انتعاش النفط ليقطع اشد موجة هبوط له منذ عامين
نيويورك
انتعشت اسعار النفط يوم الجمعة من أشد هبوط لها في عامين اذ أبطلت بيانات اقتصادية امريكية ايجابية اثر استمرار اعتدال المناخ وزيادة مخزونات الوقود في الولايات المتحدة أكبر سوق لاستهلاك الطاقة في العالم.وارتفع سعر العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي الخفيف عند التسوية في نايمكس 72 سنتا الى 56.31 دولار للبرميل مغيرا مساره بعد هبوطه حوالي تسعة بالمئة خلال الجلستين السابقتين.
وفي لندن قفز سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت 53 سنتا الى 55.64 دولار للبرميل بعد هبوطه 2.85 دولار يوم الخميس. وكان هبوط اسعار النفط الخام الامريكي 2.73 دولار في كل من الاربعاء والخميس اكبر هبوط مئوي في يومين منذ ديسمبر كانون الاول عام 2004 وهوى بسعر التسوية للخام الى ادنى مستوى له منذ 15 من يونيو حزيران عام 2005 .
وكانت الاحوال الشتوية الدافئة في شمال شرق الولايات المتحدة اكبر سوق لاستهلاك زيت التدفئة في العالم أدت الى تقليص الطلب على وقود التدفئة وهوت بالاسعار الى ادنى مستوياتها في 18 شهرا. وساعد على هبوط الاسعار ايضا المخاوف من تباطؤ نمو الاقتصاد الامريكي غير ان بيانات اقوى من المتوقع عن ايجاد وظائف جديدة ساعد على انتعاش الاسعار يوم الجمعة.
وقالت وزارة العمل الامريكية إن الاقتصاد الامريكي أضاف عددا كبيرا من الوظائف على غير المتوقع في ديسمبر كانون الاول اذ بلغ 167 ألف وظيفة. وقالت الوزارة إن معدل البطالة استقر دون تغير عنه في نوفمبر تشرين الثاني مسجلا 4.5 في المئة. ولم يتوقع خبراء الاقتصاد في وول ستريت توفير أكثر من 100 ألف وظيفة جديدة في ديسمبر وهكذا رسم التقرير الشهري صورة سوق عمل أكثر قوة عما كان متوقعا نهاية عام 2006.
وقال محللون إن اسعار النفط لقيت ايضا دعما من قيام سماسرة بالشراء لتغطية مراكز بيع قبل عطلة نهاية الاسبوع. وعلى الرغم من الهبوط الحاد للاسعار على مدى يومين قال محللون انه من السابق لأوانه تقدير انتهاء الموجة الصعودية لاسعار النفط التي بدأت عام 2002.ويشعر المسؤولون في منظمة البلدان المصدرة للبترول اوبك بالقلق من هبوط الاسعار لكن تعقيباتهم اتسمت بالحذر.
وقال ادموند داوكورو أكبر مسؤول بقطاع النفط النيجيري يوم الجمعة ان هبوط أسعار النفط هذا الاسبوع مصدر قلق لمنظمة أوبك لكنه طالب المنظمة بالتريث في تقييم اثر التخفيضات التي تم الاتفاق عليها قبل اقرار خفض آخر في الامدادات.وقال داوكورو لرويترز هاتفيا quot;مجرد اعلان تخفيضات اخرى سيكون أمرا سطحيا.quot; وأشار الى ان أثر التخفيضات التي تم الاتفاق عليها من قبل لم يظهر بالكامل بعد.
واتفقت منظمة أوبك على خفض الانتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا بدءا من أول فبراير شباط الماضي بالاضافة الى اتفاقها في الدوحة العام الماضي على خفض الانتاج 1.2 مليون برميل يوميا بدءا من أول نوفمبر تشرين الثاني. وقال داوكورو الذي كان رئيسا لاوبك لمدة عام حتى نهاية ديسمبر كانون الاول الماضي إن وتيرة الهبوط تدعو للقلق. وأضاف quot;عندما تسير الاسعار في مثل هذا الاتجاه فما من أحد يدري الى أي مدى ستمضي.quot;
وإلي جانب اعتدال المناخ فان زيادة مخزونات الوقود في الولايات المتحدة كانت عامل ضغط نزولي على الاسعار ايضا.وقالت ادارة معلومات الطاقة الامريكية يوم الخميس إن مخزونات الولايات المتحدة من البنزين زادت 5.6 مليون برميل الى 209.5 مليون برميل. وكان محللون تنبأوا ان تزداد مخزونات وقود السيارات 1.5 مليون برميل فحسب.
وهبطت مخزونات الخام في أكبر سوق لاستهلاك الطاقة في العالم للاسبوع السادس على التوالي.وقالت ادارة معلومات الطاقة الامريكية -وهي الذراع الاحصائية لوزارة الطاقة الامريكية- إن مخزونات الولايات المتحدة التجارية من النفط الخام هبطت 1.3 مليون برميل الى 319.7 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 29 من ديسمبر كانون الاول لتصبح المخزونات اقل 3.9 مليون برميل عما كانت عليه منذ عام.
التعليقات