هبوط أول طائرة لها في مطار النجف الدولي
إيران تفتتح خطها الجديد مع العراق بـ 42 رحلة أسبوعياً

أسامة مهدي من لندن: هبطت في مطار النجف الدولي أمس ( الإثنين ) أول طائرة إيرانية، في رحلة جديدة، أعلنت عنها طهران، لافتتاح الخط الجديد بين البلدين، بمعدل 14 رحلة أسبوعياً، لنقل زوّار العتبات الشيعية في العراق، الذي ستصله قريباً 42 رحلة إيرانية أسبوعياً، وستستقبل كل من مطارات بغداد والنجف وأربيل والبصرة، في وقت قريب، عبر الحدود البرية الإيرانية مع العراق، 1200 زائر إيراني. واستقبل مطار النجف الدولي ( 160 كم جنوب بغداد ) الذي افتتح الصيف الماضي، أول رحلة إيرانية، تنفيذاً للاتفاق المبرم بين البلدين لتسيير الرحلات الجوية، وتبادل الخبرات في ما يتعلّق بالعمل الجوي.

وقال معاون وزير النقل الإيراني رخان لري في مؤتمر صحافي في النجف إنه جرى تفعيل إتفاقية نقل الزوّار بين البلدين جواً، بمعدل 42 رحلة إسبوعية، إلى مطارات النجف وبغداد وأربيل الشمالية والبصرة الجنوبية، وستتولّى تسييرها 6 شركات نقل جوي إيراني.

وأضاف لري إن رحلة أمس الأولى هي بداية الاتفاقية، متمنياً أن تكون هناك أطر أخرى للتعاون بين العراق وإيران.

وكان مطار النجف افتتح رسمياً في آب (أغسطس) الماضي، وبدأت عمليات تنفيذه بتوقيع عقد مع مجموعة quot;وورلد ستراتيجك أنيشيتف ـ دبليو إس آيquot; الأميركية، التي تتخذ من دبي مقراً لها، باستثمارات إجمالية وصلت إلى 300 مليون دولار.

وبموجب، فإن تنفيذ المطار يجري على مراحل، وتنتهي المرحلة الأولى منه خلال 4 أشهر، باستثمار 7 ملايين دولار.

ويبلغ عرض مدرج المطار 56 متراً، وطوله 3120 متراً، فيما أُخضِع منتسبو المطار إلى دورات تدريبية مكثّفة داخل العراق وخارجها، إضافة إلى الاستعانة بملاكات أجنبية تعمل إلى جانب العراقية مدة 3 سنوات، لغرض رفع كفاءتها، والاستفادة من الخبرات الأجنبية في إدارة المطار، لحين تسلّمه عراقياً بالكامل في المرحلة اللاحقة.

وتوقّعت مصادر في الحكومة الملية في النجف أن يرتفع عدد الزائرين (إلى النجف) بعد افتتاح المطار، من 3 آلاف زائر يومياً، إلى 5 أضعاف هذا العدد، وتوفير 10 آلاف فرصة عمل للعراقيين.

وفي السياق عينه، قال معاون مدير فرع شركة العامة لنقل المسافرين والوفود في محافظة ديالى، محمد عبد الرزاق، اليوم، إن أكثر من 1200 زائر إيراني وصلوا إلى منفذ المنذرية الحدودي لزيارة العتبات المقدسة في مدن النجف وكربلاء وبغداد.

وأوضح أن هناك نشاطاً كبيراً للسياحة الدينية في العراق، إذ بلغ عدد الزوّار الإيرانيين، الذين قدموا إلى منفذ المنذرية الحدودي أكثر من 8 ألاف زائر، خلال عام 2008، جرى نقلهم بوساطة 120 مركبة تعمل حالياً على نقل الزوّار، بينها 30 تابعة للقطاع الخاص.

وتوقّع أن يزداد الأسطول البري الناقل إلى 400 مركبة، خلال 2009، بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد الزائرين الذي يسلكون الطريق البري، من منفذ المنذرية في محافظة ديالى، وصولاً إلى العتبات المقدسة في العراق.

وأشار إلى أن كلفة أجرة نقل كل زائر إيراني إلى العتبات المقدسة، في مدن بغداد والنجف وكربلاء، تبلغ مليون ونصف مليون دينار. موضحاً أن زيارة الإيرانيين تستمر أسبوعاً تقريبا إلى المناطق المقدسة في العراق.

وخلال الشهر الماضي، قال رئيس لجنة السياحة الدينية في مجلس محافظة كربلاء، عبد الحسن الفراتي، إن وزارة السياحة العراقية قررت إعادة النظر في الاتفاقية الخاصة بتبادل زائري العتبات المقدسة الموقّعة بين العراق وإيران.

ولفت إلى أن وزارة السياحة والآثار العراقية قررت أن تُصنّف الفنادق في كربلاء بوساطة الجانب العراقي، مشيراً إلى تشكيل لجنة متخصصة ستتولّى إعادة تصنيف الفنادق في كربلاء، وستصل إلى المدينة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأشار إلى أن أسعار المبيت في فنادق كربلاء بالنسبة إلى الزوار الإيرانيين ستختلف عمّا كانت عليه، موضحاً أنها ستتراوح بين 25 إلى 35 دولاراً للشخص الواحد، بعدما كانت تبلغ 11 دولاراً فقط.

وينقل الزوّار الإيرانيون من الحدود العراقية الإيرانية باتجاه العتبات المقدسة، في النجف وكربلاء والكاظمية، بوساطة شركات سياحية محدّدة، فاعترض أصحاب شركات سياحية أخرى على استئثار بعض الشركات في عملية نقل الزائرين الإيرانيين، مطالبين بأن تستفيد الشركات السياحية كافة من عملية النقل.

وقال الفراتي إن هناك توجّهاً جديداً لدى وزارة السياحة يشرك شركات السياحة كافة في العراق، وعددها 478، في نقل الزائرين الإيرانيين باتجاه المدن العراقية المقدسة.

يذكر أن تصنيف الفنادق كان ينفّذ من قبل ممثلية لجنة الحج والزيارة الإيرانية في كربلاء، التي اعتبرت الفنادق في المدينة دون المرتبة الثانية، واعتمدت ممثلية لجنة الحج والزيارة مبلغ 11 دولاراً لقاء كل ليلة يقضيها الزائر الإيراني في الفندق، مع الخدمات كافة، وهو ما اعتبره أصحاب الفنادق ومسؤولون محليون استغلالاً لحاجة أصحاب الفنادق.