دبي تتصدر قائمة المدن الاكبر من حيث المساحة تحت الانشاء
وكلاء عقاريون: سوق العقارات في دبي متوقف تماماً!

زيد بنيامين من دبي: في شهر نوفمبر الماضي، شهدت دبي محطة مهمة من محطات تحولها الى العاصمة السياحية الاولى في الشرق الاوسط، بافتتاح منتجع وفندق اتلانتس الشهير المقام على نخلة جميرا وهي جزيرة انشأها الانسان في الخليج العربي، حيث شهدت سماء المدينة العاباً نارية هي الاكبر في العالم، انعكست اضوائها على الرافعات التي تقف شاهقة في سماء المدينة، التي تعيش اليوم ذكرى مرور نحو عقد من الزمن منذ ان بدأت رحلتها مع قطاع العقارات وهو القطاع الذي وصلت قيمته اليوم الى تريليون دولار..

ربما ستكون وتيرة التنمية في دبي، واماكن اخرى في دولة الامارات، وخصوصاً في القطاع العقاري، ستكون شيئاً من الماضي خلال الايام القليلة المقبلة، بحسب صحيفة كرستيان ساينس مونيتور، فالازمة المالية العالمية قد اوقفت العديد من المشاريع في الامارة، وتستعد لتسريح عدد من العاملين لديها بعد ان استغنت عن مجموعة من العاملين في المبيعات والتسويق.

ورغم ان دبي لا تعتمد على النفط، او على العقارات بشكل كلي، بل تحولت الى ميناء لدول المنطقة، الا ان تراجع اسعار النفط بنحو 100 دولار عن الرقم القياسي الذي سجلته في يوليو الماضي، قد يؤدي الى تراجع هذا المصدر ايضاً، وهو ما يهدد بعض خطط الامارة المستقبلية، اكثر من شقيقتها ابوظبي التي تمتلك نحو 10% من مخزونات العالم من النفط وهو ما جنت من وراءه الكثير من الاموال خلال فترة ارتفاع اسعار النفط القياسية هذا العام.

الازمة المالية العالمية اضافة الى جو من عدم ثقة المستثمرين، ادت الى تراجع كبير في اسعار العقارات في الامارة بالاضافة الى تراجع مخيف في سوقها المالي خصوصا خلال الاسابيع القليلة الماضية.

فالسوق المالية في دبي خسرت نحو 70% من قيمة مؤشرها منذ الصيف الماضي، وهي خسارة شهدتها الشركات العقارية مثل اعمار التي تعتبر قيادية في هذه البورصة، وهي تبني في نفس الوقت اكبر برج في العالم (برج دبي) والتي خسرت اسهمها حتى اليوم نحو 75% من قيمتها، بالمقارنة مع اسعارها في يناير الماضي.

تشكل عائدات القطاع العقاري في دبي نحو 30% من دخلها، بضمنها المشاريع التي مازالت تشهدها الامارة ولم تنتهي بعد، وقد تضاعفت اسعار الشقق والفلل في الامارة بين بداية عام 2007 و بداية عام 2008 لكن بعض هذه الاسعار تراجعت ونحن على بداية عام 2009 بنسبة وصلت الى 50% بحسب جان بيير سيدكات الذي يعمل كوكيل لبيع العقارات في دبي، فقبل الازمة كان سعر الشقة في برج دبي يصل الى نحو 1.7 مليون دولار.

يقول بيير quot;في بداية دبي، كان يمكنك شراء وحدة سكنية صباحاً وتبيعها في فترة بعد الظهرquot; لكن الامور اختلفت اليوم بعد ان تراجعت الاسعار كثيراً وتراجعت المبيعات نحو 40% منذ نهاية العام الماضي.

يقول بول الين الذي يدير موقع estateagentsdubai.com ان quot;السوق العقارية قد توقفت تماماًquot; بحسب استطلاع للرأي اجراه الموقع، وشارك فيه نحو 100 من وكلاء البيع العقاريين، حيث قال نصفهم انهم لم يبيعوا اي عقار طوال شهر نوفمبر الماضي.

ويرى الن ان العديد من الشركات العقارية قد تتوقف عن العمل خلال الاشهر القليلة المقبلة.

كان الكثير من المستثمرين يتلاعبون بالعقارات خلال الفترة الماضية، حيث كانت المضاربة سيدة الموقف، وقد حقق الامر عائدات جيدة، بوجود تمويل كبير وسهل، ولكن الكثير من الشركات التي سبق ان سمحت للمشترين وضع 5% فقط من قيمة العقار، قررت تغيير قوانين اللعبة ورفعت نسبة التمويل الممنوحة الى 50% فقط بعد ان كانت 90% وهناك من قرر ايقاف تقديم القروض تماماً.

البنوك بدورها تشعر بالالام ايضاً ، بحسب ما يقوله سيمون ويليامز المسؤول الاقتصادي لاسواق الخليج في بنك HSBC مضيفاً quot;نحن نعيش حالة مؤلمة بعد خمس سنوات من النمو الشريع في قطاع التمويل من خلال بنوك محلية، وسوق كانت مستعدة لتلقي تمويل خارجي ايضاًquot;.

وخلال الفترة الماضية تم اعلان تأميم شركتي املاك وتمويل ودمجمها في بنك التنمية، وهو ما يعني ان اعمال كلا الشركتين ستكون تحت مراقبة وزارة المالية، في اول خطوة تحركتها الامارات للتعامل مع اثار الازمة المالية العالمية.

وفي محاولة لملاحقة تبعات الازمة، فقد اعلنت دبي عن انشاء المجلس الاستشاري الذي يهدف الى اعادة النظر في المشاريع المستقبلية وهو مايعني وضع بعضها في خانة الانتظار والغاء البعض الاخر.

وبسرعة جاءت النتائج، العديد من شركات الامارة الكبرى مثل داماك، تعمير، اومنيات اعلنت عن وقف العديد من مشاريعها وتسريح عدد من العاملين لديها.

الامر وصل الى نخيل ايضاً، التي اقيمت على احد سعفاتها التي انشأتها اياد الانسان الحفلة الاسطورية لافتتاح اتلانتس، والتي اعلنت قبل فترة قصيرة التخلي عن 15% من قوتها العاملة.

في المقابل يقوم العديد من مسؤولي الامارات باطلاق التطمينات، حيث اكد محمد العبار رئيس شركة (اعمار) ان ما يشهده القطاع العقاري هو quot;تصحيح صحيquot; وهو امر يتفق معه الين صاحب استطلاع الرأي الذي يؤكد ان السوق قد تستعيد اجواءها من جديد في غضون ما بين 3 الى 6 اشهر.

ويقول ويليامز من الـ HSBC ان quot;ما يقلقني فعلاً هو اسعار النفطquot;، فاذا استمر التراجع فأن quot;ذلك سيترك اثراً على اداء الاقتصاد الحقيقي، وهو ما يعني وضع ضغط حقيقي على القطاع العقاري واسعار الوحدات السكنيةquot;.

المدن العشر الاكبر من حيث المساحة تحت الانشاء في العالم (بحسب كوليرز انترناشونال المتخصصة بخدمة العقار)..

1 ndash; دبي / الامارات العربية المتحدة (42 مليون قدم مربع)
2 ndash; شنغهاي / الصين (41.6 مليون قدم مربع)
3 ndash; غوانزو/ الصين (19.8 مليون قدم مربع)
4 ndash; باريس / فرنسا (18.6 مليون قدم مربع)
5 ndash; ساوباولو / البرازيل (15.6 مليون قدم مربع)
6 ndash; واشنطن / الولايات المتحدة الامريكية (14 مليون قدم مربع)
7 ndash; سيؤول / كوريا الجنوبية (13.4 مليون قدم مربع)
8 ndash; موسكو / روسيا (12.9 مليون قدم مربع)
9 ndash; بكين / الصين (12.3 مليون قدم مربع)
10 ndash; سانت بيطرسبورغ / روسيا (12.2 مليون قدم مربع)
10 ndash; كييف / اوكرانيا (12.2 مليون قدم مربع)

لمراسلة الكاتب: [email protected]
مواضيع سابقة للكاتب:
http://www.elaphblog.com/zaidbenjamin