تعزيز عملية إصلاح السياسات في البلدان النامية
هولندا تتعهد بعشرين مليون يورو دعما لبرنامج الشراكة

موسى الخميسي من روما: أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أن هولندا قد تعهدت بمبلغ مقداره 20 مليون يورو لدعم برنامج الشراكة القائم بين المنظمة الدولية وبين هولندا خلال السنوات الأربعة المقبلة.

ومما يُذكر أن برنامج الشراكة بين المنظمة وهولندايركز على مجالات رئيسية هي : الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي الزراعي والغابات. وفي سياق هذا الإطار يُدعم البرنامج عمل المنظمة في مجال بناء قدرات البلدان الفقيرة لتطوير عمليتي التخطيط وصنع القرارات. ويستهدف هذا الدعم بالتحديد البلدان الأشد فقراً ،أي البلدان التي صنّفها البنك الدولي بأنها مؤهلة لتلقي قروض الرابطة الدولية للتنمية.

ويرجع تأسيس برنامج الشراكة الى مايو/أيار عام 2001 بإعتباره نمطاً جديداً من مبادرات المنظمة التي لا يرتبط دعم الجهات المانحة فيها بمشاريع محددة أو مصالح معنية ضمن نطاق المنظمة ، إذ أن البرنامج يُعنى بدعم سلسلة أوسع من الأنشطة التي تجمع بين أهداف مشتركة ويتم تنفيذها بالتعاون الوثيق مع مختلف الوحدات التابعة للمنظمة.


وفي رأي السيد هنري كارسالاد ، المدير العام المساعد مسؤول قطاع التعاون التقني في المنظمة "أن ما سيتمخض عن برنامج الشراكة مع هولندا سيُتيح المجال أمام المنظمة للتركيز على تلك البلدان الأشد عوزاً بما يسهم في تعبئة مختلف الخبرات الواسعة لدى المنظمة على أرض الواقع في إطار شامل ومُركز للغاية".

وتجدر الإشارة إلى أن الأنشطة التي إضطلعت بها المنظمة في إطار دعم برنامج الشراكة مع هولندا في السنوات الأخيرة قد شملت تطوير السياسات الحراجية وتنسيقها ما بين البلدان في وسط أفريقيا، والدعم التقني ضمن برنامج الحد من الفقر في ولاية أوريسا الهندية الفقيرة، وكذلك إجراء الدراسات في أثيوبيا بهدف تحسين فاعلية نظم إيصال البذور.

التركيز على النتائج :
وإستناداً إلى السفير الهولندي لدى المنظمة السيد ايوالد ويرموث ،فإن هولندا والمنظمة تتطلعان إلى تحقيق نتائج ملموسة في البلدان التي تعملان فيها سوية، مشيراً إلى "أن برنامج الشراكة الموسع يهدف الى مساعدة المنظمة على تشديد التركيز على آثار الإنتاج على المستوى القطري وخاصة ما يتعلق بتقديم من المشورة بشأن السياسات الى الحكومات " .

ومن ناحيتة قال السيد كارسالاد "أن المنظمة بفضل هذه الشراكة تستطيع أن تأخذ الأدوات التي بحوزتها والخبرات والمعارف التي تمتلكها وتعبئها بما يمكنها من أحداث تغيير في السياسات على الصعيد القطري".

ومن بين الأنشطة التي تنوي المنظمة تنفيذها بموجب إتفاقية اليوم :
- تحسين قدرات البلدان النامية لغرض تقييم حالة الأمن الغذائي والإحتياجات التغذوية خلال فترة الطوارئ بما يسهم في تحسين تعبئة جهود الإغاثة.

- تعزيز مسألتي الأمن الغذائي والغابات ضمن الإستراتيجيات القطرية للحد من ظاهرة الفقر.

- تحفيز الخطط القطرية واسعة النطاق لمساعدة صغار المزارعين والمجتمعات الريفية على مواكبة الإقتصاد الغذائي المعولم بصورة متزايدة.

- التشجيع على التعامل مع التنوع البيولوجي الزراعي بصورة أفضل على الصعيد المحلي ،وإدخال مسألتي التنوع البيولوجي الزراعي ضمن السياسات القطرية.

وإستناداً إلى السيد كارسالاد أيضا فإن" العمل الذي تنفذه المنظمة من خلال برنامج الشراكة إنما هو عمل تعاوني للغاية حيث أن فكرة تشكيل فريق عمل مع الحكومات الوطنية والمنظمات مثل البنك الدولي لتجميع الموارد والخبرات وحشد الجهود نحو تحقيق هدف مشترك لمساعدة البلدان النامية على إصلاح السياسات من شأنها الحد من ظاهرتي الفقر والجوع".

ومما يُذكر أن برنامج الشراكة بين المنظمة وهولندا هو أول برنامج "شراكة إستراتيجية" تؤسسه المنظمة ،علماً بأنه قد أُقيمت شراكات مماثلة أو قيد الإعداد مع كل من كندا والنرويج والسويد.

هذا ويصل التعهد الذي قطعته هولندا على نفسها اليوم لتمويل برنامج الشراكة بينها وبين المنظمة الى نحو 35 مليون يورو ،ويأتي هذا الدعم بالإضافة الى المساهمة التي تقدمها هولندا ضمن إشتراكاتها في الميزانية الإعتيادية للمنظمة.

ومن المقرر أن يغطي الدعم الجديد ضمن برنامج الشراكة الخاص بالمنظمة، الفترة حتى نهاية عام 2007 .