دبي: شكّل الأسبوع الجاري منعطفاً مفصلياً في نشاط quot;بورصة دبي المالية العالميةquot; DIFX إذ أعلنت مجموعة دبي العالمية أنها ستطلق طرحاً أولياً للاكتتاب العام على 20 في المائة من أسهم quot;موانئ دبيquot; التي تعتبر واحدة من بين أكبر مشغلي الموانئ في العالم.

وترافق هذا الإعلان من قبل الشركة الإماراتية العملاقة، التي تجاهلت أسواقاً مالية عريقة، كبورصات لندن أو نيويورك أو هونغ كونغ لمصلحة DIFX، مع كشف quot;أبراج كابيتال،quot; التي تمتلك محفظة استثمارية خاصة رائدة في المنطقة، عن عزمها إجراء طرح أولي مماثل بقيمة مليار دولار.

وجاءت هذه التطورات الحيوية بالنسبة لـDIFX في وقت أعلنت فيه شركة quot;يونيغولدquot; Unigold الكندية للتنقيب عن الذهب عن إدراج أسهمها في هذه البورصة في خطوة هي الأولى من نوعها بالنسبة لشركة من قارة أمريكا الشمالية.

لكن السؤال الذي تبادر إلى ذهن الخبراء كان: quot;هل ستكون هذه الخطوات بالفعل فاتحة حقبة جديدة بالنسبة لـ DIFX الإماراتية التي بدأت العمل قبل سنتين على أمل أن تتحول إلى سوق مالية رائدة تملأ الفجوة الزمنية بين هونغ كونغ ولندن؟

وكانت مجموعة دبي العالمية التي قامت خلال مارس/آذار 2006 بشراء شركة Pamp;O البريطانية مقابل 6.8 مليارات دولار، قد أعلنت الأحد أنها سوف تصدر طرحاً أولياً للاكتتاب العام على حوالي 20 في المائة من أسهم quot;موانئ دبي العالمية،quot; المتخصصة بتشغيل المحطات البحرية.

ورفض القيمون على المجموعة بشكل كامل تحديد القيمة المتوقعة للاكتتاب، علماً أن العديد من التقارير الصحفية قد رجحت بلوغه حد 4 مليارات دولار على أساس تقييم كامل الشركة بـ20 مليار دولار.

وقالت دبي العالمية إن الطرح سيكون على شكل quot;بيع أسهمquot; من قبل مجموعة quot;الموانئ والمناطق الحرة العالمية،quot; المالك الوحيد لكافة أسهم quot;موانئ دبي،quot; على أن يتم الإدراج في بورصة دبي المالية العالمية DIFX قبل نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأن يفتح للمستثمرين المحليين والأجانب على أن تقدم جميع الطلبات في الإمارات.

وجاء إعلان الشركة بطرح أسهمها في بورصة دبي العالمية بمثابة الانتصار لإمارة دبي التي تحاول ترسيخ مكانتها كمركز مالي عالمي، علماً أن التقارير الأولية كانت قد رجحت أن يتم الاكتتاب في أروقة بورصة لندن.

ومع النجاح المنتظر بالنسبة لاكتتاب موانئ دبي، التي تعود ملكيتها لحكومة الإمارة، ينتظر أن يشكل الحدث مقدمة لإدراج عدد آخر من الشركات الحكومية في البورصة عبر الاكتتاب، وقد تكون شركة quot;نخيلquot; العقارية في مقدمتها.

ووفق تقرير أعدته quot;ارنست أند يونغquot; فقد تمكنت 20 شركة في الشرق الأوسط من جمع 3.9 مليارات دولار خلال الربع الثاني من العام 2007 وحده عبر عمليات الاكتتاب العام، وقد حلت الشركات السعودية على رأس القائمة، تلتها نظيرتيها الإماراتية فالقطرية.

وكان الاكتتاب الأكبر لشركة quot;كيان للبتروكيماوياتquot; في السعودية التي جمعت 1.8 مليار دولار، بينما جمع اكتتاب quot;ديارquot; الإماراتية العقارية 883 مليون دولار، فيما بلغ إجمالي قيمة اكتتاب شركة quot;جبل عمرquot; للتطوير العقاري في السعودية 537 مليون دولار.

وتوقع عمر بيطار، كبير مستشاري ارنست أند يونغquot; للحلول الاستثمارية في الشرق الأوسط أن تستمر هذه الظاهرة في النمو خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى وجود العديد من الخطط المماثلة لدى شركات أخرى في المنطقة.

وأضاف بيطار: quot;هناك الكثير من فرص جمع الأموال عبر الاكتتاب في المنطقة، والدليل على ذلك هو استمرار نجاح هذه العمليات رغم حصولها بشكل متزامن أحياناً.quot;

وسيحاول جون دفتريوس، خلال مدونته الأسبوعية quot;بلوغ،quot; كشف النقاب عن السبب الحقيقي الكامن خلف هرولة الشركات في دبي لتحقيق عمليات اكتتاب وسبر غور الأسباب الحقيقية خلفها، لمعرفة ما إذا كانت تعكس اطمئناناً على سلامة الوضع المالي والاستثماري، أم أنها تشير إلى رغبة في استغلال فرصة الطفرة الحالية في الأسواق قبل أن تنقضي.

مهما يكن، فقد تعددت الآراء حول القضية، فمن جهته، اعتبر أنيس فرج، المدير التنفيذي لـ quot;نوموراquot; للاستثمار المصرفي في الشرق الأوسط إن هذه الخطوات تُظهر رغبة شركات المنطقة في اجتذاب رؤوس أموال أجنبية.

وأضاف فرج في حديث لـ CNN أن هذه المقاربة تشكل quot;إستراتيجية حكيمة وطويلة الأمد،quot; غير أنه طالب الهيئات الاقتصادية المحلية بعدم استباق الأمور وتوقع ظهور نتائج تسمح لها بمنافسة مراكز مالية عريقة مثل نيويورك نظراً لحاجة السوق الماسة إلى الخبرة والصبر الطويل.