نجاح الشركات العائلية مرتبط بالمكاشفة بين أفرادها
محمد الخامري من صنعاء
أكد رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمّال أن نجاح الشركات العائلية مرتبط بالإدارة الاقتصادية الصرفة القائمة بالضرورة على حل الخلافات بعيداً عن العاطفة الأسرية ، إضافة إلى ضرورة المصارحة والمكاشفة بين مالكي تلك الشركات فيما بينهم والبين ومع الشركات المماثلة لخلق كتلة اقتصادية تقوم على أساس توسيع قاعدة الشراكة والمجتمع وليس لمواجهة الدولة.
وأضاف باجمّال في افتتاح مؤتمر الشركات العائلية الذي نظمه نادي رجال الأعمال اليمنيين وبدأ أعماله صباح اليوم بصنعاء أن تأهيل الشركات العائلية بطريقة إدارية اقتصادية متطورة عامل رئيسي لبقائها ونموها وتأكيد تأثيرها الإيجابي في الواقع الاقتصادي ، واصفا المؤتمر بالنوعية الجديدة في التفكير التي ينبغي أن تسود، مشدداً على أهمية النوايا الصادقة لأنه بدون نوايا صادقة لا يمكن الوصول إلى نتيجة فعالة quot;حد تعبيرهquot;.
وأشار رئيس الوزراء الذي عاد من رحلة علاجية الخميس الماضي إلى بيئة نشأة الشركات العائلية في الخارج وكيف أن بعضها انتهت قبل الوصول إلى الوطن ، ضارباً المثل بسنغافورة التي يقال انه نشأ وترعرع بها في فشل الشركات العربية التي أسست في الخارج ومنها عدد من الشركات لرجال أعمال يمنيين من محافظته حضرموت أمثال الشيخ الكاف والجنيد وغيرهم.
وقال أن هناك شروط رئيسية لنمو الشركات العائلية وضمان استمرارية نشاطها منها أن تدار بإدارة اقتصادية بحتة وان يكون ثمة قانون داخلي يكفل حل الخلافات التي قد تنشب بين المالكين إلى جانب إلغاء أي امتيازات على مستوى الأسرة المالكة لها, داعيا إلى التخلص من الفكر الإداري الفردي والنزعات العاطفية في إدارة هذه الشركات لما لذلك من تأثير سلبي على تطور العقل الرأسمالي المنمي لهذه الشركات القائم على الشراكة المتعددة.
وفي كلمة الجهة المنظمة اعتبر رئيس نادي رجال المال والأعمال اليمنيين احمد أبوبكر بازرعة المؤتمر نقطة انطلاق إلى آفاق واسعة بالنسبة لأعضاء النادي ، مشيراً إلى أن الثلاث السنوات الأخيرة انصب جهد النادي على خدمة منتسبيه ، مستعرضاً تلك الانجازات التي حققها النادي والتي قال أنها تهدف إلى إعادة البناء الداخلي للنادي وهيكلة منظمات القطاع الخاص حتى يتمكن من المساهمة بفاعلية مع الحكومة لتحقيق الشراكة الاقتصادية في بناء اليمن .
وأضاف بازرعة أن هذا المؤتمر حدث نوعي ومهم على المستويين المحلي والخارجي ويسلط الضوء على موضوع مثير وجديد من نوعه ، مشيراً إلى أن الشركات العائلية لها خصوصية فريدة لا توجد لغيرها ولها من المشاكل الكبيرة التي لا تنطبق على سواها من الشركات، موضحاً كثيراً ما سمعنا عن وجود شركات ثم انتهت نتيجة غياب المؤسس أو خلافات عصفت بها أو جزأتها.
وأشار رئيس النادي إلى استحداثهم في النادي إضافة إلى وحدة رجال الأعمال إلى وحدات خاصة لسيدات الأعمال وأبناء رجال المال والأعمال ووحدة للشركات العائلة.
وقال بازرعة الذي يرأس بنك اليمن البحرين الشامل أن الشركات العائلية تمثل نسبة تفوق 95% من الشركات في العالم العربي وقد تزداد هذه النسبة في اليمن لقلة عدد الشركات المساهمة العامة ، معلناً عزم النادي عقد هذا المؤتمر بصورة سنوية لتكوين تربه خصبة لتبادل التجارب وعرض الخبرات.
ووفقاً للبروشورات التعريفية لمؤتمر الشركات العائلية الذي يختتم أعماله غداً الخميس فيهدف المؤتمر إلى التعريف بالمقومات التنظيمية والسلوكية لنجاح الشركات العائلية ومناقشة التحديات الهيكلية وإعادة ترتيب البيت الداخلي , وكذا التوعية بكيفية تنظيم عملية توارث العمل العائلي بما يحقق استمرارية الشركات من جيل إلى آخر.
ويناقش المشاركون آلية إدارة الخلافات العائلية وفق أسس علمية سليمة وأهمية تضافر جهود جميع أفراد الشركات للارتقاء بها نحو الأفضل , بالإضافة إلى عرض تجارب واقعية عن شركات عائلية ناجحة.
التعليقات