بوتفليقة يدعو الشركات العربية لزيادة الاستثمار في الجزائر

الجزائر



حثت الجزائر الشركات العربية يوم السبت على زيادة استثماراتها في البلاد حيث تتحدى الشركات العربية والاسيوية الهيمنة الاقتصادية التقليدية للاوروبيين.وفي كلمة في افتتاح مؤتمر لرجال الاعمال العرب قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان بلاده في حاجة الى المساندة والدعم العربي quot;في معركتها التنموية بنفس القدر بل بأكثر من القدر الذي تطلعت اليكم في حربها التحريريةquot; في اشارة الي حرب الاستقلال التي شنتها الجزائر على الاحتلال الفرنسي في الفترة من 1954 الي 1962 .

وفي المؤتمر الذي يشارك فيه اكثر من 200 من رجال الاعمال العربي دعا وزير المالية مراد مدلسي رجال الاعمال العرب الي تنفيذ مشروعات جادة quot;ونحن سنلزم انفسنا بتسهيل دخولهم الي سوقنا.quot;

ويهدف المؤتمر الي تعميق الاهتمام العربي بثاني أكبر بلد في افريقيا من حيث المساحة والذي يحاول تخفيف اعتماده على النفط والغاز ويضخ ايرادات قياسية للطاقة في برنامج للاعمار والتنمية قيمته 80 مليار دولار.

ويقول رجال اعمال جزائريون ان البلاد تحتاج بشدة الى مزيد من الاستثمارات والحصول على افضل الخبرات الدولية في الخدمات. ويقولون ايضا ان البيروقراطية والفساد وعدم تطوير القطاع المصرفي وسيطرة الدولة على الاقتصاد يبقي القطاعات الاخرى غير قطاع الطاقة واهنة.

وتتعافى الجزائر بسكانها البالغ عددهم 33 مليون نسمة تدريجيا من 14 عاما من العنف بين الجيش والمتشددين الاسلاميين قتل فيها يصل الى 200 ألف شخص. وتوفير فرص العمل وتحسين خدمات الاسكان والصحة والتعليم امر حيوي للاستقرار الاجتماعي.

ويقول مسؤولون ان البطالة تقدر بحوالي 15.3 في المئة لكنها تبلغ حوالي 70 في المئة بين اولئك الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما.

وقال وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل ان الشركات العربية في موقف يسمح لها بدخول قطاع النفط والغاز الجزائري حيث تستثمر أكثر من 50 شركة معظمها غربية واسيوية. واضاف ان هناك فرصا حقيقية يمكن اغتنامها.

وقال انه في الفترة من 1999 الي 2005 استثمرت اموال تزيد عن 13 مليار دولار في قطاع النفط والغاز وأكثر من 50 مليون دولار في التعدين وتوقع استثمارات تزيد عن 14 مليار دولار في البتروكيماويات في السنوات المقبلة.

ووفقا لمؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية (اونكتاد) تلقت الجزائر في 2005 استثمارات اجنبية مباشرة بلغت 1.081 مليار دولار كانت سابع أكبر استثمارات في القارة السمراء بعد جنوب افريقيا ونيجيريا والمغرب والسودان وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونجو الديمقراطية.

والاهتمام العربي بالجزائر أثاره دخول شركة اوراسكوم تليكوم المصرية الى قطاع الاتصالات في عام 2001 . واوراسكوم التي تعمل في شبكات الاتصالات الثابتة والمحمولة هي الان اكبر شركة للاتصالات في الجزائر ولديها اكثر من 10 ملايين مشترك. واستثمرت بالفعل ملياري دولار ومليار دولار اخرى في مصنع الاسمنت.

وفي مقدمة المستثمرين الاجانب في الجزائر تحالف رينو-نيسان موتور لصناعة السيارات وشركة (بي.بي) البريطانية وشركة دانون الفرنسية وشركة اناداركو الامريكية.

وبين ابرز المستثمرين العرب الاخرين شركة الوطنية للاتصالات الكويتية وشركة اعمار العقارية التي مقرها دبي والتي تجري محادثات بشان مشروعات كبيرة.

وقال الشيخ فيصل قاسم ال ثاني رئيس مجلس ادارة شركة قاسم القابضة القطرية انه يركز على قطاعي الاسكان والسياحة.

واضاف قائلا لرويترز quot;نعتقد ان هناك فرصا للاستثمار في الجزائر لكن ما زالت هناك بعض العقبات مثل صعوبة العثور على المقاولين.quot;

ومضى قائلا quot;المشكلة الثانية التي أراها في الجزائر هي ان هناك رجال اعمال من العيار الثقيل لكن من الصعب العثور على رجال اعمال يقومون بمشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم.quot;