اعتدال سلامه من برلين: تزداد اهمية طاقة الرياح في المانيا، وتبلغ استطاعة محطات طاقة الرياح المستثمرة حاليا حوالي 18000 ميغاواط ، وهذا رقم قياسي عالمي. ويعادل عدد المراوح المنتجة للطاقة من الرياح في المانيا حوالي ثلث عددها في العالم وحوالي نصف عددها في بلدان الاتحاد الاوربي.


وبين عامي 1998 و2005 تضاعف عدد محطات طاقة الرياح في المانيا ثلاث مرات ليصل الى 17574. وهذا يعتبر تقدما كبير في مواجهة التلوث البيئ وحماية المناخ. ففي عام 2004 فقط ساعدت محطات طاقة الرياح في خفض ما ينفث من غاز ثاني اكسيد الكربون بمقدار 21.4 مليون طن. واحتلت محطات توليد الطاقة بالاعتماد على قوة الرياح المرتبة الاولى في العام الفائت بين مصادر الطاقة المتجددة، بحجم انتاجها من الكهرباء الذي وصل الى 26.6 مليون كيلو واط ساعي. وهي الكمية من الكهرباء تعادل ضعفي ما تحتاجه ولاية برلين في السنة.
لكن في المقابل يحصد قطاع طاقة الرياح الالماني ارقاما قياسية، فالطلبات تتهافت على الشركات المنتجة لها،وفي الاسواق العالمية يزداد رواج محطات توليد الطاقة المتجددة.


ولقد وصل حجم انتاج المانيا من المعدات التي تنتج الطاقة المتجددة عام 2005 وحده الى ستة مليار يورو.
وعلى نهر البه ، وبالتحديد في بلدة برونسبوتل بولاية شليزيفيغ هولشتاين تقبع على ضفة هذا النهر محطة الطاقة النووية بينما تنتصب على الضفة الاخرى وبكل فخر وتحدي اكبر محطة لتوليد الطاقة المستمدة من الرياح في العالم والتابعة لشركة انظمة ريباور ( انظمة تجديد الطاقة). وهي اول مروحة هوائية من فئة خمسة ميغاواط في العالم.


وفي ظروف الرياح المناسبة يمكن ان يصل انتاج هذه المروحة سنويا الى 17 مليون كيلو واط ساعي، وهي كمية من الطاقة كافية لتزويد 4500 اسرة مكونة من ثلاثة اشخاص وتغطي كل احتياجاتهم اليومية ايضا استهلاكهم العادي من الطاقة للاستحمام والاضاءة والاعمال المنزلية. لكن ليست فقط الاستطاعة بل ايضا حجم محطةquot; 5quot; يعتبر رقما قياسيا عالميا. ويصل وزن المروحة التي بدأت بالفعل بانتاج الطاقة منذ اكثر من عامين حوالي 1150 طن، وارتفاعها الى 183 مترا وهي بذلك اعلى حتى من كاتدرائية كولونيا الشهيرة، وتقوم على اساسات مؤلفة من 40 عمودا من الاسمنتيبلغ طول الواحد 24 مترا. وعندما تدور عنفات


( الريش) المروحة الثلاث التي يصل كول الواحدة الى 61.5 امتار بمعدل 7- 12 دورة في الدقيقة فهي تغطي مساحة تعادل مساحة ملعبين لكرة القدم. وتولي الشركة منذ تأسيسها عام 2001 في مدينة هامبورغ اهتمامها لتطويروانتاج محطات ذات استطاعة كبيرة، فعملت مثلا على تجديد محطات قديمة لمحطات وطرازات جديدة اكثر اقتصادية وانتاجها. وهناك مشاريع كثيرة من اجل الاعتماد على مثل هذه التقنية حيث تخطط حكومات عدة ولايات المانية بناء مراوح مثيلة للتخفيف من الاعتماد على الطاقة النووية والطاقة التقليدية. وسوف تبلغ استطاعة المحطات الهوائية التي سوف تقام على سطح البحر 45000 ميغاواط.


واول مشروع خارج المانيا كان الصيف الماضي حيث بنت الشركة محطات فوق سطح المياه على بعد 25 كلم من شواطئ اسكتلندا. وهناك مشاريع اخرى لبناء نفس المراوح على اليابسة بعد ان قررت عدة بلدان اوروبية استبدال ما لديلها من المراوح التي لا تزيد استطاعتها عن ال600 كيلو واط ساعي. اذ ان مروحة واحدة من طراز quot; 5quot; يمكنها ان تحل محل 50 مروحة هوائية قديمة. وهكذا تجد طاقة الرياح ابعادا جديدة ذات امكانيات هائلة في وقت تزداد فيه الحاجة لحماية البيئة والطبيعة من الدمار.