واشنطن: بلغ سعر النفط مستوى قياسيا جديدا الخميس، تماما مثلما فعل الدولار ولكن هبوطا، في الوقت الذي أكّدت فيه الأرقام أنّ شهية الشراء لدى المستهلكين باتت ضعيفة.

كما أنّ الأسهم هي أيضا، تفاعلت مع هذه المعطيات، وعرفت حركتها تراجعا واضحا حيث تقاذفتها مؤشرات الانكماش وآمال جديدة في خفض جديد في نسبة الفائدة عندما يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وتسابق إدارة الرئيس جورج بوش، وهي التي اعترفت بأنّ الاقتصاد يواجه فترة صعبة، الزمن لاتخاذ إجراءات تشمل معالجة عدة مشاكل، تقول إنها أدّت إلى أزمة القروض العقارية.

ويتوقع المسؤولون أن يبدأ الاقتصاد في استعادة حيويته بمجرد ظهور آثار قرارات خفض الفائدة على القروض من قبل مجلس الاحتياطي وبمجرد بدء تحسس تداعيات القرارات الأخيرة على أرض الواقع.

لكن، وفق أسوشيتد برس، لا يبدو المحللون على نفس القدر من الثقة لاسيما أنهم على قناعة من كون عدّة عوامل ساهمت في وصول الاقتصاد إلى ما وصل إليه.

والأهمّ من ذلك، وفق المحللين، أنّ عددا من المشاكل مثل تراجع حركة شراء العقارات وغيرها، لم تظهر أي علامات على التحسن.

ونسبت الوكالة لمدير مجموعة Economic Outlook برنارد بوموهل قوله quot;نحن نعيش في قلب الانكماش الآن وكل ما يمكننا فعله هو اتخاذ موقف دفاعي.quot;

وقالت وزارة التجارة إنّ حركة شراء العقارات تراجعت في فبراير/شباط بنحو 0.6 بالمائة.

وذلك يعني أنّه التراجع الكبير الثاني من نوعه خلال الشهور الثلاثة الماضية.

وانضم تراجع حركة العقارات إلى تراجع نفس الحركة في السيارات والأثاث والمواد المنزلية.

لذلك فإنّ أغلب المحللين يصرّ على أنّ البلد دخل فعلا مرحلة الانكماش وإذا لم يكن كذلك فإنّه سيدخلها قريبا جدا.

وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض طوني فراتو إنّ إدارة بوش تتوقع quot;فترة صعبة مليئة بالتحدياتquot; ولكن يتعين على الأمريكيين أن يثقوا في المستقبل على المدى الطويل.

ومن المتوقع أن يلقي الرئيس جورج بوش الجمعة خطابا في نيويورك يخصصه للوضع الاقتصادي في البلاد.

وفي الوقت الذي شدد فيه على أهمية أن يتحدث الرئيس عن الوضع الاقتصادي، اعترف فراتو بأنّ أسعار النفط والوقود باتت تشكل كابوسا.

وفعلا فقد بلغت تلك الأسعار مستوى غير مسبوق في التاريخ الخميس بتجاوز برميل النفط لعتبة 110 دولارات.

أما البنزين فقد شهد زيادة بأكثر من سنتين ليبلغ الغالون 3.267 دولارا، في الوقت الذي حقق فيه الدولار انخفاضا quot;رمزياquot; تاريخيا مقارنة بالين حيث هبط إلى ما دون 100 ين للمرة الأولى خلال 12 عاما.

وأرجع المراقبون استمرار انخفاض قيمة الدولار امام العملة الأوروبية الموحدة إلى الشكوك المتزايدة تجاه إمكانية نجاح خطط البنك المركزي لضخ أموال بالنظام البنكي في إنقاذ العملة الأمريكية.