بعد أن سجل مؤشر تداول تراجعاً بـ 268 نقطة
الأثر النفسي لتراجع الأسواق العالمية يلقي بظلاله على الأسهم السعودية

محمد العوفي من الرياض
أرجع محللون ماليون التراجع الذي سجله سوق الأسهم السعودية في تعاملاته اليوم إلى عوامل نفسية جراء الهبوط الكبير الذي منيت به الأسواق العالمية في ختام تعاملاتها الأسبوعية أمس، ويراه البعض ضربة استباقية للتوقعات غير الإيجابية للنتائج المالية النصف سنوية .

فقد سجل مؤشر السوق السعودي في بداية تعاملاتها الأسبوعية تراجعا بلغت نسبته 3في المئةبما يعادل 268 نقطة و يعد هذا التراجع أكبر تراجع يسجله السوق خلال يوم واحد منذ نحو الشهر، حيث أغلق مؤشر تداول في نهاية التعاملات عند مستوياته التي سجله في فبراير الماضي عند 9313 نقطة منخفضا بـ 268 نقطة وهو أكبر تراجع للمؤشر خلال يوم واحد منذ 10 مايو، على الرغم من أن مؤشر السوق قلص جزءا من خسائره في الدقائق الأخيرة بعد أن كان متراجعا بأكثر من 300 نقطة.

وشهدت التعاملات انخفاضات حادة طالت 108 شركات، ضمت جميع الأسهم القيادية، فيما بلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 231.3 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 235.2 ألف صفقة تقريبا، بلغت قيمتها حوالي 8.7 مليارات ريال .

وقال أستاذ المحاسبة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبدالله الحربي في تصريح لــ quot;إيلافquot; إن ما حدث في سوق الأسهم السعودية اليوم قد يعد عملية استباقية لبعض التوقعات غير الإيجابية لنتائج بعض الشركات خلال النصف الأول من العام الجاري .

وتابع الحربي في السياق ذاته أن التراجع الكبير الذي منيت به السوق السعودية في تعاملاتها اليوم يعود إلى عدة أسباب منها: أن هناك بعض التوقعات غير الإيجابية عن النتائج المالية النصف سنوية لبعض الشركات السعودية ومن ضمنها القطاع المصرفي، مشيراً إلى أن ما حدث قد يعد عملية استباقية لهذه التوقعات .

وأوضح أن سوق الأسهم السعودية أصبحت مرآة عاكسة لواقع الأسواق المالية العالمية بشكل سلبي، حيث أصبحت تتأثر بالجانب السلبي للأسواق العالمية فقط، وتابع أن هناك ضغط من بعض المحافظ خصوصاً الصناديق الاستثمارية للتخلص من بعض الاستثمارات بهدف تغطية المراكز المكشوفة في الأسواق العالمية، مشيراً إلى أنه عندما يكون هناك مراكز مكشوفة فأن يتم التخلص من بعض الاستثمارات لتغطية تلك المراكز.

ويرى المحلل المالي محمد السهلي أن ما حدث يعود إلى الأثر النفسي الذي تسببت فيه عوامل عدة منها التضخم وارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية مما أدى إلى اتجاه أغلب المستثمرين إلى المضاربة في سوق النفط بدلاً من سوق الأسهم خصوصاً بعد تصريحات رئيس منظمة أوبك شكيب خليل التي أشار فيها إلى أن أسعار النفط الخام مرشحة للوصول إلى 170 دولاراً للبرميل في نهاية الصيف، إلى جانب الإنهيار الذي حدث في الأسواق المالية العالمية الذي بدوره أعطى أثر نفسي سلبي على المستثمرين، مشيراً إلى أن كل هذه العوامل مجتمعة كان لها الأثر النفسي الكبير في إنهيارات سوق الأسهم.

وأضاف أنه على الرغم من التراجع الكبير الذي حدث إلا أن السوق ظل متماسك لوجود حالات شراء من قبل بعض المستثمرين خصوصاً في أسهم شركات كيان وزين والإنماء، لافتاً إلى أن مؤشر السوق في حال كسره لمستوى 9200 نقطة فأن ذلك يشكل خطورة على المؤشر ويجعله مرشح للهبوط إلى مستويات منخفضة.