بعد سنوات من تبعية quot;يلتسنquot; للغرب
قمة مبارك بوتين.... احياء العلاقات الاقتصادية المشتركة

bull;منطقة صناعية مشتركة, ومنطقة تجارة حرة.
bull;عروض واتفاقيات مشتركة خلال لقاء مبارك مع رؤساء الشركات الروسية.
bull;52% زيادة فى التبادل التجاري بين البلدين هذا العام.

محمد نصر الحويطى من القاهرة: الأمر يبدو للوهلة الأولى مجرد علاقات وزيارات تشاورية عادية كثيرا ما تتكرر فيما بين رؤساء الدول العربية والغربية, الا ان الحقيقة غير ذلك تماما فهذه الزيارة التى تعد الثالثة لمبارك الى روسيا تأتى انطلاقا من عدة اتجاهات وتغيرات جذرية أحدثتها الأيام السالفة فهى بمثابة احياء للروح الأقتصادية بين البلدين , فبعد سنوات من فقدان التوازن والأتجاه داخل روسيا وكذلك تبعية ادارة quot;يلتسنquot; شبه الكاملة للغرب جاءت السنوات الخيرة لتشهد نزوعا متزايدا نحو الأستقلالية الروسية بقيادة quot;بوتينquot; الأمر الذى اصبح محركا قويا للعلاقات الروسية مع الدول العربية , فها هى روسيا تدعم تسليح سوريا ضد اسرائيل وتدعم المقاومة الأخيرة فى لبنان وتقف مع العرب فى صفا واحدا بعيدا عن التبعية الغربية, ومن هنا جاءت زيارة مبارك الثاثلة الى quot;موسكوquot; .

ولم تكن المشاورات السياسية وما تشهده المنطقة الشرق أوسطية من أحداث هى فقط الموضوعات التى تناولتها الزيارة والمناقشات المصرية الروسية فالمصالح الأقتصادية المشتركة بين البلدين مثلت اهم عناصر القمة خاصة مع وجود ممثلين من وزارة الصناعة والتجارة المصرية ضمن وفد القمه وعلى رأسهم المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة فضلا عن اولئك الممثلين من مكتب التمثيل التجارى.

منطقة صناعية مشتركة
العديد من الموضوعات المتعلقة بالتعاون الأقتصادى تصدرت فعاليات القمة ومنها اقامة منطقة صناعية روسية فى مصر لدعم التعاون فى مجالات الادوية والصناعات المغذية والسيارات والبترول والغاز والصناعات الاخرى , حيث أكد الرئيس مبارك ان التعاون المصرى الروسى يزداد نشاطا خلال هذه الفترة خاصة وان مصر لها تاريخ طويل فى العلاقات مع روسيا مشيرا الى ان مصر تعمل الان على زيادة تنشيط العلاقات بين البلدين وخاصة فيما يتعلق بزيادة التبادل التجارى .

وجاءت عمليات بحث علاقات التعاون الثنائى بين مصر وروسيا فى مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والتجارية وكذلك كيفية زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين والتعاون فى مجالات البترول والطاقة والغاز والصناعات الاخرى هى اهم بنود القمه فضلا عن التطرق لامكانية سماح الجانب الروسى بنفاذ بعض السلع المصرية الى الاسواق الروسية .

منطقة تجارة حرة
كما تم التطرق ايضا الى ما تم احرازه من تقدم بالنسبة للمفاوضات الجارية بين مصر وروسيا لانشاء منطقة تجارة حرة ، وكذلك بحث التعاون فى المجال السياحى وتهيئة السبل الكفيلة بزيادة اعداد السائحين الروس الى مصر

وقد التقى الرئيس حسنى مبارك بمقر اقامته بقصر الكرملين فى موسكو مع رؤساء ست من كبريات الشركات الروسية العالمية العاملة فى مجالات الصناعات الدوائية وصناعة السيارات والالومنيوم ومجال الطيران والفضاء و الطاقة والبترول والغاز.

وقد قدم الوفد المرافق للرئيس حسنى مبارك خلال الاجتماع عرضا لفرص الاستثمار التى يمكن لهذه الشركات المشاركة فيها او اقامتها فى مصر وذلك فى اطار التصور المصرى للمنطقة الخاصة للصناعات الهندسية التى ستخصص لروسيا فى مصر على غرار المنطقة الصناعية الصينية فى مصر.

عروض واتفاقات متبادلة
وعرض الوفد المصرى المرافق الذى ضم السادة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وأنس الفقى وزير الاعلام ورشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة ومحمود محيى الدين وزير الاستثمار والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية الأولويات المصرية فى مجال الصناعات المختلفة.

وقد استمع الرئيس مبارك خلال اللقاء الى العروض والتصورات من الجانب الروسى بالنسبة للتعاون المشترك مع مصر.

وضمت الشركات التى التقى الرئيس مبارك برؤسائها ، شركة بروتك العاملة فى مجال الصناعات الدوائية وشركة افتوفاز العاملة فى مجال صناعة السيارات وشركة لوك اويل العاملة فى مجال الطاقة وشركة روسال العاملة فى مجال الالومنيوم وشركة كاسكول العاملة فى مجال الطيران والفضاء وشركة نفط جاز اكسبورت العاملة فى مجال البترول والغاز.


نبذه عن التبادل التجارى
وتشير البيانات الى تنامى وتائر التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر وروسيا فى الاونة الاخيرة وان حجم التجارة والخدمات بلغ 6ر1 مليار دولار عام 2005 و زاد بنسبة 52% خلال الاشهر الثمانية الاولى من العام الحالى وبلغ 3ر953 مليون دولار .

ومن المعروف ان روسيا تصدر الى مصر القمح والاخشاب وبعض المنتجات المعدنية والبتروكيماويات فى حين تتشكل الصادرات المصرية الى روسيا من الحاصلات الزراعية أساسا .

ويذكر أن وزير الصناعة والتجارة المهندس رشيد محمد رشيد أعلن اثناء تحضيره للشق الاقتصادى من زيارة الرئيس حسنى مبارك ان مصر تسعى لتحقيق زيادة كبيرة فى حجم التجارة مع روسيا حيث ان المستوى الحالى لايعكس القدرة الاقتصادية الكامنة للعلاقات الثنائية بين البلدين . وأعرب عن اعتقاده بامكان زيادة حجم التجارة والخدمات بين مصر وروسيا الى 3 مليارات دولار .