في الوقت الذي تتردد فيه الشائعات حول خطورة اللقاح المخصص لعلاج الأنفلونزا الجديدة (أتش ون أن ون) وخوف الكثيرين من تعاطيه أو أخذ جرعات منه، تسعى الدول إلى استيراد كميات من اللقاح للحد من انتشار المرض، وتقديمه كعلاج للمصابين به، إضافة إلى تزويد الراغبين في أداء فريضة الحج من المسلمين به، لكون الموسم يحمل احتمالات كبيرة لانتشار المرض وانتقاله في منطقة مزدحمة محدودة، ويؤمّها المؤمنون المسلمون من كل حدب وصوب.

المنامة: طالب وزير الصحة البحريني فيصل الحمر بضرورة الإسراع في مشروع الشراء المشترك للأدوية والتطعيمات المقاومة لأنفلونزا الخنازير في دول شرق المتوسط، والسعي إلى دعم إنشاء مصانع للأدوية واللقاحات في دول الإقليم، من أجل كسر الاحتكار العالمي، الذي يحد من توفير احتياجات الدول من هذه اللقاحات.

جاء ذلك خلال مشاركة الوزير في الدورة الخامسة والستين للجنة الإقليمية للشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، التي عقدت مطلع الشهر الحالي في المغرب، والتي ناقشت وباء أنفلونزا المكسيك ضمن أولوياتها المطروحة، فقد رصدت مجموع الموازنات التي خصصتها حكومة البحرين لمواجهة وباء الأنفلونزا المكسيكية حتى الآن 7.8 ملايين دينار (20.6 مليون دولار) خلال أربعة أشهر، والتي وجّه مجلس الوزراء في جلساته بتسخيرها لشراء أدوية المرض واللقاحات اللازمة لحماية البحرين من انتشار أنفلونزا المكسيك.

وكان مجلس الوزراء قد اعتمد في يونيو (حزيران) الماضي أول موازنة إضافية لمواجهة أنفلونزا المكسيك، وهي 2.3 مليون دينار، كما وجّه رئيس الوزراء بتوفير الكميات اللازمة من الأدوية، إضافة إلى المتابعة الدقيقة للحالات المشتبهة، واستمرار تعاون وزارة الصحة وتنسيقها مع المنظمات الدولية المختصة، والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم حول عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة وكيفية الحد من انتقال العدوى بينهم، عبر الكشف اليومي عليهم.

وفي سبتمبر (أيلول) الفائت، وافق مجلس الوزراء البحريني على تخصيص اعتماد مالي قدره 5.5 ملايين دينار (14.6 مليون دولار) لشراء اللقاحات والتطعيمات اللازمة لمواجهة وباء أنفلونزا المكسيك.
وكانت مديرة إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة خيرية موسى قد ذكرت أن الكلفة الإجمالية للتطعيم بلغت 4.4 ملايين دينار ( 11.6 مليون دولار) لمليون جرعة، التي من المتوقع وصول الدفعة الأولى منها خلال هذه الفترة، على أن تتوالى الدفعات الأخرى تباعاً.

وكانت موسى أفادت في تصريح سابق أيضاً بأن لدى وزارة الصحة كمية كافية من دواء أنفلونزا المكسيك بنحو مليوني كبسولة من quot;تاميفلوquot; للبالغين، وكمية إضافية أخرى، قوامها مليون كبسولة، ستخصصها الوزارة للموجة الثانية من الوباء، والمتوقع أن تبدأ العام المقبل.

وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت عن اشتراطات الحج لهذا العام، التي تتضمن ضرورة توافر لقاح أنفلونزا المكسيك ولقاح الأنفلونزا الموسمية للحجاج الآتين من مختلف الدول، كشرط لمنح تأشيرة الحج. أما إذا أفادت بأنه لم يتم توافرها فيمكن منح تأشيرة الحج، ويكون ذلك على مسؤولية الدولة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية على مأمونية التطعيم بحسب النتائج الأولية، معلنة في بيان لها أنه لا يختلف في تكوينه عن الأنفلونزا الموسمية، وقد طعمت الصين حتى الآن 100000 شخص، وبدأ هذا الأسبوع التطعيم في كل من أستراليا وأميركا وبريطانيا، ولم تظهر حتى الآن سوى آثار جانبية بسيطة له، مثل ارتفاع درجة الحرارة وانتفاخ موضعي في بعض الحالات. أما الأطفال الذين تقل أعمارهم عن من 10 سنوات والحوامل، فسيتم الإعلان لاحقاً عن عدد الجرعات المطلوبة للحصول على المناعة.