حيدر عبدالرضا من مسقط:أشار تقرير الاكتتابات العالمية السنوي الرابع الذي أعدته شركة إرنست ويونغ بعنوان quot;العولمةquot; أنه على الرغم من أن معظم أسواق الشرق الأوسط قد شهدت أداءا غير متوقع في عام 2006 بعد ثلاث سنوات من تحقيقها لنمو قياسي، يبدو وكأنها تسعى لتحقيق نمو مستقر في عام 2007.


كما جاء في التقرير أن أداء معظم أسواق البورصة في الشرق الأوسط قد انخفض خلال العام السابق باستثناء أسواق عُمان والبحرين والكويت ومصر. فقد خسرت البورصة السعودية أكثر من نصف قيمتها، بينما هبطت بورصة دبي بمعدل الثلثين منذ وصولها إلى ذروة أدائها في السنة السابقة.


ويقول عمر البيطار الشريك المسؤول عن قسم استشارات الأعمال بإرنست ويونغ الشرق الأوسط إن استقرار أسواق الشرق الأوسط لم يؤثر على رغبة المستثمرين في مجال الاكتتابات. فقد وصلت قيمة أسواق الاكتتابات في عام 2006 إلى 10.8 مليار من خلال 87 اكتتاب. ومن المتوقع أن تشهد أسواق الشرق الأوسط نمواً قوياً في عمليات الاكتتاب خلال الفترة الممتدة بين الـ12 إلى الـ24 شهراً القادمة، حيث ستشمل عمليات خصخصة كبيرة ومشاريع بنية تحتية ضخمة والتي ستؤدي بدورها إلى ضبط تقلبات السوق.


كما حدد التقرير الاتجاهات الأساسية للاكتتابات خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية والتي تعكس تأثيرات العولمة وهي، تنشيط أسواق الأسهم التي تشهد تدفقاً في السيولة، والنمو المتذبذب في الأسواق النامية، وتصاعد المنافسة بين أسواق البورصة العالمية، وازدياد إدراج الأسهم في أسواق البورصات المحلية، وانتشار خيارات التمويل البديلة، خاصة الملكية الخاصة، كلاعب رئيسي في الكثير من عمليات الاكتتابات الكبرى.


وفي هذا السياق قال غريغ إريكسن الشريك المسؤول عن قطاع الأسواق الاستراتيجية بشركة إرنست ويونغ العالمية إن وفرة رأس المال وازدياد عدد الشركات الجاهزة لعملية الاكتتاب حول العالم يغير وبشكل سريع شكل أسواق المال العالمية، كما أن السعي المستمر من قبل المستثمرين وراء فرص نمو أكبر يزيد من نشاط الأسواق الناشئة، مما يؤدي بدوره إلى سرعة نمو هذه الأسواق لتصبح في مراتب المراكز المالية العالمية، مع ازدياد السيولة المتوفرة وصرامة القوانين ما يعمل بدوره على الارتفاع في عدد وحجم عمليات الإدراج في أسواق البورصة المحلية.


كما جاء في التقرير أيضاً أنه بالرغم من تأثير العالمية على رأس المال، إلا أن الأغلبية الساحقة من عمليات الاكتتاب لا زالت محلية حيث أن 90% من شركات العالم تتوجه لإدراج أسهمها في الأسواق التي تعمل فيها. وقد مكن نمو السيولة المحلية وازدياد اهتمام المستثمرين الدوليين، الشركات الكبرى من إدراج أسهمها محلياً.


ويضيف إريكسن ان معظم الشركات تفضل أن تطرح أسهمها للاكتتاب العام محلياً، حيث توجد قاعدة عملائها، وإن المستثمرين المحليين هم أفضل من يتفهم أعمال تلك الشركات. وبالنسبة لمعظم الشركات فإن البنية التحتية والمستثمرين، والسيولة، تبقى أكثر توفراً في الأسواق المحلية حيث توقعات السوق والأطر التشريعية وعلاقات المستثمر تكون مألوفة.


كما أضاف البيطار قائلاً بشكل عام لا تقوم الشركات في الشرق الأوسط بالاكتتاب خارج حدود الدول التي تعمل فيها. أما فرص نجاح عمليات اكتتاب الشركات الإقليمية التي تقوم بطرح أسهمها في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي فهي أوفر من عمليات الاكتتاب التي تقوم بها هذه الشركات في الأسواق الأجنبية. ولقد تمكن المستثمرون في السابق من تحقيق أرباح ضخمة من عمليات الاكتتاب الإقليمية. لذلك فإن صانعي القرار الذين يعتزمون إدراج شركاتهم في البورصة يعوّلون كثيراً على أسواق الشرق الأوسط ويعتبرونها أحد العوامل الرئيسية لنجاح عملية الاكتتاب.