت بيلوتشي، بالمناسبة، عن الدوافع التي تتحكم في اختياراتها الفنية، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بالحدس، وأن ذلك يحدث عندما تقرأ نصا، فينتابها شعور ما. كما تطرقت إلى القلق الذي يساورها كلما وقفت أمام الكاميرا، مشيرة إلى أنه يرافقها دائما، مشددة على أن كل ذلك يدفعها لأن تكون صادقة في تقديم الشخصيات التي تتقمصها.

وقالت بيلوتشي إن كل فيلم هو تجربة فريدة، لافتة إلى أنها شاركت في إنتاجات ضخمة وفي أخرى متواضعة، لكن"عندما أقف أمام الكاميرا، لا يتغير شيء بالنسبة لي".

ويستكشف فيلم المخرج ديموليتساس حياة وإرث مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس؛ إذ يلج المشاهد، من خلال مذكرات حميمة ورسائل مؤثرة وصور نادرة لم يسبق عرضها من قبل، عالم هذه الفنانة، منذ بداياتها البسيطة في نيويورك إلى أن حققت المجد في المسارح العالمية.

ويتناول الفيلم فترتين مختلفتين: الفترة التي بلغت فيها كالاس ذروة الشهرة في مسارها الفني الحافل، والفترة المعاصرة، حيث لا يزال صدى صوتها الذي أسر الملايين يتردد إلى اليوم.

ويقوم جوهر هذا العمل الإبداعي، على حوار حاسم بين امرأتين - كالاس وبيلوتشي - يجمعهما التفاني والوفاء للفن، رغم اختلاف مساراتهما. هو لقاء بين الماضي والحاضر يكشف عن الروح الإنسانية الكامنة وراء الأسطورة، ويحتفي بفنانة استطاعت أن تحول ألمها إلى جمال ومجد خالدين.