الرئيس التنفيذي لسوق فلسطين للأوراق المالية
أحمد عويضة: لا أحد يستطيع التنبؤ بأبعاد الأزمة المالية العالمية

حاوره خلف خلف- إيلاف
أكد أحمد عويضة الرئيس التنفيذي لسوق فلسطين للأوراق المالية في حوار خاص مع quot;إيلافquot;، أن الأزمة المالية العالمية لا أحد يستطيع التنبؤ بأبعادها، لأنه لا يوجد حتى اللحظة تقديرًا لحجمها الحقيقي، كما بين أن سوق فلسطين للأوراق المالية لم تتأثر كثيرًا بالأزمة، كون معظم استثماراتها محلية، ولكن الخسارة في الأسواق العربية والعالمية تنعكس سلبًا على السوق، لأن المستثمرين يشعرون بالخوف والقلق، وبالتالي يحاولون سحب استثماراتهم.

وكشف عويضة أن تحويل سوق فلسطين للأوراق إلى شركة مساهمة عامة، كما تم الإعلان عن الفكرة العام الماضي، لم يتم حتى الآن، بسبب عدم مصادقة الحكومة الفلسطينية على القرار، معبرا عن اعتقاده بحصول هذا الموضوع في القريب، وتحدث الرئيس التنفيذي لسوق فلسطين للأوراق المالية عن المزيد من القضايا، والمسائل، وإليكم نص الحوار:

bull; هل لك أن تعرفنا إلى احمد عويضه، الرئيس التنفيذي لسوق فلسطين المالية؟
أنا فلسطيني، من مواليد مدينة القدس، تخرجتفي جامعة سانت اندروس في اسكتلندا، وحاصل على ماجستير في الاقتصاد، عملت في بنوك عدة، في فرنسا، والأردن، وفلسطين، بما بمجموعه 12 عامًا، ثم انتقلت إلى إشغال منصب مدير عام شركة الاتصالات الفلسطينية، ومن هناك إلى السوق المالية.

bull; كيف تقيّمون نظام الإفصاح في السوق، وتجاوب الشركات المدرجة معه؟
يمكن القول إن الالتزام 100%، وهذه وضعية جيدة، رغم أنه في حالات نادرة تتأخر بعض الشركات، ولكن مع الوقت هذه الحالات تتقلص، وتشهد السوق في السنوات الأخيرة تحسنا ملموسًا في كافة الجوانب، ولكن دعني أؤكد أن الالتزام يبقى معياريًا، ولكن لا يوجد شركة لا تتجاوب مع السوق كمحصل نهائي.

bull; هل تلمسون تجاوباً من الشركات عندما تطلب السوق من شركة ما تبريراً لحركة غير طبيعية لسهمها خلال فترة ما، سواء من حيث النشاط أو السعر؟
التعاون ممتاز، ونحن لدينا نظام رقابي محكم، وسلسلة من الإجراءات التي تتخذ في حال لم تستجب شركة ما إلى قرارات أو توجيهات السوق. ومن ضمنها: تعليق تداول الشركة.

bull; من الملاحظ أن مؤشر القدس بدأ يصعد منذ بداية العام، صعودا كبيرا، وفي منتصف العام بدأ يتراجع شيئًا فشيئًا؟ كيف تفسر هذا الانحناء لمؤشر القدس؟
نعم، السوق شهدت تراجعًا منذ منتصف العام الحالي، وبخاصة في الأيام الأخيرة، ولكن رغم ذلك ما زالت في طليعة المؤشرات العربية، بل يمكننا القول إنها إحدى الأسواق الأفضل على المستوى الدولي، فالأزمة المالية التي عايشها العالم عصفت بكل الأسواق، ولكن تأثرت سوق فلسطين للأوراق المالية بهذه الأزمة لا يكاد يذكر، مقارنة مع تأثر نظيراته في الدول العربية.

bull; هل تعتقد أن الأزمة المالية العالمية في طريقها إلى الحل قريبًا؟
لا يستطيع أحد التنبؤ بذلك، لأنه ليس هناك تقدير حقيقي لحجم المشكلة، ولذلك لا يمكن معرفة تبعاتها وانعكاساتها. والوضع يبقى رهنا للتطورات والظرف الدولي ككل.

bull; هناك عمليات تسييل من قبل المستثمرين الأجانب، في البورصات العربية وانسحابات وتصفية محافظ استثمارية وخصوصا في دول الخليج، هل رافق ذلك عمليات تسييل في بورصة فلسطين؟
بداية، دعني أبين أن نسبة الاستثمار الأجنبي في فلسطين محدودة، وبالتالي فالاستثمار في فلسطين معظمه محلي، ولا يوجد لدينا صناديق أجنبية تنسحب، ولكن الخسارات في الاسواق العربية والعالمية تنعكس سلبا على سوق فلسطين للأوراق المالية، لان المستثمرين يشعرون بالخوف والقلق، وبالتالي يحاولون سحب استثماراتهم.

bull; برز في الفترة الأخيرة عمليات تداول ضعيفة جدا في القيمة، على الرغم من الأداء الجيد بداية العام، فظهر هناك ضعف السيولة في البورصة الفلسطينية، ما هي أسباب ذلك؟
نعم ظهر ضعف في السيولة في البورصة الفلسطينية، ولكن لو أجرينا مقارنة تاريخية مع السنوات السابقة، لوجدنا أن الرابع والثالث يختلف عن الأول والثاني في العامين 2006 و2007 كما أن حجم التداول وعدد الصفقات وعدد الأسهم في 2008، أفضل من عامي 2006 و2007، كما أنه يجب الأخذفي الاعتبار أن التداول في الصيف يضعف، وبخاصة في شهر رمضان.
وأود أن أشير هنا إلى أننا أدرجنا هذا العام شركتين، وهناك شركتان نأمل أن تدرجا أيضا مع نهاية هذا العام.

bull; بما أن البورصة الفلسطينية بورصة صغيرة ناشئة، ما مقدار تأثرها بأسواق المنطقة، وكيف يكون هذا التأثير؟
كما قلت سابقًا، التأثير محدود، بسبب أن الاستثمارات الأجنبية محدود. وفقط العامل النفسي هو الذي يطال سوق فلسطين للأوراق المالية، في حال حدثت أي أزمة عالمية أو عربية.

bull; في أواخر الشهر الجاري سيعقد الملتقى الثاني لسوق فلسطين للأوراق المالية، هل لك أن تحدثنا عن الأهداف؟
نعم، الملتقى سيعقد بتاريخ 27/10/2008. وهدفه تسليط الأضواء على قضايا هذا القطاع الحيوي، وكذلك بحث واقع ومستقبل السوق المالية الفلسطينية، واستشراف آفاق تطور أسواق الرأسمال العربية الصاعدة وتحديات المرحلة القادمة، بالإضافة إلى بحث فرص ومتطلبات تكامل أسواق الرأسمال العربية، وكذلك بحث تطور ودور تكنولوجيا المعلومات وأنظمة التداول في ربط أسواق الرأسمال العربية، ومناقشة دور الصناديق الاستثمارية والسيادية في تعظيم الدور الاقتصادي لأسواق الرأسمال العربية.

bull; برزت سوق فلسطين بحضورها على المستوى العربي من الناحية الإعلامية، ومشاركتها في الكثير من المؤتمرات والاتفاقيات الخاصة ببث المعلومات، لكن ألا ترون أن هذا غير كاف أو لا يفيد المستثمرين أو الاقتصاد الوطني في كثيرا خصوصا انه لم يجلب مستثمرين إليها، بمعنى أن هل هناك خططا لاستقطاب شركات عربية للإدراج في سوق فلسطين، أو شركات وساطة عربية؟
نحن نحاول استقطاب شركات عربية، ولكن ذلك يتطلب موافقة شركات الرقابة في بلادها، ولكننا نؤكد أن وجود سوق فلسطين للأوراق المالية على الخارطة، يعزز مصداقيتها مع الوقت، ويكتسب الخبرة من تجارب الآخرين في سبيل الرقي والتطور، وبالنسبة إلى الاتفاقيات التي وقعتها السوق، باعتقادي هي تفيد المستثمر والاقتصاد الوطني، على المدى البعيد، وذلك من خلال تشجيع المزيد من المستثمرين على القدوم للسوق، وبالتالي توسيع قاعدة المستثمرين.

bull; أعلنت سوق فلسطين للأوراق المالية أنها ستتحول الى شركة مساهمة عامة العام الماضي ولم يتم هذا حتى الآن، ما هي أسباب ذلك؟
الموضوع توقف عند الحكومة، حيث إنها ربطت الموضوع مع شركة باديكو، ولكن نعتقد أن المسألة في طريقها للحل قريبًا.

bull; كيف تقيم تجربة سوق فلسطين للأوراق المالية خلال احدى عشرة سنة من العمل في ظل أزمات دولية تعصف بالمنطقة، وباحتلال قيد الاقتصاد والسياسة الفلسطينية؟
تجربة ناجحة بكل المقاييس، فنحن نتطور شيئًا فشيئًا، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها فلسطين، وعلى مستوى البورصات العربية، لا تقل جاهزيتنا عن الأسواق العربية.

bull; كلمة أخيرة تود أن تقولها في نهاية هذه المقابلة؟
أود أن أقول إن هناك وجها آخر لفلسطين، فهنا شعب يبني ويؤسس لدولة، ولسنا شعبًا من اللاجئين والضعفاء كما يعتقد البعض، بالعكس فنحن شعب طموح ونحب المستقبل، ونعمل لأجله.