تفرض الإنفلونزا المكسيكية واقعًا جديدًا على الشركات الصيدلانية الإيطالية المضظرة لإنتاج اللقاحات العلاجية،بينماتشهد نقصًا في عدد الكيميائيين الذين يميلون للبحث.

روما: تفتح الآفاق الجديدة لعالم الكيمياء، مع نمو الشركات الصيدلانية، وإنتاج اللقاحات أبوابًا ومجالات جديدة في عالم العمل. ففي بعض القطاعات الصناعية الأوروبية، يبدو واضحًا أن القوى العاملة باتت غير كافية لمواجهة الضغوط. كما نجد داخلها العديد من الوظائف الفارغة لكون المسؤولين عن الموارد البشرية يجدون الصعوبات في إيجاد الأشخاص المؤهلين لشغلها. علاوة على ذلك، تشهد أوروبا نقصًا في عدد الخبراء الكيميائيين لتعليب اللقاحات والمتخرجين في حقل الطب، الذين يميلون إلى العمل في قطاع البحث، وليس في المستشفيات، والمهندسين البيوكيميائيين المتخصصين في تحليل مواد جديدة وإنتاجها. ويُعزى الفراغ في قطاع العمل الأوروبي إلى أسباب متفرعة.

من جهة، ثمة صعوبة في أن تتلاقى عروض العمل بطلبات المتقدمين. ومن جهة ثانية، يتكلم عالم المدارس والجامعات لغة مختلفة تعتبرها الشركات بدائية جدًا، وبعيدة كل البعد من متطلبات العمل داخلها. وتأتي إنفلونزا المكسيكية لتفرض واقعًا جديدًا على الشركات الصيدلانية المجبورة على إنتاج اللقاحات العلاجية. هكذا، يمارس إنتاج هذه اللقاحات ضغطًا ملحوظًا على الشركات الصيدلانية الإيطالية، ومن ضمنها فرع شركة quot;نوفارتيسquot; السويسرية في مدينة quot;سييناquot;.

وربما كان ذلك بداية لضغوط هائلة ستعانيها قريبًا الشركات الصيدلانية الطليعية في أوروبا، ثم خارجها. ولمواجهة المستويات العالية من إنتاج لقاحات إنفلونزا المكسيك في إيطاليا، تحتاج شركة نوفارتيس مثلاً حوالى 300 مهندس كيميائي. في سياق متصل، يفيدنا quot;جان لوكا مانيانيquot;، مدير الموارد البشرية في فرع الشركة الإيطالي أن وتيرة إنتاج اللقاحات زادت كثيرًا، في هذه الفترة، ما يضع نوفارتيس في سلة من الصعوبات المحرجة للغاية.

وعلى الرغم من أن المعاشات المخصصة لخبراء ومهندسي الكيمياء وصلت عروضها إلى أكثر من خمسة آلاف يورو شهريًا، أي سبعة آلاف دولار، إلا أن قسم الموارد البشرية لم ينجح بعد في استقطاب ما يكفي من قوى عاملة مؤهلة. ما حضه على إعادة البت في سياسة التوظيف، والنظر إلى المتخرجين المدرسيين دومًا عن طريق عروض مغرية لهم، تتجاوز أحيانًا ألفي يورو، أي ثلاثة آلاف دولار تقريبًا، وهذا معاش خيالي للحائزين درجة بكالوريا في إيطاليا.

في أي حال، فإن عقود العمل، إما مع الخبراء والمهندسين أو مع المتخرجين المدرسيين، التي تتضمن كذلك إيجار سكن تدفعه الشركة شهريًا من خزينتها، محدودة زمنيًا. أي أن الانتهاء من خطة تعليب اللقاحات تعني لهم التسريح من مركز العمل. ويبقى إتقان اللغة الإنكليزية عائقًا في محرك التوظيف. فمعظم المتعلمين هنا لا يتقنونها بصورة تخولهم العمل والتعاون بسهولة مع فرق أخرى في الشركات متعددة الجنسيات. أما الحائزون على درجة دكتوراه، فهم مطلوبون أكثر لقطاعات البحث والتكنولوجيا.