الكويت: أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية الدكتور محمد ابراهيم التويجري أن الدول العربية حققت تحسنا ملحوظا في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية خلال العقد الأخير . وقال التويجري في دراسة تحت عنوان quot;التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطور العلاقات الاقتصادية العربية البينيةquot; التي ضمها الإصدار الجديد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الذي يحمل عنوان (قمة الكويت والطموح العربي) ان الناتج المحلي الاجمالي للدول العربية قد حقق نموا مرتفعا خلال ال10 سنوات الأخيرة.
واوضح ان ذلك النمو فاق متوسط معدل النمو العالمي مما انعكس ارتفاعا أيضا على متوسط نصيب الفرد العربي من الدخل كما حققت التجارة الخارجية نموا مماثلا نتيجة ارتفاع قيمة الصادرات النفطية .
واستعرض الدكتور التويجري في بحثه اداء الاقتصادات العربية والتطورات في العلاقات البينية في مجالات مختلفة شملت الناتج المحلي الاجمالي ونمط توزيعه والبطالة والتجارة الخارجية والاستثمار اضافة الى القاء بعض الضوء على التطورات الاجتماعية في الدول العربية والتطورات في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى .
وذكر الدكتور التويجري أن منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تضم الآن 17 دولة عربية تشكل تجارتها الخارجية الاجمالية نحو 92 في المئة من اجمالي التجارة العربية بينما تشكل تجارتها البينية 5ر12 في المئة من اجمالي التجارة الخارجية للدول العربية .
وأشار الى أن الدول الأعضاء في المنطقة هي الأردن والامارات والبحرين وتونس السعودية والسودان وسورية والعراق وسلطنة عمان وفلسطين وقطر والكويت ولبنان وليبيا ومصر والمغرب واليمن .
واضاف الدكتور التويجري ان من أبرز المشكلات التي تواجه منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى هو طبيعة المنطقة التي تسمح للدول الأعضاء ابرام اتفاقيات مع دول أخرى ليست أعضاء في المنطقة كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي اضافة الى وجود تجمعات اقتصادية أخرى قريبة من بعض الدول العربية
- أما فيما يتعلق بمحور التجارة العربية البينية كأحد المحاور الرئيسية التي تطرحها قمة الكويت المقبلة فقد اوضح الدكتور التويجري أن الفترة الماضية شهدت نموا في العلاقات الاقتصادية العربية البينية تتمثل في تزايد حجم التجارة العربية البينية ونمو في الاستثمارات المرخصة في الدول العربية . ولفت الى أن الصادرات العربية ارتفعت من 8ر31 مليار دولار عام 2000 الى 2ر126 مليار دولار عام 2007 بنسبة بلغت 297 في المئة فيما حققت الواردات العربية نموا بنسبة 290 في المئة .
وأضاف الدكتور التويجري أن بيانات التركيب السلعي للتجارة العربية البينية تشير الى حدوث بعض التغير في عام 2007 عن العام السابق حيث بقيت المواد الخام والوقود المعدني تشكل أعلى نسبة في الصادرات البينية وان ارتفعت من 3ر56 في المئة عام 2006 إلى 5ر60 في المئة عام 2007 على حساب باقي المجوعات السلعية التي تراجعت جميعها بنسب متفاوتة. واوضح ان الأمر ذاته حدث بالنسبة للواردات البينية التي ازدادت أهمية المواد الخام والوقود المعدني فيها من 7ر48 في المئة إلى 4ر52 في المئة على حساب باقي المجوعات أيضا. وفيما يخص بند التطورات الاجتماعية في البحث أكد الدكتور التويجري أن التحسن في الأوضاع الاقصادية للدول العربية انعكس على التطورات الاجتماعية أيضا.
واشار الى أن الدول العربية حققت خلال الفترة من 2000 - 2007 تقدما باتجاه تحقيق الأهداف الانمائية للألفية الثالثة وبشكل خاص في مجالات مكافحة الفقر وتعميم التعليم وتعزيز المساواة بين الجنسين والرعاية الصحية خصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي التي حققت مراكز متقدمة في هذه المجالات التنموية يليها دول المشرق والمغرب العربي . وخلص الدكتور محمد التويجري في بحثه الى أن رفع الناتج القومي للدول العربية والاندماج في الاقتصاد العالمي وخلق مناخ اقتصادي ملائم للابتكار والابداع والارتقاء بمستويات التعليم والصحة يتطلب جميعها العمل على ازالة المشكلات الادارية والفنية والقانونية والتشريعية التي تشكل عائقا أمام تفعيل عمل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وانشاء الاتحاد الجمركي العربي وتشجيع الاستثمار بين الدول العربية
التعليقات