محمد الشرقاوي من القاهرة : قدرت الخسائر التي تكبدتها مصر من جراء انقطاع الانترنت مليارات الجنيهات حيث أدى انقطاع مفاجئ في الكابلات البحرية للاتصالات الدولية في البحر الأبيض المتوسط إلى قطع خدمات الانترنت عن 70في المائة من المشتركين. الكابلات الثلاثة التي قطعت ndash; ربما بفعل فاعل- هي فلاج وسيموي 4 وفالكون، والخبراء لم يستطيعوا تقدير حجم الخسائر بأرقام محددة مؤكدين وجود خسائر تقدر بالمليارات بعضها ذا تأثير مباشر والبعض الأخر غير مباشر ، فخسائر شركات الانترنت وحدها من وراء الشهر التعويض الذي أقرته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتجاوز 60 مليون جنيه مصري. وقد سادت حالة من الفوضى والاستياء بينrlm;8rlm; ملايين مستخدم للإنترنت في مصرrlm;,rlm; بسبب ضعف الخدمةrlm;,rlm; وأشارت مصادر إلي عودة الصحفrlm;,rlm;والبنوكrlm; ,rlm;والمستشفيات لاستخدام الفاكساتrlm;,rlm; والأدوات اليدوية في إتمام المعاملاتrlm;.rlm; و كانت شركات الطيران والسياحة علي قائمة القطاعات المتأثرة بعطل الإنترنت، فقد أصيبت حركة حجز تذاكر الطيران عبر الانترنت بالشلل حيث توقفت حركة الحجز والاتصال بشركات الطيران والبواخر السياحية وسفن النقل والشحن الدولية بسبب وقوع الانترنت الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة .
استطلعت quot; إيلافquot; أراء الخبراء بخصوص بدء عمليات الإصلاح التي بدأت منذ أول أمس ، وكانت صناعة خدمات الكول سنترز والتداول عبر البورصة والتعاملات البنكية هي أكثر القطاعات الاقتصادية تأثرا حيث أصيبت بالشلل التام .
في البداية يؤكد المهندس رأفت رضوان الخبير الاقتصادي والرئيس السابق لمركز معلومات مجلس الوزراء المصري حجم الخسائر بأنها تتمثل في الجانب الأول في اقتصاديات الكول سنتر التي تتمتع بها مصر والتي يتواجد بها اكبر كول سنتر في منطقة الشرق الأوسط ( أكسيد ) بالقرية الذكية وخدمات الدعم الفني التي تقدمها مصر لعدة دول عالمية .
أوضح رضوان أن هناك عدة مستويات للتأثير الاقتصادي السلبي على البلاد أولها،الأفراد الذين يعتمدون في أعمالهم عبر شبكات الانترنت وأشهرهم من يعمل في الكول سنتر ومراكز الدعم الفني ، بالإضافة إلى مكاتب حجز الطيران التي أصيبت بالشلل التام , هذا بخلاف التأثير السلبي على البنوك والبورصات بالإضافة إلى تأثر بعض الأعمال التي تعتمد على الانترنت كعامل أساسي Core Function .
ووصف رضوان الصدفة التي حدثت في المنطقة العربية وأصابت جميع الأعمال بالشلل بأنها صدفة سيئة للغاية أن يتم قطع كابلين في منتصف الأسبوع الماضي احدهما يصل بين مصر وايطاليا والآخر بين مصر وفرنسا والثالث الذي اثر بالسلب على منطقة الخليج العربي .
ورفض رضوان تحديد رقم أولي لحجم الخسائر مشيرا في هذا الصدد أنها تحتاج إلى تدقيق وبحث خاصة وان الأعمال التي باتت تتم عبر شبكة الانترنت ليست بالقليلة مشيرا إلى أن الخسائر الموجودة ولا احد يستطيع إنكارها في ظل الأزمة الانترنتية التي تعيشها المنطقة .
ورفض الدكتور على لطفي رئيس وزراء مصر الأسبق التنبوء بحجم الخسائر في ظل عدم وجود رصد لحجم هذه الخسائر مشيرا إلى أن قطاع البنوك والسياحة والطيران هي أكثر القطاعات الاقتصادية التي تأثرت سلبا بشلل الانترنت . وأكد أن هناك عدة بدائل في قطاع البورصة استطاع من خلالها الحد من التأثيرات السلبية التي منيت بها البلاد .
ونفى بشدة الدكتور عادل دانش رئيس شركة أكسيد اكبر مركز للاتصالات في مصر أن عملاء الشركة في كافة بلاد العالم لم يعلنوا تضررهن من انقطاع خدمة الانترنت في مصر خاصة وإنها كارثة طبيعية على المنطقة بأثرها كما أنها خارجة عن إرادة الجميع .
ورفض دانش الإشارة من قريب أو بعيد عن حجم الخسائر الاقتصادية مشيرا إلى أن العاملين في مجال الكول سنتر قد اجتمعوا مع الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبحث الآثار على القطاع وعملاء الشركة مؤكدا على تذليل كل الصعوبات والتحديات التي تواجه الشركات حيث بدأت الحياة تعود إلى مسارها الطبيعي حتى مع بطء حركة الانترنت .
وأكد دانش أن لدينا بدائل إلا انه لم ينفى بعد تأثر الخدمة في بعض المناطق حيث اتجهت الشركة إلى استخدام بعض الدوائر المخصصة في هذا الجانب والتي تتيح المكالمات الدولية رغم ارتفاع ثمنها . و قد صرح من قبل أسامة نظمي نائب رئيس التسويق في شركة أكسيد أن الشركة لا تحصل سوى على quot;20 بالمائة من الخدمةquot;. وقال لوكالة فرانس برس quot;هذا عطل غير مسبوق أن تعطل كابلين في وقت واحد أمر قليل الحدوثquot;. وقال انه بدلا من أن يرسل الموظفون إلى منازلهم فان الشركة تستغل هذه الفرصة لتنظيم الندوات التدريبية لقطاع تبلغ قيمته 60 مليون دولار سنويا في مصر.
قال احمد أسامة مدير قطاع الخدمات الحكومية بالشركة المصرية لنقل البيانات tedata احد اكبر الشركات المقدمة لخدمة الانترنت أن الشركة قد فقدت حوالي 55في المئةمن السعة الدولية لشبكة الإنترنت يوم الأربعاء الماضي الموافق 30 يناير 2008 إثر انقطاع كابل سي مي وي 4 (SEA-ME-WE-4) المملوك لمجموعة من شركات الاتصالات العالمية و كابل فلاج (FLAG) المملوك لشركة فلاج، في البحر المتوسط علي بعد حوالي 12 كيلومتر شمال مدينة الإسكندرية. و أضاف أن السعة الدولية للإنترنت في مصر أستغرق بناؤها سبعة سنوات، و قد أسندت وزارة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات إلي تي إي داتا مهمة استرجاع السعة المفقودة في عدة أيام قليلة، و قد تمكنت الشركة من استعادة 80فيالمئةمن السعة الدولية يوم الاثنين 4 فبراير، و تعمل الآن شبكة الإنترنت بكفاءة عالية ، و تستمر الشركة في إتاحة سعات بديلة لشركات مقدمي الخدمة إلي حين إصلاح أعطال الكابلين. و علي الجانب الآخر, أوضحت الشركة المصرية للاتصالات (تليكوم) وهي المزود الرئيسي للخدمة في مصر أنها ستطلب تعويضا من شركة الكابلات البحرية الهندية المسئولة. وقررت تليكوم منح المستخدمين شهرا مجانيا تعويضا لهم عن أضرار بسبب قطع الكابلات البحرية بالبحر المتوسط.
و قد تأثرت مصر و دول الخليج العربي و الهند و بعض الدول الأخرى بانقطاع الكابلين بنسب متفاوتة وصلت إلي الانقطاع الكامل في بعض هذه الدول حيث تعطلت الاتصالات عبر الكابلات البحرية على سواحل مصر الشمالية وأجبر مقدمي خدمات الإنترنت على إعادة تحويل مسار المرور. و في مصر , عبر البنك المركزي المصري عن إحباطه إزاء انقطاع خدمات الإنترنت، وقال إنه يسعى للحصول على بدائل لخدمة النظام المصرفي إذا تكررت هذه الأعطال. وقال أيضا بعض المتعاملين بالبورصة إن المعاملات كانت أبطأ الأسبوع الماضي، وإن عديدا من أوامر التداول بالأسواق العالمية لم تبلغ وجهتها. فيما أكدت وزارة الاتصالات أن الخدمة لن تعود لطبيعتها قبل عشرة أيام على الأقل.
من جانب آخر علمت quot; إيلافquot; أن جهات سيادية مصرية تجري تحقيقات سرية بهدف الوصول إلى السبب الرئيسي لقطع الكابلات البحرية خاصة مع ترديد البعض أن هذه العملية تمت بفعل فاعل بهدف عزل مصر والمنطقة العربية عن العالم الخارجي لتعتبر بذلك أول فصلا من فصول الحرب على إيران
وأرجعت النتائج الأولية ndash; على حد التصريحات الصحافية- إلى أن عملية القطع كانت بفعل فاعل أو ربما بسبب نشاط عسكري من دول أجنبية في المنطقة التي حدث بها القطع وهي منطقة مياه دولية، ناجمة عن مرور غواصات بها أو استخدام قذائف الأعماق في مناورات سرية. كما لم تستبعد جهات التحقيق المصرية أن يكون القطع بسبب استخدام مراكب الصيد الكبيرة للديناميت في أعمال الصيد مما تسبب في قطع الكابلين.
ولم تستبعد المصادر أن يكون الهدف من وراء ذلك إحداث هزة اقتصادية لدول المنطقة أو لأهداف أخرى، حيث تدرس جهات التحقيق المصرية حاليا كافة الاحتمالات مستعينة بصور الأقمار الصناعية لحركة السفن والأحوال الجوية والنشاط الزلزالي في المنطقة التي حدث بها قطع الكابلين. وعلى الرغم من أن قيادات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في مصر قد استبعدت نظرية المؤامرة في قطع الكبلين يوم الأربعاء الماضي، ورفض الدكتور طارق كامل، وزير الاتصالات، التسليم باتهامات شركة فلاج، لإحدى السفن بالتسبب في الحادث، إلا أن الوزير عاد ليكون أكثر ميلا لوجود شبهة تعمد فيما يحدث بعد قطع الكبل الثالث.
من جهته، قال المهندس ناجي أنيس، مدير مشروع الكبل البحري بشركة أوراسكوم تيلكوم، إنه يرجح تسبب إحدى السفن في قطع الكبلات البحرية الثلاثة، موضحا أن السفن تلقي بالهلب لكي تتوقف عن الحركة، والبعض يعتقد أنها تلقيه في الماء عند توقفها تماما، وهذا غير صحيح. وأضاف: laquo;الهلب الخاص بأي سفينة يلقي في البحر بزاوية 45 درجة، وتسير السفينة مسافة تصل إلى خمسة كيلومترات لحين توقفها نهائيا، ويقوم الهلب بكسح أي شيء أمامه في قاع البحر على مدى تلك المسافة، كما أن بعض السفن يقوم بإلقاء الهلب للحفاظ على توازنها عند سوء الأحوال الجوية، وهو ما يرجح قيام إحدى السفن المخالفة للممرات المائية المتبعة بالتسبب في قطع الكبلات الثلاثة.
و قد أشارات تقارير صحفية أمريكية إلى أن أزمة قطع ثلاثة كابلات بحرية لشبكة الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وتأثرت به مصر كثيرا لم يكن مصادفة، وأنه كان يستهدف إيران,وأن الدولتين الوحيدتين اللتين لم تتأثرا بهذا القطع هما إسرائيل والعراق, حيث المصالح الأمريكية الأقوى في المنطقة ، مؤكدة أنه ليس مصادفة أن يتم قطع الكابلين البحريين على بعد 8 كيلومترات من الإسكندرية، وبعد يومين يتم قطع كابل ثالث على مسافة 56 كيلومترا من دبي في الخليج العربي.
- آخر تحديث :
التعليقات