تحذير من كارثة إنسانية
الحصار الإسرائيلي دمر مكونات الاقتصاد المحلي بغزة
سمية درويش من غزة
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلية ، للشهر الثامن على التوالي إغلاق كافة المعابر الحدودية لقطاع غزة بالكامل ، وعزله عن محيطه الخارجي ، ليبقى نحو مليون ونصف مليون مواطن فلسطيني داخل سجن كبير ، وسط ظروف إنسانية قاهرة.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ، بان سلطات الاحتلال تعيد فتح المعابر بشكل جزئي وفي أضيق نطاق للسماح بإدخال بعض الإمدادات من المواد الغذائية والأدوية وبعض السلع الأخرى الضرورية للسكان المدنيين ، حيث ما يزال حصار القطاع يلقي بظلاله على الأوضاع الإنسانية فيها ، ويتسبب في تدهور كارثي يطال كافة القطاعات الحيوية، وينتهك كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
ولفت المركز الحقوقي في تقرير طيره لـquot;إيلافquot; ، إلى أن الحصار الشامل للقطاع أدى إلى تدمير مكونات الاقتصاد المحلي للقطاع ، وباتت معظم قطاعاته متوقفة عن العمل ، بسبب الوقف شبه المستمر لحركة الصادرات والواردات من وإلى القطاع ، فضلا على التقييد الكامل لحركة وتنقل سكانه الفلسطينيين المدنيين.
ونوه إلى تأثير الحصار الشامل المفروض على قطاع غزة امتد ليشمل إمدادات الغذاء والدواء اللازمة لعيش السكان المدنيين ، وكافة احتياجاتهم من المحروقات والغاز ومواد البناء والمواد الخام اللازمة للقطاعات الاقتصادية ، بما فيها الصناعية ، الزراعية ، النقل والمواصلات وخدمات السياحة والفندقة.
وأشار التقرير الحقوقي ، إلى أن معبر إيريز شمالي القطاع ، وهو المنفذ الوحيد على إسرائيل والضفة الغربية والقدس المحتلة، لا يزال مغلقا حتى اللحظة ، حيث أغلق في وجه سكان القطاع ، وبخاصة العمال منهم في إسرائيل منذ عدة أشهر.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت كافة المعابر والمنافذ التجارية في قطاع غزة ، بما فيها معبري المنطار (كارني) التجاري، ومعبر نحل عوز الواقعين شرقي مدينة غزة ، ومعبر صوفا جنوبي القطاع ، بعد وقوع عملية الوهم المتبدد في حزيران quot;يونيوquot; الماضي.
ويعتبر معبرا المنطار ونحل عوز ، المعبرين الوحيدين في القطاع التي يتم من خلالهما إدخال المواد الأساسية والوقود اللازمة لاحتياجات السكان في القطاع ، غير أن سلطات الاحتلال استمرت في إغلاقهما لمدة أسبوعين متواصلين ، قبل أن تعيد فتحهما لساعات محدودة جدا وللوارد فقط ، وبكميات ضئيلة لا تفي بحاجة السوق المحلية ، حتى بات الخطر يتهدد كل شيء في القطاع ، ونشأت في حينه أزمة مع نفاذ المواد الأساسية والوقود.
وأكد المركز الفلسطيني ، بان السوق المحلي لازال يعاني من نقص في المواد الخام وبعض المصنوعات ، والأدوية الطبية ، موضحا خلال الفترة التي يغطيها التقرير الأسبوعي عمل المعبر بشكل بطئ وعطل فيه العمل لعدة ساعات على مدار يومين متفرقين ، مما أثر على حركة الصادرات والواردات.
أما معبر نحال عوز ، فقد شهد هذا الأسبوع دخول كميات محدودة من المحروقات ، حيث منع في يوم الجمعة دخول البنزين والسولار ، فيما سمح بدخول نحو 286 طن من الغاز ، وفي يوم الأحد الموافق 11/2/2007، منعت سلطات الاحتلال دخول البنزين بشكل مفاجئ.
التعليقات