هل تواصل أسعار النفط هبوطها وإلى أي حد؟


كامل الحرمي



واصلت أسعار النفط هبوطها، وفقدت الكثير من مكاسبها في اقل من شهر واحد، حيث انخفض سعر برميل النفط من معدل الـ 63 دولاراً في بداية الشهر الجاري، ليصل إلى 52 دولاراً (سعر نفط بحر الشمال)، وبنسبة 17 في المئة في غضون ثلاثة أسابيع، من دون أي مؤشر إيجابي لعودة أسعار النفط إلى معدلاتها الماضية، عند سقف الـ 60 دولاراً للبرميل الواحد.

ولولا خفض درجات الحرارة والبرد الشديد في الولايات المتحدة، لانخفضت أسعار النفط إلى اقل من 50 دولاراً للبرميل الواحد. وفي الوقت نفسه، تحركت الدول المنتجة، خصوصاً دول منظمة laquo;أوبكraquo; للحد من تراجع الأسعار، عبر خفض سقف الإنتاج على مرحلتين، وبمقدار 1.7 مليون برميل يومياً، الا ان الأسواق النفطية لم تعد تُقيم أي اعتبار لقرارات المنظمة خفض إنتاجها من النفط، بسبب عدم التزام بعض أعضائها بحصص الإنتاج وسقفه. وما يزال انتاج منظمة laquo;أوبكraquo; دون المعدل المطلوب، بمقدار 110 آلاف برميل يومياً. ولم تعد الأسواق النفطية تحسب حساب الخفض الأخير بمعدل 500 ألف برميل يومياً ابتداء من شباط (فبراير) 2007.

وهكذا، ساعد عدم التزام حوالى 30 في المئة من أعضاء المنظمة حصص الإنتاج وسقفه، والطقس المعتدل، في معظم دول العالم، بشكل مباشر في انخفاض أسعار النفط بحدة، كما ساعد في ذلك وجود كميات كبيرة من النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة في أسواق الدول المستهلكة، واستمرار ضخ كميات كبيرة من نفط laquo;أوبكraquo; ومن خارجها.

كل ذلك أدى إلى انخفاض أسعار النفط الى ما دون الـ 50 دولاراً للبرميل. وهو الرقم الذي يحاول المضاربون في الأسواق النفطية كسره للوصول إلى معدل 45 دولاراً للبرميل. وهو رقم مخيف للدول المنتجة للنفط، إذ انه سيكون من الصعب الوصول إلى أرقام أعلى حتى نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل.

ان ضعف الأسواق النفطية، والمخزون التجاري الكبير، وضعف الطلب العالمي في الفترة المقبلة، كلها عوامل ستشجع المضاربين على خفض أسعار النفط إلى مستويات أدنى، أي دون الـ 50 دولاراً للبرميل، والمحافظة على هذا السعر أطول فترة ممكنة.

بالطبع لن تقف الدول النفطية مكتوفة الأيدي، خصوصاً انها عاشت فترة ضعف الأســــعار، عند معدلات الـ 10 دولارات للبرميل الواحد، والآثار السلبية لهذه المعدلات على اقتصادات دولهم. لذا ستتخذ مواقف صارمة في وجه تنفيذ قرارات الخفض والالتزام بحصص الإنتاج وسقفه.

المطلوب سهل وهيّن، وهو عودة laquo;أوبكraquo; إلى المعدل الحقيقي للإنتاج عند سقف 26.300 مليون برميل يومياً ابتداء من شباط. الوقت حرج. ولكن في الإمكان تدارك الأمر، عبر التزام الجميع بحصص الإنتاج، وإلا فان الضرر سيعم الجميع.