كامل عبدالله الحرمي: اعلان القطاع النفطي في الاسبوع الماضي عن تشكيل المجلس الاستشاري الدولي يضيف سلطة اخرى، ليصل عدد المجالس في القطاع النفطي الى أكثر من 5 مجالس أو سلطات، ابتداء من المجلس الأعلى للبترول ومجلس ادارة مؤسسة البترول ومجالس ادارات الشركات النفطية التابعة بالاضافة الى المستشارين الخاصين والمستشارين الخارجيين العالميين. والان جاء دور المجلس الاستشاري الدولي النفطي الذي اعلن عن تشكيله في الاسبوع الماضي وبتشكيلة أجنبية خارجية غير معلوم الأهداف والاغراض سوى انه سيساهم في رسم استراتيجيات المؤسسة وتقديم الاستشارات الى الرئيس التنفيذي ومجلس الادارة والأعضاء المنتدبين للشركات النفطية. ويهدف المجلس الى تطوير الصناعة النفطية. مما يعني ان دورالمجلس الاستشاري سيكون أكثر من استشاري وأكبر تقريبا من دور المجلس الأعلى للبترول، وخاصة انه سيساهم في رسم استراتيجيات القطاع النفطي. واتمنى الا يكون دوره لاحقا كذلك في الغاء الاستراتيجية والتوجهات الحالية للقطاع النفطي الكويتي.
ولكن الملاحظ ان هناك تعارضا في اقوال قياديي القطاع النفطي حول مسؤولية واهداف المجلس الاستشاري. والواضح انه سيتعارض مع اغراض واهداف مجلس ادارة مؤسسة البترول. ولكن هل فعلا سيساعد في تطوير اداء القطاع النفطي وكيف؟ نحن ضد التقليد الأعمى للظاهرة العالمية الحالية كما كنا ضد ظاهرة اللجان المختلفة الكثيرة التي تميز بها القطاع النفطي، والتي أدت فعلا الى تراجع القطاع النفطي الكويتي من كثرة اللجان والاجتماعات.
ولكن السؤال: لماذا المجلس الاستشاري العالمي الان؟ ولم لا نعطي الادارة الحالية ومجلس ادارة المؤسسة الحالي، الذي لم يمض على تشكيله عدة اشهر فرصة ووقتا كافيين لادارة القطاع ومن دون تدخلات محلية ومن المستشارين المقربين خاصة ان اعضاء المجلس الحالي من قطاعات محلية مختلفة وتشمل وتمثل خبرات مختلفة ومن القطاع الحكومي والخاص والمشترك؟ ولماذا التسرع وlaquo;خطفraquo; المجلس الجديد من مهماته وتدخلات اطراف laquo;غريبةraquo; علينا؟
ولماذا لا نعطي الادارة الحالية الجديدة الحرية الكاملة والأعضاء المنتدبين فرصة العمل والمضي قدما ببرامج اعمالهم بدلا من توقيفهم وlaquo;شلهمraquo; قبل ان يبدأوا اعمالهم، ام ان هناك ايادي خفية تحاول ان تعرقل عمل مجلس الادارة الجديد لأنه فقط ليس حسب رغباتهم وحساباتهم؟
ثقوا بأننا لسنا بحاجة الى مجلس استشاري حيث ان اعراض وامراض القطاع النفطي معروفة المعالم والأعراض، ومن اهمها غياب القيادة والادارة وعلى مختلف المستويات، وغياب الالتزام والانضباط الوظيفي، وغياب القيادات النفطية المدبرة والعاملة والقادرة على تنفيذ استراتيجيات القطاع النفطي، وغياب الكوادر الفنية والخبرات.
وان كنا حقا نريد اصلاح القطاع النفطي فما علينا سوى الامعان في قراءة استبيان نشرة laquo;ميدraquo; النفطية لشهر مايو من العام الماضي، وكذلك تقرير البنك الدولي للعام الماضي ومحاولة تحسين العناصر الـ10 المسببة لتردي اداء القطاع النفطي الكويتي. عدا ذلك فنحن يا جماعة لسنا بحاجة الى مجلس استشاري دولي، واتركوا العمل للمجلس الجديد والادارة الحالية، واتركوا التقليد الأعمى حيث اننا لم نبلغ بعد مستوى اداء المؤسسات والشركات التي تؤسس ولديها مجالس استشارية. الوقت لم يحن بعد، وابعدوا عن القطاع النفطي ليحاول تحسين ادائه وكفاءته.
هل من المعقول ان يكون التفاؤل المفرط للمقاول هو سبب تأخر انتاج الغاز الحر في الكويت من ديسمبر الماضي الى شهر مارس القادم؟ ولكن حقا من يدير شركة نفط الكويت. المقاول ام الشركة؟ وهل المجلس الاستشاري النفطي سيصلح الخلل في شركة نفط الكويت بعدم الاعتماد على تفاؤل المقاولين؟!