استانة: أبرم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتفاقات للنفط والغاز واتفاقات نووية، تجاوزت قيمتها ستة مليارات دولار مع قازاخستان، خلال زيارته لها اليوم الثلاثاء، الأمر الذي يرسخ مكانة فرنسا كمستثمر رئيس في البلد الغني بالموارد.

وينظر الغرب إلى قازاخستان - أكبر منتج للنفط في الاتحاد السوفيتي السابق بعد روسيا - كمورد مهم للطاقة في ظل رفع البلاد للإنتاج من خلال الاستفادة من حقول نفط وغاز جديدة، تقع على بحر قزوين.

وحصلت شركتا الطاقة الفرنسيتان توتال وجي.دي.اف سويز اليوم على نصيبهما من الإنتاج المستقبلي لبحر قزوين، من خلال الانضمام إلى مشروع لتطوير حقل خفالينسكوي المملوك لشركة كازمونايجاس التابعة للدولة في قازاخستان، وشركة لوك اويل الروسية.

وحقل خفالينسكوى صغير نسبيا، وتقدر احتياطيات الغاز به عند 332 مليار متر مكعب، بينما تحتوي حقول مثل شتوكمان في روسيا وجنوب لولوتان في تركمانستان على بضع تريليونات متر مكعب لكل منهما.

إلا أن الحقل يقع في موقع مناسب لتغذية شبكة خطوط الأنابيب الروسية، ويتوقع أن ينتج في نهاية الأمر ما يزيد على ثمانية مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، إضافة إلى بعض المكثفات النفطية.

وتلعب توتال بالفعل دوراً محورياً في تطوير حقل كاشاجان مشروع النفط الرئيس في قازاخستان، وأكبر اكتشاف نفطي في العالم خلال الأعوام الثلاثين الماضية، والذي يقع أيضاً على جرف بحر قزوين.

ووقع اليوم الثلاثاء كونسورتيوم تقوده شركة سبي كاباج الفرنسية التابعة لشركة انتريبوس كونتراكتينج مذكرة تفاهم مع قازاخستان يمكن بموجبه أن يفوز بعقد لمد خط أنابيب لتصدير خام كاشاجان.

وقالت أنتريبوس كونتراكتينج أن خط أنابيب يسكيني-كوريك الذي سيربط حقل كاشاجان في ميناء أكتاو على بحر قزوين قد يوفر عقودا قيمتها 1.2 مليار يورو لشركات فرنسية.

وفي صفقة أخرى في الطاقة، اتفقت شركة اريفا الفرنسية وشركة الطاقة النووية المملوكة لقازاخستان كازاتومبروم على تأسيس مشروع مشترك لتسويق الوقود النووي في آسيا، وبحث فرص الإنتاج في قازاخستان.

وتمتلك قازاخستان خمس الاحتياطيات العالمية من اليورانيوم، وتمضي قدماً كي تصبح أكبر منتج للمعدن المشع في العالم هذا العام. إلا أن البلاد تفتقر إلى التكنولوجيا اللازمة لمعالجة اليورانيوم، وتحويله إلى وقود جاهز للاستخدام في المفاعلات.

وقال مسؤولون إن الجانبين وقعا ما مجمله 24 اتفاقاً، بقيمة تتجاوز ستة مليارات دولار اليوم، وهو رقم مرتفع حتى بالنسبة إلى قازاخستان، التي دبرت استثمارات أجنبية تجاوزت قيمتها 70 مليار دولار، منذ حصولها على الاستقلال عام 1991.