خسائر فادحة في قطاع الدواجن بمصر


القاهرة

تجاوزت خسائر قطاع الدواجن فى مصر حاجز الـ 750 مليون جنيه / الدولار يساوى 5.73 جنيه / مع بداية شهر يناير الجارى وسط توقعات بزيادتها لتصل الى مليار جنيه بنهاية الشهر نفسه بسبب احجام الناس عن شراء الطيور بسبب شائعات انفلونزا الطيور الامر الذى يثير مخاوف الحكومة المصرية من ان تتعرض هذه الصناعة للتدمير.

وتشهد الساحة المصرية اتهامات متبادلة بين اتحاد منتجى الدواجن ووسائل الاعلام حيث يتهم الاول الاعلام بأنه سبب هذه الخسائر بسبب اثارة الشائعات حول دخول المرض الى مصر كما ترد وسائل الاعلام بانها لم تنشر شائعات ولم تهدد صناعة الدواجن وانما دورها نشر كل ما يتعلق بالمرض وظهوره فى مناطق مختلفة من العالم واسباب انتشاره.

وتصل الخسائر اليومية فى مجال انتاج دواجن التسمين الى نحو سبعة ملايين جنيه باجمالى مليونى دجاجة تسمين ، كما تتعرض صناعة بيض المائدة لخسائر كبيرة تقدر بمليون جنيه حيث تنتج مصر 20 مليون بيضة يوميا.

وفى هذا الاطار يقول الدكتور حسين فياض عضو اتحاد منتجى الدواجن quot;ان وسائل الاعلام تثير شائعات حول دخول المرض الى مصر مما اثار حالة من الخوف والهلع بين المواطنين وبالتالى احجم عدد كبير منهم عن شراء الدواجن او اى من الطيور وبالتالى تتعرض صناعة الدواجن لخسائر فادحة لم تشهدها من قبلquot;، مشيرا الى انه على الرغم من ان التقارير الدولية خاصة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تؤكد ان مصر خالية من انفلونزا الطيور الا ان بعض وسائل الاعلام مازالت تتناول الموضوع بحالة مزاجية بعيدا عن الحقائق العلمية.

واوضح فياض ان هناك تساؤلات حول انهيار صناعة الدواجن فى مصر فى ذلك الوقت بالتحديد، مشيرا الى ان الرؤية ضبابية وسوف تصل الخسائر بنهاية شهر يناير الجارى الى مليار جنيه مما يهدد صناعة الدواجن واستثمارات القطاع البالغة حوالى 17 مليار جنيه وهروب الاستثمارات الى بعض الدول الاخرى المنافسة مثل تونس وغيرها من الدول.

من جانبه يقول المهندس احمد البطاوى، احد كبار مستثمرى الدواجن، ان مزارع الدواجن فى مصر مختلفة عن مثيلاتها فى دول جنوب شرق اسيا التى تعد مزارع مفتوحة يختلط فيها المواطن مع الطيور والدواجن ، بينما المزارع المصرية تتميز بنظام رعاية صارمة واحتياطات وقائية عالية وتحتل اماكن بعيدة عن العمران السكانى كما تتم عمليات تطهير مشددة لكل المخالطين للدواجن حتى السيارات التى تنقل المنتجات.

واكد البطاوى انه لا يمكن اخفاء حالات الاصابة بمرض انفلونزا الطيور الذى لو اصيبت به الدواجن فسوف يقضى عليها خلال يومين قبل وصولها الى المستهلك، مشيرا الى ان هناك قدرا عاليا من الوقاية ويتم اجراء تحاليل دورية تضمن للمواطن المستهلك الحصول على منتج سليم وآمن .

واوضح ان وسائل الاعلام اثارت بلبلة واثرت سلبا على صناعة الدواجن وتهدد بتدميرها فى حالة استمرار الاوضاع الحالية.

وقالت منى محرز رئيسة المعمل القومى للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجن فى مصر أمام مجلس الشعب ان مصر خالية تماما من مرض انفلونزا الطيور، مشيرة الى ان فترة حضانة الفيروس من يوم الى ثلاثة ايام مما يؤكد عدم وجود الفيروس على ارض مصر.

واكدت ان هذا الفيروس موجود منذ القدم و لا ينتقل عن طريق الهواء وينتشر فى الحالات العادية ولا ينتشر من تناول البيض او الدجاج ولا من انسان لاخر ولكنه ينتقل من الطيور المهاجرة والطيور المائية وخاصة البط وان المياه الملوثة بإفرازات الطيور البرية لها دور كبير فى نقل الفيروس.

وحذرت محرز من حدوث فجوة غذائية كبيرة فى مصر نتيجة مخاوف فيروس انفلونزا الطيور حيث تشهد صناعة الدواجن فى مصر خسائر مادية كبيرة بسبب إحجام المواطنين عن تناول لحوم الدجاج بسبب الخوف من المرض.

وطالبت محرز بنشر ثقافة عامة ووعى صحى بين المواطنين لحماية الاقتصاد القومى كما طالبت بضرورة المحافظة على صناعة الدواجن فى مصر.

وقدم أصحاب مزارع الدواجن والمنتجين شكاوى عدة لتأثرهم سلبا بسبب ارتفاع التكلفة الانتاجية لديهم عن سعر البيع الأمر الذى يحذر بتدمير هذه الصناعة التى تأتى فى المرتبة الخامسة من حيث اجمالى الدخل القومى للبلاد.

يذكر ان إستثمارات صناعة الدواجن فى مصر تبلغ سنويا نحو 17 مليار جنيه ويعمل بها نحو ثمانية ملايين مواطن مصرى.