يتخوف السعوديون من ألا تكون آخر شركات الطيران الاقتصادي السعودية quot;الوفيرquot; سوى نسخة مكررة من طيران سما وناس، في ظل الصعوبات التي واجهتها الأخيرتان، وكذلك مشاكل عديدة في التشغيل، تركت الكثير من الانطباعات السلبية لدى شريحة واسعة من العملاء. وكانت هيئة الطيران المدني في السعودية رخّصت لطيران الوفير منذ فترة وجيزة لتصبح رابع شركة طيران في البلاد. ومن المفترض أن يكون مقر الشركة في جدة وأن تركز في رحلاتها على نقل الحجاج والمعتمرين،وتوقعت الوفير نقل quot;نحو 50 ألف حاج هذا العامquot;، كما أكدت أنه ستكون لها محطات دولية عدة.

الرياض: قبل أيام قلائل، أعلنت هيئة الطيران المدني في السعودية عن منح ترخيص لرابع شركة طيران في البلد تحت مسمى شركة quot;الوفيرquot;، لتنضم إلى الخطوط الجوية العربية السعودية وطيران سما وناس، والأخيرتان تمثلان بداية الطيران الاقتصادي الذي يعاني مصاعب جمة، خصوصاً على مستوى النقل الداخلي. الشركة الجديدة استقبلها الشارع السعودي ببرود وعدم تفاؤل في أن تقدم الوفير خدمات أكثر تميزاً، في ظل تزايد فرص المنافسة، كما يفترض، حيث غلب على التوقعات والتعقيبات خبر تصريح الشركة أن الأخيرة لن تكون سوى نسخة مكررة من طيران سما وناس، في ظل الصعوبات التي واجهتها الأخيرتان، وكذلك مشاكل عديدة في التشغيل، تركت الكثير من الانطباعات السلبية لدى شريحة واسعة من العملاء.

ووفقاً لوكالة رويترز، فإن الشركة الجديدة، التي تعود ملكيتها لشركات سعودية، من بينها مجموعة بن لادن ومجموعة الناغي، و سيكون مقرها في مدينة جدة، سوف تركز على نقل الحجاج والمعتمرين، وسيكون تشغيلها من خلال 3 طائرات من طراز بوينغ 747 مستأجرة من شركة طيران ماليزية للأعوام الستة المقبلة. حيث أعلن رئيسها التنفيذي أنه يتوقع نقل quot;نحو 50 ألف حاج هذا العامquot;، كما ستكون لها محطات دولية عدة في شرق آسيا وأفريقيا، وبضع محطات أوربية مستهدفةquot;، إضافة إلى كل البلدان الإسلامية، وكل الدول التي يوجد فيها مسلمونquot;، وذكرت أن الشركة تعمل بنظام النقل العارض، الذي لا يشترط الجدولة بمعنى تأجير الطائرات لمن يرغب بنقل المجموعات كالشركات السياحية وشركات الحج والعمرة.

من جانب آخر، ألمح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله رحيمي إلى عدم وجود جدولة لرحلات الشركة الجديدة موضحاً أن quot;الشركة الجديدة ستبدأ العمل اعتباراً من الموسم الحالي، وستقدم خدماتها للحجاج والمعتمرين، ولأي جهات تحتاج نقلاً عارضاً وغير مجدول وما إلى ذلك.. حتى في العمرة الداخلية، لأنها تتم من قبل مؤسسات تأخذ حزمة، وبالتالي تستطيع شراء خدمات النقل العارض، فالأخير فيه مجال عمل كبير، لكن السوق مهضومة (لم تأخذ حقها) من قبل طيران عارض أجنبي، وأكد وجود معاناة كبيرة تعانيها السلطات السعودية والمطارات من عدم انضباطية بعضهاquot;.

وأكد رحيمي على أن الفرص لا تزال قائمة أمام المستثمرين للحصول على quot;ترخيص نقل جوي عارض مماثلquot;، مشيراً إلى أن quot;الهيئة سبق أن أعلنت عن فتح باب القبول لطلبات المستثمرين الراغبين في الحصول على ترخيص ناقل جوي وطني للتشغيل الداخليquot;.

يذكر أن الهيئة سبق وأعلنت عن إستراتيجية في مجال الترخيص للناقلات الوطنية للسنوات العشر المقبلة، بهدف تحرير تدريجي لقطاع النقل الجوي، في ظل منافسة تضمن استفادة العملاء، وأن السنوات الثلاث المقبلة ستدعم تخصيص الخطوط الجوية العربية السعودية، التي مازالت تقدم خدماتها بأسعار توصف رسمياً بأنها quot;لا تغطي التكلفةquot;.

التوقعات، التي صاحبت أخبار الترخيص للشركة الجديدة، ومن خلال التعقيبات، استدعت الكثير مما يختزله السعوديون عن شركات الطيران الاقتصادي والطيران الأم quot;الخطوط السعوديةquot;، حيث تصاعدت المطالبات والتهكنات في آن واحد مابين المطالبة بتفادي سلبيات الطيران الحالي، من مشاكل الحجوزات ومشاكل تأخير الرحلات، مروراً بسوء التعامل وتدني مستوى الخدمات الأرضية والجوية، وصولاً إلى الربط بينها وبين وصول الأسطول الجديد للخطوط السعودية، وأن هذه الشركة ما هي إلا تابعة للأخيرة، وستستخدم بعض طائراتها القديمة.. في هاجس بعيد قليلاً عن الواقعية.

ومن المعروف أن شركات الطيران الاقتصادي، ومن خلال شركتي ناس وسما، عانتا الكثير من المشاكل، لدرجة تناقل بعض المصادر أخبار عن وصولهما إلى حافة الإفلاس، بالرغم من مساندة واضحة من الشركة الأم لهما، بالتخلي عن محطات مهمة داخل الرقعة الوطنية.

وبدلاً من استفادتهما من ذلك، تصاعدت العديد من المشاكل لديها، بعدما نتجت مشاكل في التأخير والحجوزات وغيرها، مما جعلها عرضة لغضب شعبي وإعلامي كبير، نتج منه تخليها مرة أخرى عن العديد من المحطات، والتركيز على بعض المحطات الدولية الأكثر طلباً. وكان آخر ذلك، ما قامت به هيئة الطيران المدني أخيراً من سحب حوالي 24 محطة من شركتي quot;ناسquot; و سماquot; وإعادتها إلى الخطوط السعودية، بعد شكاوى هائلة من مواطنين في مناطق متفرقة، كما أوردت صحيفة المدينة السعودية، حيث أكد خطاب للهيئة أن بعض المحطات حذفت، نتيجة لطلب من إحدى هاتين الشركتين نفسها، موضحة أن ذلك أيضاً نتج من quot;طلبات رفعتها بعض إمارات المناطق للجهات العلياquot;، بعدما تقدم مواطنون بشكاوى من محدودية السعة المقعدية وقلة الرحلات المتوافرة، مما أدى إلى تعطل مصالح المواطنينquot;.

في سياق متصل، يقول الكاتب في صحيفة الوطن السعودية صالح الشيحي quot;هذا حالنا مع quot;السعوديةquot; وشركات الطيران الجديدة. ففي السابق كنا نضحك على أنفسنا، عندما نسمع المذيع الداخلي في طائرة الخطوط السعودية يقول quot;شكراً لكم لاختياركم السعوديةquot; فقط لأننا ندرك أنه لم يكن ثمة خيار آخر لنا سوى quot;السعوديةquot;. واليوم استلمت الدور شركتا quot;ناسquot; وquot;سماquot;، أو قل: تبادلتا الأدوار مع السعودية، لتتكرر العبارة نفسها مع تغيير بسيط: quot;شكراً لكم لاختياركم طيران ناس أو سماquot;، وكأن هناك خياراً آخر لنا لنمتطيه، أو طريقاً آخر فنسلكه!!.

ويضيف quot;المواطن مسؤولية الحكومة. فإما أن توفر له العلاج.. أو توفر له وسيلة الوصول إليه. وهذا وجه واحد من أوجه المعاناة، وأوجه المعاناة كثيرة بطبيعة الحال. الخلاصة: انسحاب quot;السعوديةquot; من مناطق المملكة، وخاصةً البعيدة من المركز ليس له ما يبرره إطلاقاً. فالحكومة تصرف عليها مليارات. ومن حق المواطن أن يستفيد من خطوط بلاده، طالما أنها لا تزال حكوميةquot;.