إيلاف من الرياض، وكالات: في خطوة عكست ضخامة الدويّ الذي أحدثه التدني الحاد الذي تعرضت له سوق الأسهم السعودية اليومين الماضيين، علمت quot;إيلافquot; من مصادر مطلعة أن جهات عليا وجهت بالأمس تساؤلات إلى مجلس إدارة سابك حول الغموض الذي ساد إعلان نتائجها المالية للعام المنتهي 2007 وتناقض تصاريح مسؤوليها وهو الأمر الذي أدى إلى سقوط السوق المالية السعودية والتسبب بخسائر فاقت 200 مليار ريال من القيمة الإجمالية للسوق وسط انزعاج كبير في اوساط المتداولين ومخاوف كبيرة من عودة شبح الإنهيار الذي عانت من آثاره السوق لعامين.

وكانت شركة سابك قد أعلنت نتائجها المالية عن الربع الرابع لعام 2007 يوم السبت الماضي بعيد اغلاق السوق لجلسة تداولتها بدقائق. وجاءهذا الإعلان أقل من توقعات كل المحللين المحايدين، وقد حمل في طياته تناقضًا سبّب بلبلة لدى كافة اطياف المستثمرين. فقد اشار البيان الصادر الى ارتفاع في حجم المبيعات وإرتفاع في أسعار المنتجات المباعة، ومع ذلك جاءت الارباح أقل من الربع الثالث من العامنفسه،ولم يرد في الاعلان ما يبرر هذا التراجع الامر الذي يعد مخالفة لقواعد الافصاح والشفافية التي اقرت السوق المالية السعودية بعد انهيار شباط/فبراير 2006. وقد حاول البيان تفادي هذه التساؤلات بأن اغفل مقارنة ارباح الربع الرابع بأرباح الربع الثالث من العام نفسه.

وقد انهمرت هذه التساؤلات على قيادات سابك الادارية التي تناقضت في تفسيراتها لهذا التغير المفاجئ. ففي الوقت الذي أوضح فيه رئيس مجلس إدارة الشركة الأمير سعود بن ثنيان بحسب البيان الصادر على موقع تداول أن النتائج التاريخية التي تحققت كانت بفضل زيادة المبيعات بنسبة 15 في المئة مع زيادة بالطاقة الإنتاجية وارتفاع بالأسعار، برر الرئيس التنفيذي للشركة المهندس محمد الماضي انخفاض الأرباح بالربع الرابع عن الربع الثالث من العام 2007 بسبب تراجع الطلب بالولايات المتحدة الأميركية على اثر أزمة الرهن العقاري وتقلصه البسيط بأوروبا. فيما جاء تصريح نائبه للشؤون المالية الأستاذ مطلق المريشد ليقدم تفسيرًا مختلفًا، حيث عزا التراجع إلى ارتفاع التكاليف بسبب ارتفاع أسعار البترول بينما أكد على نمو المبيعات وعدم انخفاضها.

ويرى المستثمرون في هذا التناقض الجديد سلبية اخرى ساهمت في تعميق أثر هذا الاعلان على السوق، الامر الذي تسبب بنزول تجاوز1300 نقطة خلال جلسة تداول وادحة على مؤشر السوق يوم الاحد الماضي، متأثرًا بانهيار سهم شركة سابك الى الحد الادنى هابطًا من مستوى 216.75 ريال للسهم الواحد الى مستوى 195.25 ريال للسهم في حالة نادرة لم يشهدها السوق منذ شباط/فبراير الشهير.

وامتد هذا النزول ليصل السهم في جلسة تداولات الأمس الاثنين 21 يناير الى مستوى 181 ريالاً للسهم، مسببًا نزيف نقاط في مؤشر السوق السعودية. وقد كان مؤشر السوق قد اغلق يوم السبت الماضي عند مستوى 11559 نقطة وافتتح يوم الاحد الماضي على هبوط حاد استمر ليتجاوز 1600 نقطة خلال جلستي تداول بعد ان سجل ادنى مستوى عند 10188 قبل ان يرتد مغلقًا عند مستوى 10338 نقطة يوم أمس الاثنين 21 يناير 2008. ويأتي هذا التأثر في مؤشر السوق السعودية بسبب قيمة سابك السوقية الضخمة التي تشكل جزءا كبيرا من حجم السوق الامر الذي يجعل مؤشر السوق يخسر 16 نقطة مع كل ريال يفقده سعر السهم.

وقد فسر المحللون هذا التناقض في التصريحات بأنه يدل على أن ادراة سابك فشلت في توقع ردة فعل هذا الاعلان الغامض على السوق و لم تكن مستعدة لمواجهة التساؤلات وكأنها تفاجأت بها، مؤيدين ذلك بحقيقة ان 70 في المئة من انتاج سابك يتم تصديره الى الاسواق الاسيوية في الصين والهند تحديدا.

وأوضحت مصادر لـquot;إيلافquot; أن سبب تراجع الأرباح هو تحميل الربع الرابع لتسويات مالية غطت بموجبها الشركة خسائر سابك للبلاستيكيات المبتكرة وهي وحدة البلاستك التي استحوذت عليها سابك من شركة جنرال إلكتريك في آب/أغسطس الماضي في صفقة اعتبرتها سابك كأحد أكبر انجازاتها التوسعية.

وكانت quot;إيلافquot; قد تابعت صفقة الاستحواذ منذ بداية دخول سابك فيها،وقدمت العديد من التحليلات،وكشفت الكثير من الغموض الذي يشوبها ومدى تأثير ذلك على وضع الشركة بشكل خاص والسوق بشكل عام، كذلك الصعوبات التي ستواجهها سابك بعد إتمام هذه الصفقة.

نمو تكاليف سابك 116 بالمئة والمبيعات 77 بالمئة في الربع الاخير

وعلى الخط نفسه قالت الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) أكبر مصنع للكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية يوم الثلاثاء ان تكاليفها في الربع الاخير ارتفعت بنسبة 115.7 بالمئة وزادت المبيعات 77 بالمئة.

وعادة ما يتزامن الربع الاخير مع دفع مكافات الموظفين في السعودية. وقال محمد الماضي الرئيس التنفيذي لسابك لرويترز الاسبوع الماضي ان زيادة أسعار النفط اثرت ايضا على الارباح.

وخسرت أسهم سابك 17.1 بالمئة منذ أعلنت في 19 يناير كانون الثاني عدم تحقيق الارباح المتوقعة في الربع الاخير وقالت ان أزمة الرهون العقارية بالولايات المتحدة أضرت بالطلب على المواد الكيماوية. وانخفض الهم في نهاية المعاملات يوم الثلاثاء بنسبة 9.93 بالمئة.

وقالت سابك ان ارباح الربع الاخير ارتفعت 12.3 بالمئة الى 6.87 مليار ريال (1.83 مليار دولار) دون توقعات المحللين التي تراوحت بين 8.38 مليار ريال و9.1 مليار ريال.

وبحسب البيان المالي للشركة فقد ارتفعت تكاليف الربع الاخير التي تشمل تكاليف المبيعات والتسويق والتكاليف الادارية الى 29.12 مليار ريال مقابل 13.5 مليار ريال في الفترة المقابلة من العام 2006.

ومقارنة مع مستواها في الربع الثالث ارتفعت التكاليف 34.1 بالمئة.

وقال بيان الشركة ان مبيعات الربع الاخير ارتفعت الى 40.22 مليار ريال من 22.73 مليار ريال في الفترة المقابلة من العام السابق و32.13 مليار ريال في الربع الثالث من 2007.

وتشير حسابات الى أن هذا يعني أن صافي هامش أرباح سابك انكمش الى 17 بالمئة في الربع الاخير من 2007 من 27 بالمئة في الفترة المقابلة من العام السابق و23 بالمئة في الربع الثالث من 2007.

وقال الماضي الرئيس التنفيذي لسابك ان ارتفاع اسعار النفط التي بلغت في الربع الاخير مستوى قياسيا عند 100 دولار للبرميل قلص أرباح سابك. وتستخدم أسعار النفط كمعيار قياسي لتحديد أسعار النفتا - التي تستخدم في انتاج البتروكيماويات - وغيرها من المواد الخام.

وارتفعت الايرادات في عام 2007 الى 126.75 مليار ريال من 86.33 مليار ريال في 2006.

وسجلت سابك أرباحا قياسية في الفصول الخمسة السابقة بسبب نمو الطلب العالمي على انتاجها من المواد الكيماوية والصلب والاسمدة.

وحققت الشركة أرباحا صافية في 2007 بلغت 27 مليار ريال بزيادة بنسبة 33 بالمئة عن 2006.