مرعي الحليان
مسألة الالتزام بالشروط والمواصفات الصحية والمواصفات اللازمة في البقاليات والمطاعم الصغيرة التي تنتشر عادة في الأسواق الشعبية، أو على الطرقات العامة، خصوصا تلك التي تكون بعيدة عن مراكز المدن الرئيسية يبدو أنها لا تتحقق بالنسبة المطلوبة والتي تفترضها شروط الترخيص والإجازة.. وسبق وأن كتبنا مرارا حول هذه المسألة، إلا انه يبدو انه لا مجيب لمثل هذا الأمر.
القضية الثانية والمتعلقة بالمسألة هي أن هناك تفاوتا كبيرا في مسألة الالتزام وكذلك الاشتراطات بين إمارة وأخرى، وبين منطقة وأخرى.. فالبقاليات والمطاعم الصغيرة وبعض الدكاكين التي تنتشر مثلا على امتداد الطرق في المناطق النائية لا تتوفر فيها أدنى المواصفات، لا من جهة المكان المناسب، ولا من جهة ما هو موجود من إعدادات داخل المحل،هذا فضلا عن وسائل الحفظ والتبريد ووسائل العرض.
فكيف يتم الترخيص بمزاولة النشاط في تلك الأماكن وبمستويات متدنية من الشروط الصحية فيما يتم التشديد وبشكل اكبر على هذه النوعية من الأنشطة في المدن.. وكما يبدو فان الوضع يوحي بوجود مكيالين، أو معيارين للشروط، واحد متدن لبعض المناطق، وواحد متشدد وصارم لمناطق أخرى! وهذا ما يوحي به الوضع، على الرغم من شروط المواصفات والإجراءات المطلوبة هي واحدة وصادرة من جهة واحدة ولا يمكن قسمتها على اثنين!!
الأمر الآخر أيضا أن هناك تفاوتا في الإصرار على الجودة بين إمارة وأخرى، وهناك اختلاف كبير يتعلق بالمستوى الصحي المطلوب، وهذا أمر مستغرب في الوقت الذي ندرك فيه جميعا أن هناك أمانة عامة للبلديات، وهناك مؤسسات اتحادية معنية ولها صلاحيات التفتيش والتدقيق على مستوى الدولة.
لماذا يحدث هذا الفارق إذن؟
سؤال محير في ظل التوجهات العامة وفي ظل السعي لتحقيق أفضل الممارسات وأفضل الخدمات وهي أهداف مطلقة للدولة وهناك إجراءات ومواد قانونية تكفل تحقق تلك المستويات المطلوبة.
ونقول مثلا إن خمسين بالمئة على الأقل من المطاعم الصغيرة والبقاليات المتناثرة هنا وهناك، وحسب المواصفات والاشتراطات التي تسعى لتحقيق الجودة تكون في حكم غير الصالح..ونعود للسؤال الأهم لنقول: لماذا هناك معياران في تحقيق الأفضل؟
[email protected]
التعليقات