كامل الشيرازي من الجزائر
قال متحدث باسم وزارة النقل الجزائرية، الثلاثاء، إنّ بلاده قررت تعميم إستعمال القطارات الكهربائية الخفيفة (الترامواي) بحلول 2010، في سياق مخطط حكومي لتغيير خارطة النقل على مستوى 16 مدينة كبرى، ويتعلق الأمر بإنجاز مشروعات لإنشاء خطوط كهربائية مزدوجة وأخرى ذات اتجاه واحد وتهيئة مرافق السكك الحديدية، بغرض تغيير وجه البلاد التي ضاق سكانها وملوا من مختلف كليشهات النقل الفوضوية السائدة حاليًا، وتسعى السلطات لإتمام أولى عمليات كهربة شبكة السكك الحديدية بين العاصمة وضواحيها الشرقية والغربية أواسط العام الجاري، بما يكفل توظيف القطار المكهرب الأول في سبتمبر/أيلول القادم، وتراهن الجزائر على تسريع وتيرة مخططها، لذا تنوي استكمال شراء 94 قاطرة، بينها 30 قاطرة كندية لقاء 82 مليون دولار، ناهيك عن جلب 64 قاطرة سويسرية بقيمة 280 مليون يورو، لاقتناعها بأنّ تحسين كفاءة خدمات النقل، من شأنه خلق فرص للعمالة وتحفيز قدرة الاقتصاد على المنافسة.


وبالنظر للأهمية القصوى التي يتمتع بها هذا القطاع الحيوي والإستراتيجي في المجال الإقتصادي والتجاري، تركّز الحكومة الجزائرية على تطوير مشاريع نقل عملاقة، إذ أعلن وزير النقل الجزائري quot;محمد مغلاويquot; أنه سيتم تجديد أربعة طرق لعربات القطار السلكي لتحسين فعاليتها، مع بناء عربات ترام لنقل 150 ألف مسافر يوميًا، سيتم استكمالها في الربع الأول من عام 2009، بالتزامن مع إقامة خط سريع لسكة الحديد بعاصمة الجزائر، مع الإشارة أنّ تكلفة إنجاز الترامواي الواحد تقدّر بحوالى 300 مليون دولار.


وتشكل مشاريع إنجاز القطارات الكهربائية الخفيفة، أحد أهم المشاريع التي شرع فيها سنة 2007، ويرتقب أن تضمن نقل 6 آلاف مسافر في الساعة مرورًا بوسط المدينة ذي الكثافة الحضرية العالية وحيث تتمركز أهم المصالح الخدماتية التي يقصدها المواطنون يوميًا، بحيث سيكون بمثابة همزة وصل بين مختلف وسائل النقل الأخرى، بحكم اتجاه السلطات إلى إنشاء محطات مشتركة لكل من القطار الكهربائي الخفيف والحافلات وسيارات الأجرة، وتوشك أشغال التهيئة الجارية حاليا لوضع السكة الحديدية للقطارات الكهربائية الخفيفة، ما سيمكن الجزائريين من استعمال هذه الوسيلة في أجل أقصاه 24 شهرًا، علمًا أنّ الاتحاد الأوروبي منح 25 مليون يورو لتقويم وتحديث وإعادة تأهيل قطاع النقل بالجزائر.


يشار إلى أنّ العديد من المجمعات الدولية تتنافس على مشاريع النقل بالسكك الحديدية في الجزائر، وقد أشرفت الوكالة الجزائرية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في سكك الحديد، قبل أيام، على فتح أظرفة العروض التقنية لعشرة مكتتبين لإنجاز عدد من مشاريع تهيئة السكك الحديدية، و يتعلق الأمر بـ: متي بي اف بلانيج (البرتغال) وجيتينسا (اسبانيا) وسايتي (الجزائر)، ديسو انترناشيونال (كندا)، ديسو المغرب العربي (الجزائر)، أوبرماير (ألمانيا) - ام إي بي (ألمانيا) و الشركة ذات المسؤولية المحدودة كاجيب (الجزائر)، أس أن سي لافالين (كندا)-أس أن سي لافالين المغرب العربي (الجزائر) وآرداني (اسبانيا).


كما كشف quot;عبد الحميد لعلايميةquot; المدير العام للشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية، مؤخرا، إنّ بلاده رصدت غلافا تزيد قيمته عن 18 مليار دولار لتحديث وتطوير قطاع السكك الحديدية بالجزائر، بشكل يسمح بالتكفل بنحو 80 مليون راكب سنويًا في آفاق سنة 2010، ولهذا الغرض، اقتنت الجزائر 17 قاطرة من إنتاج إسباني بنحو 102 مليون يورو، على أن تبدأ في إستخدامها تدريجيًا إعتبارًا من الأشهر القليلة المقبلة.